ولع الإيطاليين بالسيارات يضيع في الزحام

إحدى ليالي إيطاليا المزدحمة بالسيارات والمركبات أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصة حب طويلة تجمع الإيطاليين مع المركبات ذات المحركات بدأت بالفيسبا وانتهت بسيارة الفيراري، غير أنه حدثت ثورة في وسائل الانتقال بسبب ازدحام المرور في ميلانو ثاني أكبر مدينة في بلادهم، وتسببت في تخلي الكثيرين منهم عن ركوب السيارات، مفضلين بدائل أخرى مثل المواصلات العامة أو مشاركة الآخرين في ركوب السيارات.

وبات الركاب عازفين عن القيادة إلى داخل وسط مدينة ميلانو بسبب مشروع فرض رسوم على الزحام، على غرار ما يحدث في لندن، يقضي بدفع خمسة يورو (6.5 دولارات) من جانب قائدي السيارات الذين يدخلون منطقة أطلق عليها اسم «المنطقة سي». وقال عمدة ميلانو جيوليانو بيسابيا إن «امتلاك سيارة لم يعد رمزاً للوجاهة الاجتماعية مثلما كانت الحال في السابق،..

وقد اعتنق الشباب هذه الفكرة على الرغم من صعوبة قبولها من جانب الأجيال الأكبر سناً مثلي أو جيل والدي». ومنذ إدخال «المنطقة سي» في يناير 2012 تراجع عدد السيارات التي تدخل وسط ميلانو يومياً من نحو 130 ألف سيارة إلى 90 ألفاً، وخلال الفترة نفسها زاد حجم برنامج المشاركة في السيارات بالمدينة إلى أكثر من 180 ألف مشترك.

وقال داميانو دي سيميني، الرئيس المحلي لجماعة الضغط البيئية «ليجامبينتي»، إنه يسمع مزيداً من الأشخاص يقولون له «إننا لا نحتاج إلى سيارة»، وأضاف أن «ميلانو تقوم بعملية نزع السيارات منها بنفسها، وهذا أمر يحدث بالفعل». وأدلى ما نسبته 80% من سكان ميلانو بأصواتهم لمصلحة رسوم الزحام في استفتاء غير ملزم أجري عام 2011، غير أن الخلافات البيروقراطية والاحتجاجات الشعبية والمعارضات القانونية ضد المشروع أخرت إقامة «المنطقة سي» وفقاً لما قاله بيسابيا.

ومن ناحية أخرى، فإن الاتجاهات الاقتصادية على مستوى إيطاليا أثرت بدورها في استخدام السيارات، ففي ظل أكبر ركود تتعرض له البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، تراجع معدل مبيعات السيارات في إيطاليا بنسبة نصف ما كان عليه وقت ذروة المبيعات عام 2007، وحلت محله مبيعات الدراجات لأول مرة خلال 50 عاماً.

وعلى الرغم من أن رسوم الزحام تعد مغنماً لميلانو، إذ تجلب نحو 30 مليون يورو لخزينة المدينة، فإن العمدة بيسابيا قال إن عدة تحديات لوجستية تجعل من عملية توسيع المنطقة غير ممكنة إلا على المدى البعيد. وأضاف أنه من المتوقع أن تحقق بدائل أخرى للانتقال نتائج خلال هذه الفترة، مشيراً إلى إدخال مزيد من مناطق المشاة، والحد من سرعات السيارات، وتزايد معدلات المشاركة في السيارات، على أن تشمل الدراجات الكهربائية قريباً.

Email