مؤتمر الحياة الذكية يختتم أعماله في دبي

60 % من المنازل داخل الدولة ذكية في 2020

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المجتمعون في مؤتمر ومعرض «الحياة الذكية في المدينة الذكية- دبي 2014»، على ضرورة توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات التعليم العالي من اجل تعزيز روح الابتكار في المرحلة المقبلة من التحول إلى مدينة ذكية في دبي والإمارات، لافتين إلى أن 60 % من المنازل في الدولة ستصبح ذكية فيما 90 % من الخدمات الحكومية ستتحول إلى ذكية بحلول 2020.

إلى ذلك، تضمن الحدث في يومه الثاني والأخير إقامة ورش عمل ومسابقات، وتم مناقشة موضوع «النظام البيئي الذكي»، بالإضافة إلى مسابقة «ابتكارات الشركات الناشئة»، إلى جانب عرض لأفضل الحلول المحلية والدولية الذكية. وتم استضافة «معرض ابتكار الشركات العارضة الناشئة» من قبل «إنسيبت دوت كو» و«مركز يو. سي. بيركليز لريادة الأعمال والتكنولوجيا»، حيث قدم المشاركون كلمة مدتها 10 دقائق حول عروضهم، التي تم تقييمها من خلال معايير تبدأ من التفرد وقابلية التدرج مروراً بالمدة الزمنية لطرح الحلول في السوق وصولاً إلى قابلية تطبيق هذه الحلول في دبي ومفاهيم الحياة الذكية.

كما ناقش عدد من المتحدثين خلال هذا اليوم التحديات المالية التي تواجه الشركات الناشئة وذلك من خلال حلقة نقاش حول «تمويل وتطوير الشركات الناشئة» ترأسها سونيل ميشرا، الشريك في «إنسايد إنفيستور».

واختتم المعرض بالإعلان عن الفائزين بالمسابقة، بما في ذلك «جائزة الابتكار: «الحياة الذكية في المدينة الذكية- دبي 2014».

2020

وتوقع مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة تسويق للتطوير والتسويق العقاري، أن تبلغ نسبة المنازل الذكية في الإمارات 60 % وأن تصل نسبة الخدمات الحكومية الذكية 90 % بحلول العام 2020. لافتاً إلى أن تطوير الخدمات بحاجة إلى المزيد من الابتكار والإبداع، وأن دبي عودت الجميع على التنافسية وهو ما يشجع الجميع على كسر حاجز المستحيل في درب التحول الذكي في مؤسسات وشركات المجتمع.

ولفت العور في تصريحات على هامش المعرض إلى انه لا مناص من التعاون الدؤوب بين القطاعين العام والخاص في هذا الجانب الحيوي، وان ما حدث وعلى العكس مما يحدث غالباً في الدول الأخرى المتقدمة، ان القطاع الحكومي الذي أطلق مبادرة المدينة الذكية كتتويج لمبادرة سابقة هي الحكومة الذكية، كان سباقاً في حركته وطموحاته القطاع الخاص، وهو ما يضع الأخير تحت ضغط المسؤولية وضرورة مواكبة توجهات الحكومة المستقبلية والسريعة، لاسيما أن 70 % ممن يسكنون المدينة والدولة يعملون في شركات القطاع الخاص.

فرص حقيقية

من جانبه قال مروان بن حيدر، المدير التنفيذي للتخطيط والتطوير في «حكومة دبي الذكية» إن المؤتمر والمعرض يعدان فرصة حقيقية للتقريب بين القطاعين العام والخاص، وان الأخير انتبه إلى ضرورة تكثيف الجهود والتعاون مع القطاع الحكومي ضمن مبدأ الشراكة الاستراتيجية، لتحقيق التوجهات المستقبلية للإمارة والدولة نحو اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة. مؤكداً أن هناك العديد من الفرص والمشاريع المشتركة بين الجانبين لتحقيق المزيد من التقدم والإنجازات على أرضية صلبة.

البيانات الكبيرة

ولفت علي نمر، رئيس قسم حلول الحكومة الإلكترونية في «مايكروسوفت سيتي نكست» إلى ان مشاركته تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية البيانات الكبيرة في ظل توجه الحكومات نحو الانتقال الى المدن الذكية، مشددا على أهمية تحليل البيانات الهائلة التي ستدخل إلى مراكز بيانات تلك المدينة ومراقبتها بشكل لحظي للاستفادة منها في التحليل والتوجيه والتفاعل مع ما يجري على الأرض والتنبؤ بالأحداث قبل وقوعها أو وصولها، سواء فيما يتعلق بالمناخ أو حركة السير أو أي نشاط يتم فيها.

موضحاً أن مايكروسوفت تقدم البنية التحتية الحقيقية لهذه الحلول بالتعاون مع عدد من الشركاء.

شراكة لا عنجهية

وأوضح الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، أن هناك عائقاً ثقافياً كبيراً يقف كسد منيع بين مؤسسات التعليم العالي وشركات القطاع الخاص، عند الحديث عن الإبداع والابتكار في المجتمعات المعاصرة.

وقال إن كلا الطرفين ينظران إلى بعضهما نظرة تنافسية لا تكاملية كما هو المطلوب، وانه من الواجب على قطاع التعليم النظر إلى القطاع الخاص بأنه يمتلك المال فقط ولا يمتلك الرؤية والقدرة على الابتكار، فيما ينظر الأخير إلى التعليم على انه كيان نظري غير قادر على أحداث التغييرات المطلوبة في الواقع.

وأشار إلى ان اخطر ما في الأمر أن يتم وضع العربة قبل الحصان، من خلال تصوير أن القطاع التعليمي غير قادر على تلبية احتياجات السوق، فالعكس هو الصحيح، إذ إن الوضع الطبيعي هو أن تكون مخرجات التعليم هي المحرك لمتطلبات السوق.

وأكد على أن مفهوم المدن الذكية والتحديات المرافقة لها والمطروحة بإلحاح هذه الفترة، تتطلب تعاوناً بين جميع الأطراف الفاعلة، وأن يتعاون القطاعان وان يتنازل كل طرف عن مواقفه العنجهية السابقة، للوصول إلى رؤية موحدة تشبه تلك السائدة في الدول المتقدمة، ولعل اكبر كيان إبداعي في الولايات المتحدة الأميركية وهو وادي السيليكون، لم يكن مبادرة من القطاع الخاص بل ثمرة من ثمار قطاع التعليم، إذ بادرت جامعة ستانفورد بتأسيسه وإنشائه حينها.

ورش عمل

توج اليوم الثاني من معرض «الحياة الذكية في المدينة الذكية - دبي 2014» النجاح الذي حققه خلال اليوم الافتتاحي، حيث أعجب الزوار بالنوعية العالية والقيمة لورش العمل وحلقات النقاش التي أقامها عدد من الخبراء المعروفين. وقال مسعود العور: لفت انتباهنا عمق الأفكار الإبداعية والمبتكرة التي قدمها المشاركون. كما نود أن نتقدم بالشكر من كافة العارضين والمتحدثين على دعمهم القيم ونتطلع إلى استضافتهم مرة أخرى في النسخة الثانية من المعرض».

Email