تأكيداً على تألق الإمارة كمُصدّر بارز للعلامات التجارية المرموقة

تجار مجوهرات دبي يصعدون إلى "العالمية"

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شق العديد من تجار الذهب في إمارة دبي طريقهم نحو العالمية، من خلال قيامهم بفتح محلات ومنافذ تجارية لبيع منتجاتهم وتشكيلاتهم لشرائح متنوعة من المستهلكين حول العالم، وتألقت أعمالهم لتصبح اسماء محلاتهم، بمثابة علامات تجارية ذات صيت عالمي واسع النطاق، لتقدم ملمحاً آخر متميزاً لعالمية أسواق المجوهرات في دبي، يتمثل في كونها باتت مصدرة لعلامات تجارية عالمية في مجال تجارة الذهب والمجوهرات، بعدما كانت تشتهر بقدرتها على جذب كبريات بيوت المجوهرات في العالم لافتتاح أفرع ومقرات لها في إمارة دبي، وبهذا، انضمت اسماء شهيرة، على غرار «بيور جولد» و«دهماني» إلى الأسماء العالمية المرموقة في تجارة المجوهرات والذهب، وصار لبعض هؤلاء التجار محلات ومنافذ تجارية موزعة على العديد من الأسواق والدول حول العالم.

وتتقاسم هذه الأسماء اللامعة والمرموقة، سمة رئيسية مشتركة، وهي بدؤها بمزاولتها لأعمالها في تجارة الذهب والمجوهرات، انطلاقا من سوق الذهب في دبي، فمن هذا المكان، بدأ هؤلاء التجار يتحسسون خطواتهم الأولى في دخول دهاليز هذه التجارة بتعقيداتها المختلفة والمتنوعة، وكما كبرت أسواق الذهب والمجوهرات في دبي، كبرت أعمال هؤلاء التجار، بحيث أضحوا من العلامات البارزة لهذه الأسواق، وصار لكل واحد منهم قصة تحكي فصلاً من فصول تاريخ الذهب في إمارة دبي.

قاعدة تجار قوية

وعلى هذه الأرضية، أتى طارق المدقة المدير العام لشركة كالوتي للمجوهرات على شرح ما تتمتع به دبي من مزايا تكسب علاماتها التجارية وضعاً متفرداً ومتميزاً، بقوله: «ترتكز تجارة الذهب في دبي على قاعدة مرنة وقوية وصلبة من التجار الذين يمتلكون قدرات وإمكانيات تؤهلهم للعمل في مختلف الأسواق على الصعد المحلية والإقليمية والعالمية، ويعمل تجار الذهب بالجملة مع تجار التجزئة في دبي وتجار التجزئة والجملة خارج دبي، وهو ما ينطبق على شركة كالوتي للمجوهرات التي تعمل مع تجار الذهب في داخل وخارج دبي، فيما يعمل تجار الذهب بأسلوب التجزئة مع المستهلكين».

وقد تألق اسم شركة مجوهرات دهماني، من بين أسماء عديدة نجحت في الارتقاء بأعمالها إلى العالمية، وقد افتتحت مؤخراً دار المجوهرات الجديدة «دهماني 1696»، ويقدم هذا المتجر معيارا جديدا من معايير الفخامة والأناقة في عالم المجوهرات، بتوفيره تشكيلة نادرة من المجوهرات المنتقاة بعناية فائقة والمرصعة بالألماس.

الحضور العالمي

وبسؤال أميت دهماني، الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة دهماني لتجارة المجوهرات، عن المحفزات والبواعث الرئيسية التي دفعت الشركة إلى تعزيز تواجدها وحضورها على الصعيد العالمي، أجاب قائلاً: «على مدار السنوات، أظهر العملاء الذين يزورون مدينة دبي، مشاعر الحب والتقدير لتشكيلات مجوهرات دهماني، وأبدوا حرصهم على شراء واقتناء هذه التشكيلات، ومن شأن هذا الدعم القوي من جانب المستهلكين، أن حفزنا على التوجه نحو توسيع تواجدنا في الأسواق العالمية الرئيسية للمجوهرات، ومع وصول عدد المحلات التي تمتلكها الشركة في دولة الإمارات إلى 18 محلاً، كان الخيار الطبيعي والمنطقي، هو أن تقوم الشركة بتوسيع عملياتها وأعمالها دولياً».

الانتشار العالمي

وفي السياق ذاته، انضمت شركة «بيور جولد» إلى قائمة الأسماء اللامعة عالميا في تجارة المجوهرات، وقد استهلت الشركة نشاطها في عام 1989 بالدخول في مجال تجارة الذهب بالجملة، وتخصصت في تجارة الجملة للذهب عيار 24 قيراطا، الذي يعد أنقى أنواع الذهب، ومن ثم، نشطت في توفير إمدادات الذهب للمصنعين، وهو ما دعم مكانتها في أوساط المصنعين، بيد أنها عملت على تنويع نشاطها باتجاهها إلى تجارة التجزئة، حيث قامت في عام 1998 بافتتاح أول متجر لها في سوق الذهب بديرة، وأعطى النجاح الذي حققه هذا المتجر، المزيد من الثقة للمضي قدما في تجارة المجوهرات بأسلوب التجزئة، والآن، تمتلك الشركة شبكة من المحلات، تنتشر في العديد من الدول.

معالجة التحديات والصعوبات

ويبدو أن الطريق إلى العالمية، ليس مفروشاً بالورود، فمن أراد أن يسلكه، سيجده مليئاً بالنتوءات والتعرجات، وربما لا يستطيع اجتيازه بسلام وأمان، إذا لم يكن مزوداً بإمكانيات وقدرات تعينه على بلوغ هدفه ومبتغاه.

وفي هذا السياق، اقر أميت دهماني أن شركة مجوهرات دهماني واجهت تحديات وصعوبات عديدة في الوصول إلى العالمية، شارحاً هذه الصعوبات، بقوله: «تكمن التحديات الرئيسية في وضع تصميمات ومنتجات تُلائم الخيارات المتعددة والمتنوعة للمستهلكين الدوليين، ولكن ما عزز قدراتنا على التعامل مع شرائح متنوعة من المستهلكين، هو الخبرات التي اكتسبناها في التعامل مع أذواق وخيارات متنوعة».

وعلى المنوال ذاته، استعرض كريم ميرشانت أبرز التحديات التي واجهتها شركة بيور جولد خلال عمليات توسعها في الأسواق الخارجية، قائلاً: «هناك ثلاثة مصاعب رئيسية، تشمل التأقلم مع الذوق المحلي لكل بلد، والعثور على مواقع متميزة للمتاجر، والاحتفاظ بمستويات خبرة وخدمة متجانسة في كافة متاجرنا، ومعظم الشركات التي تتطلع إلى التوسع في الخارج، سوف تكتشف ببساطة أن الطريق الصعب هو الذي لا يعرفونه».

مكاسب صافية

وعلى الجانب المقابل، هناك مكاسب تحققها شركات المجوهرات نتيجة لتوسيع أعمالها في الأسواق العالمية، وتعد هذه المكاسب، بمثابة محفزات رئيسية تدفعها إلى النظر بجدية إلى الفرص والمكاسب التي تتيحها الأسواق الخارجية.

وفي هذا المجال، تحدث أميت دهماني، عن هذه المكاسب، قائلاً: « بالتأكيد، هناك مكاسب قابلة للتحقق جراء توسيع أعمال الشركة في الأسواق الخارجية، ويبرز من بينها، تحقيق نمو طويل الأجل للأعمال من خلال الاستفادة من عناصر قوة كل سوق حول العالم».

وعلى المنوال ذاته، استعرض أميت أبرز مكاسب التوسع في الأسواق الخارجية، قائلاً: «هناك أسباب عديدة تجعل الشركات تقرر التوسع في الأسواق الخارجية، حيث ان توسيع الأسواق وزيادة المبيعات يعنيان تحقيق المزيد من الأرباح».

وهكذا، حلقت الكثير من العلامات التجارية في قطاع المجوهرات بإمارة دبي، في فضاء العالمية، بحصولها على مكانة مرموقة ومتميزة في الكثير من الأسواق العالمية، لتؤكد أن عالمية أسواق الذهب في إمارة دبي قد تجاوزت الشكل التقليدي والمألوف المُتمثل في نجاح إمارة دبي في جذب كبريات الشركات العالمية في مجال تجارة المجوهرات، وغدت الإمارة الآن في موقع المُصدر لعلامات تجارية نشأن وتطورت في أسواقها، وصارت الآن تمتلك سمعة عالمية مرموقة لا تقل بأي حال من الأحوال عن سمعة بيوت المجوهرات الشهيرة في العالم.

ضرورة حتمية

رأى كريم ميرشانت أنه من غير الممكن النظر إلى التوسع العالمي، على أنه مسألة رفاهية، بل هي ضرورة حتمية أملتها الأوضاع السائدة حالياً في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أنه كان ينظر في الماضي إلى التوسع الدولي، على أنه يحقق فوائد، من زاوية خفض التكاليف، ولكن لم يعد هذا هو الوضع في الوقت الحالي، حيث أصبح التوسع الدولي مرتبطاً بحتمية التواجد حيثما يوجد المستهلكون، وتتاح فرص لتحقيق المزيد من النمو من خلال فتح اسواق جديدة.

وصفة ذهبية خارج الإمارات

 

 

وضع تجار مجوهرات في دبي عناصر ومكونات، يمكن وصفها مجازاً بـ«وصفة النجاح»، في الحصول على مواطئ قدم مؤثرة، في الأسواق المؤثرة لتجارة المجوهرات والذهب.

وسلط أميت دهماني الضوء على بعض عناصر هذه الوصفة، لدى سؤاله عن المتطلبات الرئيسية المفترض توفيرها لترقية أعمال شركة المجوهرات إلى العالمية، بقوله: «يتمثل المطلب الرئيسي في توفير منتجات وتشكيلات راقية الجودة، ولن يكون بالإمكان التحدث عن العالمية دون توفير هذه النوعية من المنتجات، كما أنه من المهم توفير شهادات معتمدة دوليا لهذه المنتجات عند بيعها، حيث يميل المستهلكون في الأسواق الجديدة إلى شراء المنتجات ذات العلامات التجارية الجديدة، بحسب البيئات الثقافية التي يعيشون في ظلها، ولكن العامل الحيوي والرئيسي هنا، يتمثل في تميز وتفرد محل المجوهرات لدى الناظرين إليه».

واضاف قائلاً: «نحن فخورون بتميزنا في هذا المجال، فمنذ تأسيس شركة مجوهرات دهماني في عام 1969، نطبق هذا المفهوم على معظم منافذنا لتجارة التجزئة على الصعيد العالمي، ويستغرق تنفيذ هذا الأمر حوالي عامين من الاجتماعات والمناقشات مع كبار المهندسين العاملين في مجال التصميمات الداخلية، لكي يتماشوا مع هذا المفهوم، ونحن نشعر ببالغ السعادة بأن كان لدينا مصممين عالميين مبتكرين، قاموا بوضع التصميمات لأول محل لشركة مجوهرات دهماني في العام 1969، كما انه من المطلوب كذلك، الاستعانة بفريق عمل قوي للارتقاء بالعلامة التجارية إلى المستوى العالمي».

التوسع الخارجي

وبدوره، عرض كريم ميرشانت، عناصر أخرى لوصفة النجاح، قائلا: «يستلزم التوسع في الأسواق الخارجية، توافر الكثير من المتطلبات المُتعين توفيرها قبل الإقدام على خطوة فتح محال تجارية في الأسواق الخارجية، وتشتمل هذه المتطلبات، على ضرورة توافر المعرفة الكاملة بخصوص هذه الأسواق المُخطط التوسع فيها، من خلال إجراء الدراسات والبحوث، حتي يكون هناك فهم كامل لهذه الأسواق، كما يستلزم التوسع في الأسواق الخارجية، اتباع خطة أعمال ذات أهداف واقعية، والتأقلم مع الثقافات المحلية لهذه الأسواق، بما تشتمل عليه من تقاليد وأعراف وعادات، فضلاً عن انتهاج خطة ترويجية لتعزيز التواجد في الأسواق الجديدة المُستهدفة».

هوية خاصة

قال أميت دهماني، الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة دهماني لتجارة المجوهرات إن الشركة حرصت طوال الأعوام الـ45 الماضية على بناء هوية خاصة تستند إلى تراث عريق ومهارات حرفية وتقنية عالية لتلبية متطلبات عملائها حول العالم، وقد وفرت دار دهماني لعملائها أفضل أنواع الأحجار الكريمة والمجوهرات العصرية الراقية ذات التصميمات الفريدة، وأعرب عن فخره بافتتاح أول دار «دهماني 1969» في دبي في الإمارات، مشيراً إلى أنه مع افتتاح دار دهماني 1969 فإن هذا من شأنه أن يعزز حضورها العالمي بتوفير أجمل قطع المجوهرات وأكثرها ندرة.

عالمية مدينة الذهب تعزز أرباح التجار

قال تجار مجوهرات إن مزاولة أنشطة تجارة المجوهرات في مدينة الذهب، يحقق فوائد ومكاسب، تعزز قدرة الشركات على الانتقال بسلاسة من المحلية إلى العالمية، فهي تعطي لتجارها معارف وخبرات، يصعب اكتسابها في أي مكان على سطح المعمورة، في التعامل مع أذواق مستهلكين ينتمون إلى ما يزيد على مئتي جنسية، الأمر الذي من شأنه أن يجعل تجارها في موقع التفاعل المباشر مع مستهلكين عالميين.

ويقدم فيروز ميرشانت، مؤسس شركة بيور جولد، نموذجاً يختزل في طياته مراحل تطور تجارة الذهب في إمارة دبي، فعندما أطلق البعض عليه لقب «صاحب الأصابع الذهبية»، انطلق هذا التوصيف من نجاحه في تأسيس مكانة متميزة له على خريطة اللاعبين الرئيسيين في سوق المجوهرات بأشكالها المتنوعة، وارتياده مجالا كان له أثر السحر في تغيير مسار حياته العملية والمهنية، فبعدما كان يؤهل نفسه لإدارة أعمال والده في مجال العقارات في بومباي، وجد نفسه خلال قضائه شهر العسل في دبي مفتونا بالمعدن الأصفر في سوق الذهب بديرة، وحمله هذا الافتتان إلى اقتحام هذا المجال من الأعمال، وبعدما أمضى في تجارة المجوهرات ما يزيد على عقدين، أضحت شركته واحدة من أكبر شركات المجوهرات، وتمتلك فروعا في عدد من دول المنطقة.

واقر كريم ميرشانت، بفضل مدينة الذهب على نجاح أعمال شركة بيور جولد، بقوله :«تتمتع صناعة الذهب والألماس في دولة الإمارات بشهرة عالمية مرموقة، وهو ما يتجلى في إعطاء الناس ثقة كبيرة في المجوهرات التي يشترونها من الأسواق الإماراتية، بالنظر إلى جودتها العالية التي تحرص الجهات الحكومية المعنية على ضمانها من خلال تنظيمها الكفؤ والفعال لأسواق المجوهرات، وذلك على نحو يتناغم مع اللوائح التنظيمية العالمية، على غرار عملية كمبيرلي».

وأضاف قائلاً : «يتوافر لشركات المجوهرات الإماراتية، إمكانيات ضخمة تعينهم على ترقية أعمالهم إلى مستوى العالمية، ومن شأن تواجد شركات المجوهرات في مركز عالمي للتسوق، كما هو الحال بالنسبة للإمارات ودبي، أن يجعلها في موقع يمكنها من التعامل مع جمهور من المستهلكين ذوي طبيعة دولية، مما يكسبها الخبرات اللازمة للتوسع في أسواق الدول الأخرى».

Email