مؤتمر الاتحاد العربي للنقل البري يبحث التحديات والفرص المستقبلية

15 % حصة »البري« من صناعة النقل في الإمارات

مؤتمر الاتحاد العربي للنقل البري خلال انعقاده أمس في دبي تصوير: حصه إسماعيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستحوذ النقل البري في الإمارات على نحو 15 % من إجمالي قطاع النقل من حيث الكمية، و13 % من حيث قيمة البضائع والسلع المنقولة.

وقال محمود البستكي الرئيس التنفيذي لـ«دبي تريد»: إن سوق الإمارات شهد خلال العام الماضي دخول 52361 شاحنة نقل بنمو بلغ 7 % مع تسارع نمو حجم التجارة في الإمارات ونمو الطرق البرية التي تربطها بالدول المجاورة، وخاصة أسواق دول التعاون.

وأضاف البستكي في جلسة حول قطاع النقل البري في الإمارات أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر السنوي العام للاتحاد العربي للنقل البري الذي انطلقت أعماله، أمس، في دبي أن دولة الإمارات وضمن جهودها في تنويع اقتصادها الوطني تمتلك اليوم بنية تحتية عالية مكنتها من تقليل اعتمادها على النفط الذي يسهم اليوم بـ30 % فقط من اقتصاد الدولة مقارنة مع 70 % عند سنوات التأسيس للاتحاد.

وأشار إلى أن وجود موانئ ضخمة مثل ميناء جبل علي، ومطار عالمي مثل مطار دبي الدولي، وطرق سريعة متطورة مكن دبي من أن تصبح مركزاً لوجستياً عالمياً بحجم مناولة يصل إلى 13 مليون حاوية في البحر وأكثر من مليوني طن من الشحن الجوي، موضحاً أن صناعة النقل في دبي يتوقع أن تستمر في النمو بمعدلات قوية حتى ما بعد 2020.

وقال إن حاجز التجارة غير النفطية لدبي تجاوز 1.3 تريليون درهم إلى 2.7 تريليون في 2018 وصولاً إلى 4 تريليونات درهم بحلول العام 2020 مع استضافة معرض إكسبو 2020 الذي سيضخ أكثر من 144 مليار درهم في اقتصاد دبي.

تجارة دبي

وأشار عتيق جمعة مدير الخدمات التجارية في غرفة تجارة وصناعة دبي، في كلمة ألقاها في المؤتمر، إلى مقومات نمو قطاع التجارة في دبي التي استقبلت العام الماضي أكثر من 11 مليون زائر وبلغ حجم تجارتها غير النفطية أكثر من 1.3 تريليون درهم، موضحاً أن أبرز هذه المقومات يتمثل في موقع دبي الاستراتيجي الذي يتوسط بين الشرق والغرب إضافة إلى قربه من الأسواق الأسرع نمواً في العالم وخاصة في إفريقيا وآسيا.

وقال جمعة إن غرفة تجارة وصناعة دبي أدركت ومنذ فترة أهمية توسيع حضورها العالمي، حيث بادرت إلى افتتاح أكثر من 20 مكتباً في العديد من الأسواق الحيوية في العالم ومنها الصين والهند والدول المستقلة، مشيراً إلى أن تجارة دبي تشهد نمواً كبيراً منذ العام 2008 -2009 وبمعدلات تصل إلى 10 % سنوياً.

وقال إن هذه المعدلات الكبيرة من النمو يتوقع لها أن تستمر على المدى الطويل بفضل الرؤية الحكومية الثاقبة والدعم الكبير الذي تقدمه للقطاع إضافة إلى موقع دبي المهم وخطوط التجارة المتنوعة التي تربطها مع دول العالم فضلاً عن عوامل الاستقرار السياسي والاقتصادي والمبادرات الحكومية مثل تحويل دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي.

وبدوره أشار سعيد أحمد الطاير مدير إدارة المراكز الجمركية البرية في جمارك دبي إلى أن الدائرة ستعتمد نظام الطرق العالمي «تي آي آر» وهو نظام يتمتع بأعلى معايير الأمن والسلامة في نقل البضائع والسلع وسهولة خروجها من الميناء.

وقال الطاير إن جمارك دبي نجحت خلال السنوات الماضية في تنفيذ الكثير من المبادرات والمشاريع الإلكترونية الذكية ومنها نظام مرسال 2 ونظام إدارة المخاطر للشحنات الخطرة وهي مبادرات ساهمت في تقليل الوقت والجهد بنسبة 80 % في إنجاز المعاملات وتخليصها واعتمدتها منظمة الجمارك العالمية.

دبي ورلد سنترال

واستعرض محسن العوضي نائب الرئيس للخدمات اللوجستية في دبي وورلد سنترال، أبرز ملامح المشروع الذي يتألف من 8 أقسام، والذي سيكون عند إنجازه مدينة طيران متكاملة تضم مطاراً هو الأكبر في العالم بطاقة تصل إلى 220 مليون راكب و12 مليون طن من الشحن، إضافة إلى مناطق سكنية وتجارية ومنطقة معارض.

وقال العوضي إن مشروع دبي ورولد سنترال يشهد نمواً متسارعاً في مختلف الأقسام، حيث تضم المنطقة اللوجستية اليوم أكثر من 700 شركة متنوعة كما تم إنجاز المرحلة الأولى من مبنى المسافرين بطاقة 7 ملايين راكب و700 ألف طن من الشحن.

وأضاف أن ميناء جبل علي ودبي ورلد سنترال يوفران منطقة حرة مساحتها 200 كم2 وتضم منظومة خدمات متكاملة تلبي احتياجات المستثمرين المختلفة، كما أن وصول قطار الاتحاد إلى جبل علي في الأعوام المقبلة سيعطي قيمة مضافة إلى خدمات هذه المنطقة.

ومن جهته، قال عبدلله دميثان المدير التجاري في موانئ دبي العالمية: إن ميناء جبل علي وحده يوفر اليوم 98 رحلة يومية إلى أكثر من 1154 ميناء حول العالم وهو الأكبر في المنطقة.

وأشار ديمثان إلى المبادرات والمشاريع الذكية التي نفذتها موانئ دبي، والتي سهلت من عمليات المناولة والتفريغ للشاحنات وعملية خروجها من الميناء، حيث تتوافر اليوم أكثر من 800 خدمة إلكترونية سواء عبر الموقع الإلكتروني للشركة أو عبر تطبيقات الأجهزة المحمولة.

قطار الاتحاد

وقدم جون ليسنفسكي المدير التنفيذي بالوكالة للعمليات التجارية في شركة الاتحاد للقطارات عرضاً حول المزايا التجاري التي سيقدمها مشروع قطار الاتحاد لقطاع النقل البري ودوره في خفض الكلفة وتقليل الانبعاثات.

وقال ليسنفسكي إن هذا المشروع يتألف من 3 مراحل، حيث قاربت المرحلة الأولى على الإنجاز والتشغيل مع بدء عمليات اختبار القطار الذي يبدأ في هذه المرحلة نقل الغاز بين حقل حبشان ومصفاة الرويس، فيما ستبدأ المرحلة الثانية نهاية العام 2017 عند وصول شبكة القطار إلى منفذ الغويفات ومنها إلى دول مجلس التعاون، وخاصة المملكة العربية السعودية. أما المرحلة الثالثة فتشمل ربط الإمارات الشمالية وموانئها بشبكة القطار التي يصل طولها إلى 1200 كم بالنسبة للشحن و200 كم للمسافرين.

مزايا

وقال إن من أبرز مزايا هذا المشروع هو أن حمولة القطار الواحد تساوي حمولة 300 شاحنة نقل بري كما أن انبعاثات الكربون تقل بنسبة 70-80 % مقارنة مع الشاحنات. ويمكن للقطار الواحد حمل نحو 260 حاوية للشحن، مشيراً إلى أن القطار يتوقع له أن ينقل أكثر من 70.6 مليون طن من البضائع السائبة بعد سنوات قليلة من تشغيله.

وقال إن عطاءات المرحلة الثانية للمشروع ستتم ترسيتها مع نهاية العام الجاري بحيث تنجز المرحلة نهاية العام 2017، لتبدأ بعد ذلك في العام 2018 أعمال المرحلة الثالث.

قضايا القطاع

 تبحث اجتماعات الاتحاد العربي للنقل الجوي قضايا عدة أبرزها دور النقل البري في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، من خلال تنشيط حركة التجارة البينية بين الدول العربية وإقامة سوق عربية مشتركة وزيادة الاستثمارات العربية البينية، عبر إنجاز البنية التحتية المتكاملة وتحقيق ما يعزز ويسهل التبادل التجاري وتدفق الاستثمارات في جميع المجالات الاقتصادية.

كما أن تفعيل دور الجامعة العربية في تسهيل النقل البري بين حدود الدول العربية وتسهيل الإجراءات الجمركية يسهم بشكل مباشر في زيادة انسياب البضائع بين الدول الأعضاء. ويشارك في هذه الاجتماعات عدد كبير من خبراء الشحن والإمداد بالمنطقة وأصحاب الشركات العاملة في مجال الشحن.

وقال ديفيد فيليبس رئيس اللجنة الوطنية للشحن والإمداد بالإمارات، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للشحن والإمداد، إن الاجتماع يهدف لتعزيز مكانة دبي على خارطة خدمات الشحن والإمداد، مع امتلاكها للبنية التحتية المتميزة من مطارات وموانئ وطرق برية وأنظمتها الجمركية الحديثة، ما يضع الإمارة ليس فقط على خريطة المنطقة بل العالم كوجهة عالمية في الشحن والإمداد والخدمات اللوجستية.

Email