الرئيس القبرصي: نتطلع لتأسيس شراكات استراتيجية اقتصادية

ملتقى الإمارات- قبرص يستعرض فرص الاستثمار

خلال الملتقى الاماراتي - القبرصي في غرفة دبي من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد نيكوس أناستاسياديس رئيس قبرص الرغبة في تأسيس شراكات استراتيجية اقتصادية بين بلاده والإمارات تؤسس لمستقبل من التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية، مشيراً إلى ان تنظيم ملتقى الأعمال الإماراتي- القبرصي مؤشر حقيقي على الرغبة المشتركة بتطوير العلاقات بين الإمارات وقبرص.

وأشار إلى العلاقات التاريخية التي تربط الدولتين، وضرورة البناء على هذه الأسس للارتقاء بمستوياتها، مشيراً إلى وجود فرص للتعاون المشترك في قطاعات التجارة والطاقة والعقارات والشحن البحري والابتكار والسياحة، مؤكداً ان الاكتشافات الحديثة للغاز الطبيعي في قبرص تفتح آفاقاً واسعة للتعاون في قطاع الطاقة بين قبرص ودولة الإمارات.

جاء ذلك خلال منتدى الأعمال الإماراتي- القبرصي الذي نظمته أمس غرفة دبي بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة قبرص، ووزارة الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصية في فندق غراند حياة بدبي. ويناقش الملتقى فرص الاستثمار وتعزيز التعاون بين الجانبين.

فرص ومزايا

وأكد الرئيس القبرصي التزام بلاده بتوفير كل التسهيلات لجذب الاستثمارات الخارجية المباشرة، مشيراً إلى ان ذلك يمثل أولويةً لحكومته، حيث شرعت الحكومة باتخاذ عدة إجراءات تهدف لخفض البيروقراطية، وتشجيع ممارسة الأعمال في قبرص ومنها تسريع الإجراءات واستخراج التصاريح اللازمة، لافتاً إلى ان الاتحاد الأوروبي أشاد بقبرص كنموذجٍ للتعافي الاقتصادي.

ودعا المستثمرين إلى الاستفادة من المزايا التي تتمتع بها بلاده ومنها عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وكونها منفذاً إلى السوق الأوروبية، مشيراً إلى وجود ضرائب منخفضة، وشبكة واسعة ومتشعبة من اتفاقيات منع الازدواج الضريبي، واقتصاد قائم على الخدمات، مما يسهل توسع الشركات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وحتى دول الخليج.

ووجه الرئيس القبرصي الشكر لغرفة دبي على تنظيمها الملتقى، وجهودها في تطوير وتحسين التعاون الاقتصادي بين مجتمعي الأعمال في دبي وقبرص، مؤكداً التزام بلاده بدفع العلاقات المشتركة إلى مستويات أفضل.

قاعدة للتوسع

من جانبه، عبّر هشام عبدالله الشيراوي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي عن رغبة الغرفة في تعزيز العلاقات مع قبرص، حاثاً المزيد من الشركات القبرصية على القدوم إلى دبي، واتخاذها قاعدةً للتوسع نحو أسواق المنطقة، مشيراً في هذا المجال إلى أن دبي تتيح مزايا تنافسية للاستثمار بسبب توفر عدة عوامل أهمها الموقع الجغرافي والاستراتيجي الهام بين الشرق والغرب، والدعم الحكومي المتميز، ووجود إمكانيات هائلة للاستثمار.

وأضاف إن التجارة والسياحة والخدمات المالية واللوجستية توفر الركائز الأساسية لاقتصاد دبي، وهي القطاعات التي تملك إمكاناتٍ كبيرة للاستثمار والنمو، مشيراً إلى وجود قواسم مشتركة بين دبي وقبرص وخاصةً في مجال السياحة يمكن ان تعزز هذا التعاون، وترتقي بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين.

مبادلات

ولفت إلى ان التبادل التجاري غير النفطي بين دبي وقبرص سجل نمواً بنسبة 35% خلال 2012 مقارنةً بعام 2011، أي بزيادة بحوالي 100 مليون درهم، مشيراً إلى وجود 40 شركة قبرصية مسجلة في عضوية غرفة دبي وتعمل في الإمارة، حيث يتركز نشاط هذه الشركات في التجارة والهندسة والخدمات والإنشاءات.

وأضاف الشيراوي: إقامة هذا الملتقى يهدف لتعريف مجتمعي الأعمال بمزايا وفرص الاستثمار في البلدين، وتوطيد العلاقات التجارية بينهما، وزيادة التواصل بين الشركات العاملة في دبي وقبرص لما فيه المصلحة المشتركة، حيث سيساهم الملتقى في إيجاد قواسم مشتركة لتعاونٍ طويل الأمد ومثمر بين الجانبين على كافة المستويات."

وأوضح أن نجاح دبي بتعزيز مكانتها الاقتصادية على الساحة العالمية، وتفوقها بمجالاتٍ أكدت سمعتها كمركزٍ تجاري عالمي، من بيئةٍ تحتية متطورة، ومرافق لوجستية وخدماتية على أعلى مستوى جعلت منها ملاذاً آمناً للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

شركات مشتركة

ودعا الشيراوي إلى تأسيس شراكاتٍ مشتركة بين رجال الأعمال الإماراتيين والقبرصيين، معتبراً ان التواصل الحالي في الملتقى خطوة أساسية في هذا الاتجاه تعزز من إمكانية الوصول إلى مشاريع مشتركة تحقق الأهداف التنموية للجانبين.

حضور

وحضر الملتقى حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي، ويورجوس لاكوتريبيس، وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة، وهاريس جيورجياديس، وزير المالية القبرصي، وكريستودولوس أنجستينيوتيس، رئيس وكالة الترويج للاستثمار في قبرص وحشدٍ من رجال الأعمال من الإمارات وقبرص.

وقال فيديا بيليديس، رئيس غرفة تجارة وصناعة قبرص إن تواجد الرئيس القبرصي على رأس وفدٍ رفيع المستوى في ملتقى الأعمال الإماراتي القبرصي يعكس رغبة بلاده لبذل كافة الجهود لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين، مشيراً إلى ان العلاقات التجارية بين قبرص ودبي قائمة على سنوات عديدة من الصداقة وأسس التعاون المشترك.

ولفت بيليديس إلى أن بلاده وبسبب موقعها الاستراتيجي بين ثلاث قارات يمكن ان تشكل حلقة وصل بين اوروبا والشرق الأوسط، وبوابةً لشركات دبي إلى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى وجود فرصٍ استثمارية مشتركة اخرى في قطاعات العقارات والصحة ومراكز إعادة التأهيل بالإضافة إلى مشاريع سياحية أخرى، مؤكداً أن هذا الملتقى هو خطوة أولى نحو تعاون مستقبلي واعد.

عرض تعريفي

 أظهر عرض تعريفي لغرفة دبي خلال الملتقى ان أبرز صادرات وإعادة صادرات قبرص إلى الإمارات تشمل المنتجات الزراعية كالقمح، وجبنة الحلوم والخضراوات والفواكه والمنتجات الصيدلانية والماشية، في حين ان أبرز صادرات وإعادة صادرات الإمارات إلى قبرص تشمل الألمنيوم ومشتقاته والأدوات والأجهزة الكهربائية ومستحضرات التجميل. وبيّن العرض التعريفي وجود فرص للتعاون الثنائي في مجالات تقنية المعلومات والطاقة المتجددة والسياحة والسياحة الطبية والصيرفة الإسلامية والشحن البحري.

Email