بدء تشغيل «موتور وورلد».. أول مدينة للسيارات في أبوظبي

بدأت "موتوروورلد" أول مدينة متكاملة للسيارات الجديدة والمستعملة في أبوظبي أمس في استقبال زبائنها في مبناها الكبير في منطقة الشامخة، وكشفت جولة ميدانية لـ"البيان الاقتصادي" أمس أن غالبية معارض السيارات المستعملة التي كانت تتواجد في مدينة أبوظبي قد انتقلت بالفعل إلى المدينة الجديدة وقارب غالبيتها على إنجاز مراحل الديكور النهائية بينما انتهت أكثر من 15 معرضا من إنجاز ديكوراتها واستقبال الزبائن.

وأكدت شركة الدار العقارية المسؤولة عن تنفيذ مشروع "موتور وورلد" على جاهزية المدينة لاستقبال الزبائن وإجراء عمليات الشراء والبيع فيها مؤكدة على أن هذه المدينة تعد من أكبر مشاريع الشركة في أبوظبي وستساهم بشكل كبير في دعم اقتصاد الإمارة.

وقال محمد خليفة المبارك الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في الشركة لـ"البيان الاقتصادي" أمس ان المشروع يعد الأكبر والأضخم من نوعه في أبوظبي حيث يجمع لأول مرة معارض السيارات وبصفة خاصة السيارات المستعملة والتي كانت تتوزع في مناطق مزدحمة بالسكان في مدينة أبوظبي (شارع المطار وإلكترا) وبني ياس ومصفح لافتا إلى أن المدينة الجديدة ستكون علامة بارزة في أبوظبي خلال الشهور المقبلة حيث لن تقتصر على بيع السيارات المستعملة والجديدة فقط بل ستكون مدينة شاملة لكل خدمات ومعارض السيارات بسبب مساحتها الكبيرة.

وشدد محمد خليفة المبارك على أن موتور وورلد تطرح تصورا جديدا لمفهوم شراء وبيع وصيانة السيارات الجديدة والمستعملة في أبوظبي حيث تم تصميم المشروع لتلبية الاحتياجات المتعلقة بالسيارات تحت سقف واحد بما في ذلك خدمات تمويل وتأمين وتسجيل السيارات، كما تجمع مدينة موتور وورلد بين منطقة سكنية وأخرى متعددة الاستخدامات تشمل في المستقبل القريب فندقا من فئة ثلاث نجوم ومركز أعمال وباقة متنوعة من المطاعم، مما يجعله انعكاسا للحاجة المتزايدة لتجربة عائلية متكاملة في عالم السيارات.

كما توفر المدينة "موتور وورلد" ما يقارب 2700 موقف للسيارات مما سيسهم في تخفيف الضغط الحالي على جزيرة أبوظبي الرئيسية، وتوفير المزيد من المساحات المخصصة لمواقف السيارات التي كانت تشغلها صالات عرض السيارات في المدينة كما أنها ستشكل نقلة نوعية في قطاع تجارة السيارات في أبوظبي.

 

التقاء الأنشطة

ونوه إلى ان مدينة "موتور وورلد" تشكل محور التقاء لأنشطة قطاع تجارة السيارات، حيث تمتاز المدينة بسهولة الوصول إليها وقربها من مطار أبوظبي الدولي، إضافة إلى توافق تصاميمها مع متطلبات خطة أبوظبي العمرانية ورؤية أبوظبي 2030، كما تشكل المدينة إضافة مميزة لنشاط تجارة السيارات على مستوى الإمارة والدولة باعتبارها من المشاريع التنموية الرائدة التي تسهم في خلق بيئة أعمال جاذبة تعزز من القدرات التنافسية للاقتصاد المحلي مع ضمان توفير سلع ذات جودة عالية تتمتع بأعلى المعايير والمواصفات والمقاييس.

وردا عن سؤال حول شكاوى غالبية أصحاب المعارض من ارتفاع الإيجارات لمعارضهم والتي تتراوح بين 168 ألف درهم إلى نحو 450 ألف درهم للمعرض الواحد حسب المساحة شدد المبارك على أن أسعار الإيجارات التي وضعتها شركة الدار هي أسعار السوق خاصة وأن مساحات المعارض كبيرة فضلا عن أن هذه المعارض تقع في مدينة متكاملة للسيارات.

وأكد على أن الشركة تقوم حاليا بتجهيز المدينة بكافة خدماتها ومرافقها وبصفة خاصة الخدمات التي تحتاجها معارض السيارات مثل إنشاء إدارات للمرور والفحص الفني وشركات التأمين، مشيرا إلى انتهاء هذه الخدمات وتشغيلها خلال شهر.

 

لافتات ارشادية

وتحاط المدينة بسور ضخم وكبير تغطيه لوحات كبيرة مكتوب عليها "موتور وورلد أسرع مسارك لامتلاك سيارتك" ولوحات لشركات الدار وبنك أبوظبي الوطني لكن خلال جولتنا لم نجد على الطرق المؤدية للمدينة أية لافتات إرشادية مما يشكل صعوبة على الزائر الأول للمدينة للوصول إلى المدينة بسهولة.

وأعرب لنا المواطن محمد سالم المنصوري عن سعادته بوجوده في المدينة وقال: لأول مرة توجد مدينة ضخمة وواسعة في أبوظبي للسيارات ولدينا الفرصة للتجوال فيها ومشاهدة كل أنواع وأشكال السيارات أما سابقا فقد كان يتعذر علينا ذلك حيث إن المعارض التي كانت تتواجد في شارع المطار (في مدخل المدينة) أو شارع إلكترا لم تروِ ظمأنا للسيارات حيث كان كل معرض يعرض سيارتين أو ثلاثاً بسبب ضيق المساحة فضلا عن أن هذه المعارض كانت تقع في مناطق مزدحمة بالسكان ومليئة بالزحام المروري خاصة في أوقات المساء، أما الآن فأمامنا مدينة متكاملة وكل السيارات معروضة أمامنا وبلا شك فإن زيارة المدينة ستكون تجربة رائعة حيث سيمكث فيها الزبون لساعات إلى أن يستقر على نوع السيارة التي يريدها.

ولا يعتقد محمد سالم المنصوري أن تتسبب المدينة الجديدة في ارتفاع أسعار السيارات مشيرا إلى أن العكس قد يحدث لأن تواجد مئات المعارض في مكان واحد سسيضطر مسؤولي هذه المعارض لتخفيض الأسعار حتى يتسنى لهم البيع وبذلك يكون الزبون هو المستفيد أولا وأخيرا.

 

خدمات ومرافق

ويتفق معه عبد الرحمن محمد الحضرمي معربا عن فرحته بالمدينة ويقول: المدينة كبيرة وضخمة والمعارض واسعة كما أن آلاف السيارات بكافة الأنواع سواء الجديدة أو المستعملة متوفرة أمام الجميع كما أن المعارض مكيفة لكن المطلوب الآن أن تسرع شركة الدار المسؤولة عن تنفيذ المشروع باستكمال احتياجات أصحاب المعارض وبصفة خاصة إنشاء إدارات للمرور والفحص الفني وشركات التأمين مثلما يتواجد في سوق السيارات في دبي والشارقة وبلاشك فإن الزبائن سينهالون على المدينة من دبي والإمارات الشمالية .

حيث إن موقع المدينة إستراتيجي ويبعد عن ضوضاء وزحام المدينة كما كان سابقا كما أن المسافة بين سكان دبي والإمارات الشمالية والمدينة تقصلت بأكثر من 45 كيلومترا وسيجد كل الزبائن مواقف للسيارات التي أقلتهم من دبي والإمارات الشمالية عكس ما كان سابقا حيث كان يستحيل إيجاد مواقف لسياراتهم داخل المدينة.

ويؤكد خالد محمد المخرج التلفزيوني على أنه انبهر بالمساحة الضخمة للمدينة مشيرا إلى أن القول بأن المدينة تبعد خارج أبوظبي بنحو 45 كيلومترا لن ينعش حركة الشراء والبيع فيها قول غير صحيح حيث إن مشتري السيارة لا يشتري سلعة سريعة التلف بل قد يشتري سيارة في حياته مرة واحدة أو سيارتين وبالتالي فهو يحتاج للتدقيق وإعادة التفكير وبلا شك فإن تواجد جميع المعارض تحت سقف واحد عارضين لآلاف السيارات يعطي أمام الزبون الفرصة كاملة لاختيار السيارة الأمثل وبالسعر الأفضل بالنسبة له.

ويشدد على سرعة إنجاز مقرات لإدارات المرور والفحص الفني وشركات التأمين مشيرا إلى أن كل من يرغب في شراء سيارة حاليا يضطر إلى الذهاب إلى منطقة مصفح أو جورن يافور أو بني ياس لاختبار سيارته علما بأن المسافة بين هذه المناطق الثلاث والمدينة تتراوح بين 30 إلى 40 كيلومترا ويا حبذا لو تم الإسراع بإنشاء مركز للفحص الفني بصورة عاجلة. ويؤكد على أن المدينة ستكون سببا قويا في انتعاش سوق السيارات المستعملة والجديدة في أبوظبي خاصة مع تزايد الإقبال عليها. ويطالب خالد محمد شركة الدار العقارية المسؤولة عن تنفيذ المشروع بتنظيم حملة إعلامية ضخمة سواء في وسائل الإعلام أو تركيب لوحات إعلانية في شوارع إمارة أبوظبي حول المدينة وموقعها ومميزاتها.

 

استقبال الزبائن

 

خلال جولة لـ"البيان الاقتصادي" فإن المدينة تقع على مساحة كبيرة تضم في قلبها 5 مجمعات كبيرة لمعارض السيارات ولاحظنا أن عشرات المعارض قد أنجزت ديكوراتها بالفعل وبدأت في استقبال الزبائن مثل معارض الشروق وذا ون موتور وإكسفورد موتروز وأبو مبارك للسيارات ورامكو كار والصقر للسيارات وصقر الجزيرة وأوتو مارت والصحراء كار وسالك كار وزرارة وحول العالم، كما تضم المدينة ساحات كبيرة لعرض السيارات.

 

أصحاب المعارض يطالبون بخفض الإيجارات

 

أكد أصحاب المعارض على تميز موقع مدينة السيارات إلا أنهم طالبوا شركة الدار العقارية بتخفيض إيجارات معارضهم. وأكد مهند رفيق خالد مسؤول معرض حول العالم على أن المدينة تعد نقلة كبيرة في عالم السيارات لأبوظبي خاصة أن مساحتها الواسعة تؤهل لتنظيم معارض ضخمة للسيارات فيها وبلا شك فإن هذه المدينة ستكون إضافة كبيرة لأبوظبي وللدولة بصفة عامة.

ونوه إلى وجود مزايا عديدة للمدينة مشيرا إلى أنها ستشجع على حركة بيع وشراء السيارات الأمر الذي سيؤدي إلى انتعاش سوق السيارات إلا أنه رأى أن أصحاب المعارض يتحملون تكاليف كبيرة ستضطرهم إلى رفع أسعار السيارات بنسب تتراوح بين 10% و15% لتعويض المبالغ الكبيرة التي دفعوها لإيجارات المعارض حيث أن إيجار أقل معرض يصل إلى 168 ألف درهم بينما كان إيجار معرض السيارات في مدينة أبوظبي يتراوح بين 25 ألف درهم إلى 50 ألف درهم سنويا .

كما أن شركة الدار وعدتنا بأن تؤجل قيمة الإيجار الأول للعام المقبل لكن فوجئنا بخطابات تفيد بضرورة دفع الإيجارات قبل تسلم المعرض في المدينة، كما نطالب شركة الدار بضرورة الإسراع في إنشاء مقرات للمرور والترخيص والفحص الفني وشركات التأمين إضافة إلى ضرورة وجود مطاعم وبقالات صغيرة ومسجد داخل المدينة كما نطالب بزيادة أعداد العمال المتواجدين داخل المدينة بحيث يتوفر في كل معرض ميكانيكي وفنيون لتركيب إطارات السيارات.

كما أكد أحمد سعيد مسؤول أحد المعارض في المدينة ما ذكره مهند رفيق مشددا على ضرورة تنظيم حملة إعلامية لجذب الزبائن إلى المدينة وأن تطرح المعارض خصومات على العديد من أنواع السيارات حتى تجذب المشترين لها لأن موقع المدينة بعيد عن مدينة أبوظبي كما أن خدمات كثيرة مازالت غائبة عنها.

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز