4 مليارات دولار فرصاً للمصارف الإسلامية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكرت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، أحد أعضاء مجموعة البنك الدولي، أن تحويل محفظة المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة الممولة من خلال القنوات المصرفية التقليدية إلى التمويل الإسلامي في تسع دول إسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوّفر فرصة للمصارف الإسلامية تبلغ قيمتها حوالي 4.1 مليارات دولار.

وأشارت الدراسة إلى أن خدمات الصيرفة الإسلامية الحالية لا تسد حاجة آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة من التمويل والتي قالت الدراسة إنها تصل إلى أكثر من 13.2 مليار دولار في تلك الدول التسع.

وفي حين اعتمدت الشركات الصغيرة والمتوسطة تاريخياً على البنوك التقليدية لسد حاجتها من التمويل، فإن بعض البنوك الإسلامية في تلك الدول بدأت في هذه الآونة تبذل الجهود لجعل المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية خيارات تمويل قابلة للتطبيق في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وعلى الرغم من أن التمويل الإسلامي ملائم لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات المبتدئة، بفضل اعتماده على المشاركة في تحمل المخاطر وقوة الرابطة بين الائتمان، إلا أن الخدمات المالية قاصرة عن الوصول إلى قطاع كبير من السكان المسلمين، الذين يمثلون سوقاً أساسياً إن لم يكن السوق الوحيد للتمويل الإسلامي حول العالم، حيث يمتلك ربع البالغين من المسلمين فقط حسابات مصرفية.

ووفقاً للدراسة، فإن 36% من البنوك في منطقة الشرق الأوسط فقط تقدم منتجات خاصة لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأن 17% فقط من تلك البنوك توفّر بدائل تمويل متوافقة مع الشريعة الإسلامية.

ومن أجل التأهل للحصول على تمويل إسلامي، يجب أن تكون أنشطة الشركة متوافقة مع الشريعة الإسلامية. ويقول خبراء إن قلة الوعي بهيكلية عدم المنتجات والحلول الإسلامية هو أحد أهم أسباب عدم انتشار التمويل الإسلامي، وأن البنوك سوف تحتاج إلى بذل جهد لتوعية جميع الأطراف لكيفية عمل تلك المنتجات في إطار تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

العامل البشري

ويقول أزهر ميرزا الرئيس التنفيذي لشركة جاردين للموارد البشرية في التمويل الإسلامي، إن المصارف الإسلامية تحتاج إلى الاستثمار في كوادر لا تكون على دراية في الشريعة الإسلامية فقط، بل كذلك في تفاصيل الصيرفة الإسلامية، لديهم الخبرة في كل من الفقه الإسلامي والمصرفية، مشيراً إلى أن العديد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط تفضل خيارات التمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية ولكنها تصطدم في كثير من الأحيان بالعامل البشري غير المؤهل للتعامل مع احتياجاتها. ويضيف ميرزا: «هناك نقص عام في فهم حيثيات التمويل الإسلامي بالمقارنة بالتمويل التقليدي. ولذك فمن الطبيعي أن تجد عدداً من المتشككين.

التمويل الإسلامي بحاجة إلى أن يكون الناس قادرين على التحدث عن مفاهيم التمويل الإسلامي منطلقين من قاعدة قوية تقوم على المعرفة الناضجة، والعميقة بخدمات ومنتجات التمويل الإسلامي، وهذا بدوره يساعد على نشر الوعي بهذا الخصوص».

Email