سعيد الجنيبي رئيس ومالك مدارس النهضة الوطنية لـ«البيان الاقتصادي» :

أبوظبي تقدم فرصاً استثنائية للاستثمار بالتعليم الخاص

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سعيد الجنيبي رئيس ومالك مدارس النهضة الوطنية أول وأقدم مستثمر مواطن في التعليم الخاص في أبوظبي على أن أبوظبي تقدم فرصاً استثنائية للاستثمار في التعليم الخاص، مشيداً بالدعم الكبير والمتابعة الدؤوبة التي يوليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي لهذا القطــاع.

وأوضح الجنيبي في حوار لـ«البيان الاقتصادي» أن النهضة الاقتصادية التي تشهدها أبوظبي وأدت إلى تزايد أعداد الشركات الأجنبية والمقيمين في الإمارة دفعت لتضاعف الطلب على المدارس الخاصة في أبوظبي بشكل فاق القدرات الاستيعابية للمدارس.

وأشار إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع التعليم الخاص قبل الجامعي تتزايد سنوياً بافتتاح الكثير من المدارس خاصة في ضواحي أبوظبي. وأوضح أن أرباح المدارس الخاصة في أبوظبي تفوق أي قطاع استثماري آخر وتزيد على 40% مطالباً بضرورة تزايد نسبة المواطنين في هذا القطاع المهم، حيث لا تزيد نسبتهم حالياً على 20%.

وأكد أن دخول الشركات العقارية الكبرى في قطاع التعليم الخاص يشكل إضافة، ويزيد التنافس بين المدارس لتقديم خدمة تعليمية أفضل، وطالب بضرورة ألا يكون هدف مدارس الشركات العقارية الربح ويتوفر لديها إدارات تربوية، كما طالب بإعفاء أو تخفيض إيجارات المدارس الخاصة وتخصيص أراضٍ جديدة لها.

وشدد على ضرورة توحيد إجراءات الترخيص والتعامل بين الجهات المعنية بالتعليم الخاص، مشدداً على الدور الكبير الذي يبذله مجلس أبوظبي للتعليم في تسهيل إجراءات الاستثمار وحل مشكلات المدارس.

تجربة

باعتباركم من المواطنين القلائل الذين اقتحموا مجال الاستثمار في التعليم الخاص في أبوظبي، كيف تقيم تجربتك اليوم وما هي خلاصتها ؟

أنا أول وأقدم مواطن مستثمر في التعليم الخاص في أبوظبي، بدأت تجربتي منذ نحو 35 عاماً بإنشاء مدارس النهضة الخاصة، أول مدرسة خاصة وطنية في أبوظبي، نجحت في تخريج الآلاف من أبناء الشيوخ وكبار المسؤولين في أبوظبي الذين يتولون مناصب قيادية كبرى اليوم، منها وزراء ووكلاء الوزارات والهيئات الحكومية في الإمارات وأبوظبي، وقبل بدء تجربتي في التعليم الخاص كنت مسؤولاً عن المدارس العسكرية التي تخرج منها أكثر من 4 آلاف طالب.

واتجهت للاستثمار في التعليم الخاص بسبب حبي وإدراكي الشديد منذ صغري لأهمية التعليم في حياة الأمم خاصة عندما كنت طالباً في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعكفت لسنوات طويلة أدرس وأحلل واقع التعليم في الإمارات وعالمنا العربي وتوصلت إلى أن المناهج العربية بمدارسنا ضعيفة جداً تركز على الكم والحفظ دون الفهم والتحليل وتحتاج إلى تعديلات جذرية فضلاً عن أنها لا تواكب التطورات الضخمة في مجال التعليم في الغرب.

ولذلك هداني تفكيري أن أدرس المناهج التعليمية في أميركا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى وأدركت قوة هذه المناهج، ولذلك أسست مدارس النهضة الوطنية لتدريس المناهج البريطانية والأميركية مع ترسيخ الهوية العربية والإسلامية لطلابها، وكنا أول مدرسة في أبوظبي تدخل الكمبيوتر إلى فصولها الدراسية، وحرصت خلال تجربتي على متابعتها المباشرة، حيث إنني أكون موجوداً كل يوم في المدرسة، وأتابع كل صغيرة وكبيرة فيها.

فرص استثنائية

هل ترى أن بيئة الأعمال الاقتصادية الحالية في أبوظبي مشجعة على الاستثمار في قطاع التعليم؟

حكومة أبوظبي تقدم اليوم فرصاً استثنائية للاستثمار في التعليم الخاص، وهذه الفرص المجزية هي التي تكشف لنا اليوم عن ارتفاع عدد المدارس الخاصة في أبوظبي لعدد غير مسبوق بسبب سهولة إجراءات التراخيص، والنهضة الاقتصادية التي تعيشها أبوظبي منذ سنوات هي التي أدت إلى تضاعف عدد المدارس الخاصة مرات عدة.

وقد وصل عدد المدارس الخاصة العام الماضي إلى 188 مدرسة، تضم أكثر من 224 ألف طالب، بينما المدارس الحكومية لا يزيد عدد الطلبة فيها على 128 ألف طالب، وتستقطب المدارس الخاصة في إمارة أبوظبي أكثر من 62% من إجمالي عدد الطلبة.

ويشكل الطلبة المواطنون نسبة 24% من طلبة المدارس الخاصة، وعلى الرغم من توفير الحكومة للدعم المالي الكامل والتعليم المجاني لجميع المواطنين في المدارس الحكومية إلا أن هناك توجهاً متزايداً بين العديد من المواطنين وخصوصاً بين فئة المواطنين ذوي الدخل المرتفع لتسجيل أبنائهم في مدارس خاصة توفر مناهج دراسية داخل أبوظبي.

وإحصائيات مجلس أبوظبي للتعليم تؤكد تزايد حجم الاستثمار في المدارس الخاصة وقفزت أخيراً إلى 2.4 مليار درهم، ولدينا تنوع كبير بين مناهج المدارس الخاصة، حيث يوجد في أبوظبي 14 منهجاً دراسياً أبرزها منهاج وزارة التعليم والمنهاج البريطاني والأميركي والبكالوريا الدولية والهندي.

وأعتقد أن قطاع التعليم الخاص في أبوظبي يشهد نمواً كبيراً في الطلب على المدارس يفوق القدرة الاستيعابية للمدارس المتاحة، ويشكو أولياء الأمور من عدم توفر أماكن في المدارس لتعليم أبنائهم، ونسب الإشغال الحالية في المدارس الخاصة مرتفعة وتصل إلى 100% .

وهذا النمو المستمر في الطلب على المدارس الخاصة إلى جانب التوقعات بزيادة معدلات نمو الطلب خلال السنوات المقبلة بنسب تصل إلى 7% يوفر فرصاً جاذبة واستثنائية للاستثمار في هذا القطاع المهم، ومن المؤكد أن هناك مقيمين بأعداد كبيرة يتدفقون سنوياً على أبوظبي بسبب الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الإمارة.

وهؤلاء يرغبون في تعليم أبنائهم تعليماً خاصاً متميزاً خاصة أن العديد من جهات عملهم توفر لهم بدل تعليم مجزٍ، فضلاً عن أن الكثير من المواطنين يفضلون اليوم تعليم أبنائهم مناهج دولية ولا يجدونها إلا في المدارس الخاصة، وبلا شك فإن أبوظبي اليوم تعد أسرع الاقتصادات تطوراً في المنطقة ولديها مشاريع عملاقة يتم تنفيذها في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية وغيرها .

وهذه المشاريع تجذب الكثير من الشركات الأجنبية العالمية ويفضل الكثير من موظفي هذه الشركات الإقامة بأولادهم في أبوظبي طالما توفرت لهم مقومات الحياة المتميزة خاصة التعليم الأجنبي المتميز، كما أن لدى أبوظبي رؤية اقتصادية 2030 تعطي أهمية كبرى للتعليم باعتباره ركيزة أساسية تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة ويساعد على تطوير قوة عمل تتميز بالمهارة الفائقة والإنتاجية العالية.

تسهيلات الاستثمار

ما هي أبرز التسهيلات التي تقدمها حكومة أبوظبي لزيادة الاستثمار في التعليم الخاص، وما هي مطالبكم في هذا الصدد؟

أبوظبي تعطي للتعليم أولوية وأهمية قصوى، وعلى حد معرفتي فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يتابع هذا القطاع بأهمية كبيرة، والحكومة ممثلة في مجلس أبوظبي للتعليم ومديره الدكتور علي راشد النعيمي مدير المجلس ومسؤولي المجلس لايألون جهداً في دعم التعليم الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات له وتطوير أدائه بشكل كبير.

وأؤكد أن القرارات واللوائح التنظيمية للاستثمار في هذا القطاع تطورت بشكل كبير للغاية خلال السنوات القليلة الماضية، ونرى اليوم سهولة كبيرة في إجراءات الترخيص للمدارس الجديدة، كما أن التعليم الخاص في أبوظبي شهد نقلة نوعية كبري بتأسيس مجلس أبوظبي للتعليم الذي يتواصل يومياً مع المدارس لمعرفة المشكلات التي تواجهها وحلها في أسرع وقت.

وأثمرت هذه التسهيلات عن زيادة الاستثمار في قطاع المدارس الخاصة في أبوظبي إلى 2.4 مليار درهم وفقاً لآخر إحصائيات للمجلس، وأتمنى أن يتم توحيد إجراءات التراخيص الجديدة بين الدوائر المعنية، وأن تكون هناك نافذة واحدة ينهي من خلالها المستثمرون في التعليم الخاص إجراءاتهم بما يؤدي إلى التغلب على الكثير من العقبات البيروقراطية، كما أتمنى إعفاء المدارس الخاصة من إيجاراتها أو تخفض هذه الإيجارات وتحددها لعدد كبير من السنوات مثل خمسين سنة لأن المدارس الخاصة اليوم تتحمل أعباء كبيرة بسبب إيجاراتها.

كما أتمنى تخصيص المزيد من الأراضي للمدارس برسوم أقل ولفترات سداد أطول، الأمر الذي يشجع على المزيد من الاستثمار، إضافة إلى ضرورة بحث العوائق التي تواجه المواطنين في الاستمرار في استثماراتهم في التعليم، وضم مستثمرين مواطنين آخرين لأن أهل أبوظبي أحق بهذا الاستثمار.

توسعات

ما هي خطة التوسع الجديدة لمدارس النهضة؟ وهل تعتزمون إعادة الاستثمار في التعليم الجامعي؟

لدينا اليوم مدرسة للبنين وأخرى للبنات تضمان أكبر عدد للطلبة مقارنة بالمدارس الأخرى في أبوظبي، والمدرستان مقبلتان على توسع كبير ووافق مجلس أبوظبي للتعليم على مشروع كبير لإحلال المبنى، وبدأنا مشروع الإحلال وسننجزه في مدة زمنية لا تزيد على عامين.

وسيكون لدينا أكثر من 100 صف دراسي، كما حصلنا على أرضٍ في دبي ونسعى حالياً للحصول على ترخيص لمدارسنا في دبي، كما خضنا سابقاً مجال التعليم الجامعي بتأسيس جامعة البيان إلا أننا نفضل حالياً تكثيف استثماراتنا في التعليم قبل الجامعي لخبرتنا الواسعة فيه.

الشركات العقارية

شجع سعيد الجنيبي التنافس بقوة في قطاع التعليم الخاص لأن البقاء فيه يكون للأفضل وأولياء أمور الطلبة اليوم شغوفون بمعرفة كل شيء عن المدارس التي يلتحق بها أبناؤهم، ولدينا اليوم في أبوظبي مدارس خاصة قوية، وغالبية المدارس التي أنشأتها الشركات العقارية تحددت لها رسوم مرتفعة تكاد تصل لعدة أضعاف مدارس النهضة وغيرها وأتمنى أن تكون الخدمة التعليمية في هذه المدارس متناسبة مع مصاريفها الدراسية.

وأتمنى أن تطور المناهج التعليمية المتواجدة في الإمارة وأن تستفيد من الوسائل التعليمية القوية المتوفرة لديها وأن يكون لديها إدارات تربوية قوية وجادة لتشكل إضافة قوية للتعليم في أبوظبي وأن تدرس آخر ما توصل إليه العلم الحديث ولا تنظر لتعظيم أرباح شركاتها العقارية الأم.

20 % نسبة المستثمرين المواطنين بالتعليم الخاص في أبوظبي

أكد سعيد الجنيبي رئيس ومالك مدارس النهضة الوطنية أن نسبة المستثمرين في التعليم الخاص في أبوظبي لا تزيد على 20%، بينما يستحوذ على النسبة المتبقية مستثمرون آخرون غالبيتهم من الآسيويين، ويرى أن هذا يعد خللاً كبيراً خاصة وأن غالبية المواطنين المستثمرين في التعليم الخاص غير متفرغين لهذا الاستثمار المجدي، وأكد أن أرباح المدارس الخاصة كبيرة وتفوق أي مجال آخر حتى تجارة التجزئة، وتزيد هذه الأرباح على 40%.

وللأسف فإن شريحة من المستثمرين الآسيويين هم الرابحون، وقال لدينا اليوم مدارس تتقاضى رسوماً تصل إلى أكثر من 80 ألف درهم، بينما ناتجها التعليمي لا يتناسب مع مصاريفها، والخطورة والأسوأ أن يتحول التعليم إلى استثمار غرضه الربح أولاً وأخيراً لأن التعليم في المقام الأول والأخير رسالة سامية ولابد أن يكون هدفها هو تربية وبناء الأجيال الجديدة.

وأن تتراجع وظيفتها الربحية، وأقترح بأن يكون هناك مجلس أعلى للتعليم الخاص في أبوظبي يضم المستثمرين ومديري المدارس وأولياء الأمور والخبراء التربويين ومجلس أبوظبي للتعليم لضبط المدارس وتقييم أدائها، وضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع التعليم الخاص بشكل مستمر، بما يؤدي إلى تعظيم وظيفتها التربوية والتعليمية.

وتمنى أن يربط المجلس رسوم المدارس بالخدمات التعليمية المقدمة للطلبة لأن العديد من أولياء الأمور يشكون من ارتفاع رسوم بعض المدارس وعدم تقديم خدمة تعليمية متميزة لأبنائهم، ولابد أن يعد المجلس دراسات حول الأداء التعليمي الخاص، ويصنف جميع مدارس الإمارة بحيث يكون أولياء الأمور على دراية كاملة بوضع التعليم الخاص.

Email