رامي حمادة المدير التنفيذي والشريك في «سيرفس بلان»:

الإمارات الأولى عالمياً في النمو الرقمي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 أكد رامي حمادة المدير التنفيذي والشريك في شركة سيرفس بلان والتي تتخذ من دبي مركزاً لعملياتها في المنطقة وتعتبر الأكبر في ألمانيا وإحدى أكبر الشركات الأوروبية في الاتصالات والتسويق والدعاية والإعلان ان إحصاءاتهم تشير إلى احتلال الإمارات المرتبة الأولى عالمياً من حيث النمو الرقمي.

وتوقع حمادة أن تصبح دبي مركز التسويق الرقمي في المنطقة بحلول عام 2017 مؤكداً أنه وفقاً لإحصاءاتهم فإن الإمارات تحتل المرتبة الأولى من حيث النمو الرقمي عالمياً فيما تأتي السعودية في المرتبة الثانية.

وكشف المدير التنفيذي والشريك في «سيرفس بلان» في حوار مع «البيان الاقتصادي» عن أن الإمارات تصدرت المنطقة العام الحالي في أعداد مستخدمي الإنترنت عبر هواتفهم الذكية بنسبة 78 % تليها المملكة العربية السعودية بنسبة 77%.

وأضاف أن 97 % في الإمارات يستعينون بالإنترنت لرصد كل مواصفات السيارات قبل شرائها ويقومون بمقارنة تلك المواصفات مع مواصفات منتجات أخرى مشابهة مما يؤكد على أن المستهلكين في الإمارات يملكون درجة كبيرة من الوعي والدراية بالمنتجات قبل شرائها.

ودعا رامي حمادة مديري التسويق للشركات واصحاب العلامات التجارية الكبرى في المنطقة إلى تخصيص ميزانية للتسويق الرقمي لمنتجاتها وخدماتها موضحاً أن اعتماد طرق التسويق التقليدية ..

والتي لازالت تنتهجها معظم العلامات التجارية والشركات في المنطقة العربية غير كافية لبقاء واستمرارية توسعات تلك العلامات التجارية والمنتجات في الأسواق في ظل الثورة الرقمية الهائلة والتحول الإلكتروني الكبير والانتشار الكبير جداً والسريع لمواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة.

وأشار المدير التنفيذي والشريك في «سيرفس بلان» إلى أن شريحة كبيرة جداً وخاصة فئة الشباب في المنطقة أصبحت تعتمد بشكل أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي..

وعلى مواقع التجارة الإلكترونية للتعرف على مواصفات المنتج المعروض كما اصبح لديها كذلك إلمام أكبر بمواصفات المنتج أو العلامة التجارية وأصبحت تقيم هذا المنتج وتقيم حجم انتشاره وتهتم برصد آراء الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي لمدى جودة هذا المنتج ومدى انتشاره بين المستهلكين، وفي ما يلي نص الحوار.

حلقة المحترفين

أطلقت «سيرفس بلان» في ألمانيا بادرة «حلقة المحترفين» والتي أصبحت حدثاً عالمياً اليوم لماذا اختارت دبي مركزاً لدخول أسواق المنطقة؟

«حلقة المحترفي» أطلقتها «سيرفس بلان» في ألمانيا منذ 3 سنوات وتتخذ من ميونيخ في ألمانيا مقراً رئيسياً لأعمالها وهي تضم اليوم أكثر من 1700 موظف وأسسها بيتر هالر في سبعينيات القرن الماضي ولايزال عضواً في مجلس إدارتها حتى الآن ...

حيث تعتبر «حلقة المحترفين» منصة تساعد المتخصصين في التسويق والمبيعات والعلاقات العامة على التلاقي ومناقشة أهم مستجدات هذا المجال على المستويين الإقليمي والعالمي والتواصل مع الخبراء العالميين للتعرف على كيفية خلق اتجاهات جديدة وكيفية تحويل بعض الثغرات في عالم التسويق إلى فرص حقيقية.

وفي أكتوبر الماضي عقدت «حلقة المحترفين» لأول مرة خارج اوروبا في دبي تحت شعار «بناء أفضل العلامات التجارية في حقبة تهيمن عليها وسائل التواصل الاجتماعي» ..

وكان هناك حضور بارز لـ «غوغل» و«فيس بوك» واختيار الشركة التي تعد الأكبر في ألمانيا في التسويق والإعلان والاتصالات الرقمية لم يكن عشوائياً فقد قرر ابن المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة فلوريان هالر بعد استلامه الشركة الخروج بالشركة للعالمية ..

وكان أول مكتب للشركة خارج أوروبا قد تأسس في دبي 2009 وهذا يعكس الأهمية الكبيرة لدبي بالنسبة لـ «هالر» والذي كان يؤمن بأن الشركة قادرة على تغطية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انطلاقاً من مركزها في دبي.

الثقة في دبي

ثقة هالر كانت كبيرة جداً في دبي حتى العام 2009 الذي تقرر خلاله تأسيس مركز للشركة في دبي وصادف اندلاع الأزمة المالية العالمية ومع ذلك كان يؤمن هالر برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الحكيمة والثاقبة لدبي ومستقبل الإمارة ..

وخروج الإمارات القوي والسريع من تداعيات تلك الأزمة أكد على تلك الثقة التي كان يراها هالر في دبي وقيادتها الحكيمة والدليل أن مركز الشركة في دبي كان يعمل فيه 8 موظفين فقط يحتضن الآن 34 موظفاً ..

ولدينا قائمة من العملاء من العلامات التجارية ذات الأسماء الكبيرة في الأسواق العالمية مثل لوفتهانزا و«بي أم دبليو» وميني كوبر ورولز رويس العلامة التجارية الإنجليزية الفاخرة حيث نقوم بكافة عمليات التسويق لهذه العلامات التجارية الكبيرة بما فيها التسويق التقليدي والرقمي ونحن نعمل معهم ايضاً على تحديد العملاء والفئات العمرية للعملاء وطبيعة استهلاكهم والأسواق التي يجب أن تستهدفها تلك العلامات التجارية العالمية ..الخ.

التسويق الرقمي

إلي أي مدى اصبح التسويق الرقمي مهماً لبقاء واستمرارية العلامات التجارية في الأسواق اليوم إلى جانب عمليات التسويق التقليدية؟

التسويق الرقمي مهم جداً والأهم أن نرسم التباين ما بين الشرق الأوسط وأوروبا فالتسويق الرقمي في أوروبا تجاوز مرحلة الحديث عن أهمية التسويق الرقمي ..

والتسويق للمنتج أو العلامة التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح هذا الأمر بديهياً بالنسبة للشركات وينصب تركيزها على الترويج للمنتج أو العلامة التجارية عبر التسويق الرقمي تماماً بحجم اهتمامهم بالتسويق التقليدي أي أن التسويق يسير في الجانبين بشكل متواز ولكن في المنطقة العربية لازلنا متخلفين عن أوروبا في تبنى التسويق الرقمي.

تحقيق التوازن

ولايزال الاهتمام الأكبر يعتمد على التسويق التقلــــيدي ما يدعو إلى تبني التسويق الرقمي بالأهمية ذاتها التي يتم فيها تبني التسويق التقليدي في المنطقة مع التأكيد على أهمية التسويق التقليدي للمنتج أو العلامة التجارية ومن المهم الإشارة إلى أنه مهما تقدم الإعلام الرقمي لن يتوقف الناس عن قراءة الصحف الورقية..

 ولن يتوقف الناس عن قراءة إعلانات الطرق أو الإعلانات الخارجية على شارع الشيخ زايد عند قيادتهم للمركبات ولن يتوقف الناس عن الاستماع للمذياع رغم الثورة الرقمية الهائلة هناك حاجة لخلق توازن في التسويقين الرقمي والتقليدي.

المدينة الذكية

في ظل سعي دبي لأن تكون مدينة ذكية في أقل من 3 سنوات هل تتوقع أن تصبح الإمارة عاصمة للتسويق الرقمي في المنطقة؟

أتوقع أن يتحقق ذلك وتصبح دبي مركزاً للتسويق الرقمي في المنطقة بحلول عام 2017 ، ولو قمنا بمقارنة دبي بباقي المدن الأخرى في منطقة الشرق الأوسط سنرى بأن هناك الكثيرين في بلدان المنطقة لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت في حين لو أننا نظرنا إلى دبي فسنرى أنه أينما ذهب المرء في دبي بإمكانه استخدام الإنترنت حتى ولو لم يكن لديه اشتراك لأن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي تحويل دبي لمدينة ذكية وهذا ما سيتحقق بفضل رؤيته الحكيمة.

وكل الدراسات والأرقام حولنا تؤكد على ذلك، وطبقا لإحصائيات (سيرفس بلان) فإن 78% في الإمارات يستخدمون الإنترنت عبر هواتفهم الذكية مقارنة باستخدامهم الإنترنت عبر الكمبيوتر اللوحي ..

واليوم يتابع الناس وسائل التواصل الاجتماعي عبر هواتفهم الذكية بصورة أكبر من متابعتهم لها على الكمبيوتر المكتبي أو المحمول وهو أمر أساسي ومهم للغاية أيضا يتجاوز عدد من يقتنون هاتفاً ذكياً أو أكثر في الإمارات 192 %.

ميزانية

هل الشركات والتجار وأصحاب العلامات التجارية في المنطقة على استعداد للإنفاق على التسويق الرقمي لمنتجاتهم وعلى استعداد لتخصيص ميزانية لهذا النوع من التسويق؟

هذا سؤال جيد للغاية وهذه هي المشكلة في واقع الأمر فالشركات في أوروبا تخصص ميزانية للتسويق الرقمي لمنتجاتها إلى جانب تخصيصها ميزانية للتسويق التقليدي في حين أنه على مستوى المنطقة تشير الدراسات إلى أن كلفة الإنفاق على التسويق الرقمي لمنتج ما في المنطقة لا تتجاوز 10-12 % من إجمالي الإنفاق على التسويق للمنتج وهي نسبة إنفاق صغيرة جداً بالنظر إلى العدد الهائل من المستهلكين ..

والذين ينتقون المنتج أو السلعة من خلال الشراء الإلكتروني أو يتعرفون عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبالتـــالي السؤال اليوم كيف نحمل هذه الشركات على التسويق الرقمي تماما كما تسوق لمنتجاتها بالطريقة التقليدية.

بعد الشركات عن مواقع التواصل لن يحصّنها من الانتقادات

قال رامي حمادة المدير التنفيذي والشريك في «سيرفس بلان» ان منصات التجارة الإلكترونية تتزايد وتتوسع بشكل كبير وسريع في العالم واليوم تتجه دبي لتصبح مركز التجارة الإلكترونية للمنطقة ولكن لايزال هاجس قلق الأفراد في المنطقة من استخدام البطاقات الائتمانية في عمليات شراء السلع والمنتجات إلكترونياً لا يزال جاثماً بسبب الاختراقات الإلكترونية والقرصنة ..الخ..

وأضاف أن الدراسات الحديثة تظهر أن هذا القلق يتلاشى تدريجياً ولكننا لم نصل بعد للمرحلة التي تجعلنا نقول ان الناس لديها ثقة 100% في طرق الدفع الإلكتروني لشراء السلع والمنتجات أونلاين، الناس لا تزال تفضل التردد على متاجر التسوق وأن تلمس المنتج بيدها وليس فقط من خلال الشاشات.

وأشار حمادة إلى أن دبي تتميز بسهولة الوصول إلي مراكزها التجارية وثراء مراكز التسوق فيها بالسلع والمنتجات والعلامات التجارية العالمية إضافة إلى وجود عدد كبير من مراكز التسوق الفاخرة فيها، كما يعتبر التسوق في دبي بحد ذاته تجربة فريدة.

الشركات الصغيرة تروّج خدماتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي

رأى حمادة أن الشركات الصغيرة استفادت بشكل كبير جداً من التسوق الرقمي ومن التسويق لمنتجاتها عبر المنصات الإلكترونية وعبر صفحات التواصل الاجتماعي عبر اليوتيوب و«الفيس بوك» و«تويتر» وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي...

والتي روجت لمنتجات تلك الشركات الصغيرة دون الحاجة لتحمل الكلفة الكبيرة للتسويق التقليدي وخاصة أن الإنفاق الإعلاني الرقمي أرخص نسبياً مقارنة بالإنفاق الإعلاني التقليدي مع العلم أن كليهما تضمن تعريف المستهلك بالمنتج. وأضاف أن المعلومات اليوم لم تعد غائبة عن المستهلك حيث أصبح المستهلك يعرف تماماً مواصفات المنتج قبل حتى أن يراه..

وبالتالي نريد أن ندق ناقوس الخطر ونقول للعلامات التجارية انه لضمان استمراريتها وتوسعها في أسواق العالم يتعين عليها الاهتمام بالتسويق الرقمي والتقليدي في آن واحد وهما بنفس الأهمية وخاصة في ظل وجود جيل جديد مرتبط بشكل وثيق بالهواتف والتطبيقات الذكية وموجود بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 غياب الشركات عن مواقع التواصل لن يحصنها من انتقادات منتجاتها

قال رامي حمادة المدير التنفيذي والشريك في «سيرفس بلان» انه عندما يفكر مديرو التسويق في إطلاق منتج جديد في السوق يجب أن يكون لديهم ثقة في المستهلكين وهؤلاء المستهلكون متواجدون على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً أن هناك شركات كبرى غائبة عن مواقع التواصل الاجتماعي وتعتقد بأن غيابها سيحميها من أي انتقادات لمنتجها وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق.

وأضاف أن الكثيرين ممن يشترون المنتج بالطريقة التقليدية عادة ما يكتبون انطباعاتهم عن هذا المنتج على صفحات التواصل الاجتماعي والذي قد يكون إيجابياً أو سلبياً وبالتالي لن تفلت منتجاتهم من تقييم المستهلكين على العكس تماما انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سريع خلق مساحة أكبر لتدوين انطباعات المستهلكين عن المنتجات التي يشترونها.

وأوضح رامي حمادة أنه على سبيل المثال كان من يرغب في السفر والإقامة في فندق ما في العالم يعتمد على المعلومات التي يقدمها المكتب السياحي أو على الدليل السياحي الذي يتحدث عن المزايا التي يتمتع بها الفندق ولكن اليوم الأمر قد تغير، اليوم الناس تقوم بتدوين انطباعاتها عن الفندق ..

وتقيم الفندق الذي أقامت فيه وتمنحه درجات وعندما يكتب البعض على صفحات التواصل الاجتماعي عن جودة ورفاهية هذا الفندق تجدون المزيد من المسافرين من كافة مناطق العالم يتشجعون للإقامة في هذا الفندق وتتزايد عليه الحجوزات وهذا التقييم يشعر الأفراد بثقة أكبر رغم إنفاق الفندق الكبير على الدعاية والإعلان للترويج له.

وقال إن طرق التواصل اليوم قد تغيرت، لم تعد العلامات التجارية تقف عند نشر إعلان فقط عن منتجها، فيجب أن تتحدث للمستهلكين وترصد مدى رضاهم عن المنتج، ويجب أن يفكر صاحب المنتج في طرق لتحسين المنتج أو الخدمة المقدمة لأن المستهلكين موجودون على مواقع التواصل الاجتماعي وسيقومون بتقييم هذا المنتج.

وأضاف المدير التنفيذي والشريك في «سيرفس بلان» ما يحدث اليوم هو أن هناك شركات معنية تحاول أن تتواجد رقميا فتضع إعلان على موقع إلكتروني عبر الهواتف الذكية وعادة لا تكون هذه المواقع مجهزة وتحمل فيها معلومات وصوراً صغيرة جداً للمنتج غير واضحة مما يشعر المستهلك بالإحباط وبالتالي يجب أن تكون هناك جهوزية كبيرة لدى الشركات لكي تكون حاضرة بالشكل المطلوب على مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.

Email