خدمات الاتصالات المتنقلة تعيد الحياة إلى أنشطة الشركات

تزود الموظفين بأغلى الأجهزة لا يحقق الانتاجية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال جويتي لالشانداني، نائب الرئيس والمدير العام الإقليمي لشركة IDC الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، إن خدمات الاتصالات المتنقلة لا تعني تزويد الموظفين بأحدث أجهزة آيفون مرتفعة الثمن فقط من أجل قراءة البريد الالكتروني، وان على الشركات أن توفر لهؤلاء الموظفين المتنقلين الوسائل الضرورية التي تمكنهم من أداء وظائفهم كما ينبغي، في أي وقت وفي أي مكان. موضحا أن توفير أجواء من العفوية والشعور بالمرح تعزز الفائدة الملموسة من استخدام خدمات الاتصالات المتنقلة للمشاريع.

ولفت إلى أن عادات العمل تتطور بشكل مستمر، وأنه في ظل ازدهار الأجهزة المتنقلة، أصبح المزيد من الموظفين يهربون من القيود المادية التي تفرضها البيئة المكتبية، وأصبحت خدمات الاتصالات المتنقلة للشركات تشكل قضية ساخنة بين رؤساء تقنية المعلومات والأعمال في المنطقة.

انتاجية لا ترف

وقال جويتي إن خدمات الاتصالات المتنقلة بمعناها الحقيقي ليست متعلقة بتزويد الموظفين بأحدث أجهزة آيفون وإرسالهم إلى الطريق، بل أن هؤلاء الموظفين المتنقلين يجب أن يتمتعوا بالضرورة بالوسائل الضرورية التي تمكنهم من أداء وظائفهم كما ينبغي، في أي وقت وفي أي مكان.

وفي الواقع، إذا لم يتمكن هؤلاء الموظفون من الوصول إلى البيانات والتطبيقات الهامة المطلوبة لأداء المهام المطلوبة منهم، فإن أجهزة آيفون المكلفة لا تعني شيئاً باستثناء قراءة البريد الالكتروني.

وأضاف لحسن الحظ أن ظهور تقنيات مثل البيانات الكبيرة/التحليلات ووسائل التواصل الاجتماعي والحوسبة السحابية يعني أن الشركات ستتمكن بسهولة من تقديم خدمات وحلول فعالة لموظفيها الذين ينتقلون بشكل متكرر، بما يفيد المستخدم والشركة نفسها. وينظر إلى تقديم قيمة متزايدة للشركة على أنها مؤشر أساسي في صحة أي شركة نامية، ومن المؤكد أنه لا يمكننا تجاهل أهمية هذه النقطة الأخيرة.

زيادة المبيعات

أوضح جويتي ان زيادة التدفق النقدي تتطلب زيادة المبيعات وخفض التكاليف، أو مزيج بين الاثنين، ومن خلال تعزيز الاستخدام المتزايد لخدمات الاتصالات المتنقلة للشركات، سيصبح بالإمكان تحسين المبيعات.

وتنفيذ ذلك من خلال أساليب خدمات مرنة وفعالة لن يكون مفيداً لإجمالي العائدات، ولكنه قطعاً سيفيد صافي العائدات، وفي نهاية الأمر فإن الشركة مسؤولة عن تعزيز نمو إجمالي العائدات من خلال تحديد الخدمات التي تلبي رغبات ومتطلبات الجهات ذات العلاقة، بينما أن الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات هو المسؤول عن تنفيذ تلك الخدمات بطرق ذكية من خلال زيادة الاستخدام الفردي للخدمات وجعل المستخدمين يرغبون في المزيد.

وقال: إن هذه الجهود لتعزيز قيمة الأعمال لا يجب أن تغفل عن أن العوامل المحفزة للمستخدم النهائي يجب أن يتم أخذها في الحسبان عند تحديد طريقة هندسة الأنظمة والخدمات. ويرجع ذلك إلى أن هذه العوامل المحفزة ترفع من سقف التوقعات وتؤثر على أداء الأنظمة، كما أن لها أهميتها في دفع الموظفين للمشاركة في خدمات الشركة، والأهم من ذلك، استخدام تلك الخدمات بمجرد الحصول عليها.

وأشار إلى أنه يمكن تصنيف العوامل المحفزة للمستخدم النهائي إلى داخلية أو خارجية، وتأتي العوامل المحفزة الداخلية من متعة أداء مهمة معينة، وهي تتيح العفوية والشعور بالمرح. أما العوامل المحفزة الخارجية فتأتي من الفائدة الملموسة. وفي حالة خدمات الاتصالات المتنقلة للمشاريع، تكون ثقة المستخدم النهائي بموضوعية تطبيق أو نظام معين هو ما يعزز أداءه للمهمة.

وأوضح أنه قد ينظر إلى العوامل المحفزة الداخلية والخارجية على أنهما متنافسان من أجل تحفيز المستخدم النهائي، إلا أن التوقعات والآمال الوظيفية بالتقدم المهني للمرء، وهما عاملان محفزان خارجيان هامان، سيؤديان إلى استخدام الأدوات والأنظمة لأداء المسؤوليات بشكل أفضل.

ولكن هل سيتم إنجاز الكثير إذا كانت البيئة ممتعة؟ من الصعب عدم الاتفاق مع تلك الفرضية، وهناك دلائل عديدة على أن النظام الذي يلبي رغبات أو احتياجات الموظف سيستخدم بشكل أكبر إذا كانت التجربة مبسطة أو ممتعة.

ولا شك إن الواجهات التي تعزز تحفيز المستخدم النهائي وتمكن الشركات من الاستمرار في تعديل وتجريب عروض الأجهزة ستوجد طرقاً جديدة لتلبية احتياجات العميل، ومع تحقق ذلك الهدف فإن المستخدم النهائي سيستفيد من المزيد من الخدمات، وسيؤدي ذلك إلى خفض التكلفة وارتفاع قيمة الشركة.

الحوسبة في كل مكان

أوضح جويتي عن ان هذه الواجهات تعتمد على فكرة «الحوسبة في كل مكان»، وهو تعبير ابتكره مارك ويزر للمرة الأولى في عام 1988. وكانت رؤية ويزر لتواجد الحوسبة أنها ستنحسر بشكل دقيق، بحيث توفر المساعدة للمستخدم دون أن يدرك ذلك، كما أن التطورات في أجهزة الاستشعار وتحديد الموقع والتقنيات التنبؤية تعمل على تحويل هذا الحلم إلى واقع معاش.

وتعني رؤية «الحوسبة في كل مكان» أن تساعدنا القدرة الحاسوبية في مهامنا العادية، لا أن تتولى مهام محددة في حياتنا. وهذا أمر هام للمستخدمين في الشركات حيث إنهم يرغبون في الحفاظ على السيطرة، فهم يرحبون بالمساعدة من خلال عدم فرض الموارد الحاسوبية.

ويدرك النظام أن الموظف بحاجة للمساعدة من خلال الفهم التلقائي لمحفزاته ومقاصده ومشاعره. ويقوم الكثير من هذا المفهوم على الوعي السياقي، أو القدرة على الإحساس والتفاعل مع المحفزات البيئية الخارجية. وتأتي فكرة الوعي السياقي في صميم التقنيات الدلالية وتقنيات المواقع وتقنيات الاستشعار والقدرة على كشف النوايا.

الوعي السياقي

وتشهد الوظائف والتطبيقات التي تستفيد من مفهوم الوعي السياقي ازدهاراً، حيث يسهم توفر الأدوات مفتوحة المصدر، والتي يمكن استخدامها لتسهيل اكتساب السياق ونشره ووضع نماذج له، في تسهيل ابتكار الوعي السياقي. وسيعمل التطور التقني على تعزيز هذا المفهوم، كما سيعزز قدرة الشركة على تحديد هدف للمستخدم النهائي الذي ستنمو رغباته.

وسيكون لمزيج الانتشار في كل مكان والشبكات والوعي السياقي تأثير هائل على تحديد سبب التفاعل بين المستخدم والشركة في نقطة التعامل، وأحياناً يكون ذلك أكثر فائدة من تحديد طريقة التفاعل.

واجهات متنقلة

قال نائب الرئيس والمدير العام الإقليمي لشركة IDC الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا نشهد بشكل يومي أن التقنيات الجديدة تعمل على تغيير طريقة تعاملنا مع خدمات الاتصالات المتنقلة، وأصبحت عروض المنتجات القياسية مثل الساعات والنظارات تتحول إلى واجهات متنقلة للمستخدم.

وفي الوقت نفسه، تعمل «الحوسبة في كل مكان» (الشفافة) على تغذية التوسع في استخدام المعالجة الاتساقية. وكثيرا ما يشار إلى التعرف على الإيماءات والصوت كمدخلات يمكن استخدامها لتحديد رغبات المستخدم، ويتم تفعيل تفرعات من تقنية لعبة كاينكت الشهيرة لهذا الغرض.

ومن الواضح أن نقطة التعامل بين الشركة والمستخدم النهائي تشهد تحولاً، حيث إن مهمة كل من رؤساء الشركة وقادة تقنية المعلومات هي دمج كافة التقنيات المتاحة لضمان أن تكون خدمات الاتصالات المتنقلة للشركات مفيدة وأن تكون مبسطة وممتعة.

Email