25 دولاراً فقط تكلفة البرميل

تقنية جديدة تتيح إنتاج وقود رخيص من الفحم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوقع خبراء أن تظهر صناعة جديدة في أميركا تقوم على تحويل الفحم إلى وقود للسيارات والمنازل وتكون صناعة على نطاق واسع في ظل أن ولاية الينوي وحدها يوجد بها موارد فحم تعادل الطاقة التي توجد في المملكة العربية السعودية.

وجذب ذلك رجال أعمال ومسؤولين حكوميين منهم وزير الطاقة الذي يرغب في تطوير موارد طاقة بديلة للاستيراد من الخارج.

غير أن المشكلة هي أن إنتاج الوقود من الفحم سوف يولد مزيداً من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الإضرار العلمي أو على الأقل يرفع نسبة أكثر من إنتاج الوقود من البترول أو الغاز الطبيعي.

وقد اشترت شركة رنتك في مدينة ايست دوبوك في الينوي مصنعاً يحول الغاز الطبيعي إلى سماد منذ 40 سنة، وترى رنتك فرصة كبيرة لتغيير نشاط المصنع لأن أسعار الغاز الطبيعي في ارتفاع وتنوي الشركة استخدام تكنولوجيا جديدة لاستغلال موارد الفحم الرخيصة الغزيرة في أميركا وتحويلها إلى وقود للسيارات.

وقال جون ريشي مدير المصنع إذا لم يستخدموا هذه التقنية الآن فلا مستقبل لنا. ويقول خبراء مثل بير ريزت مدير التقنيات الدولية في شركة تويوتا موتورز إن تحول الفحم إلى وقود سيارات قد يعد بمستقبل زاهر، إنها صفقة هائلة في ظل الشكوك حول أسعار البترول ومدى توفره، وإمداداته العالمية.

غير أن هناك بعض النقائص مثل أن هذه التقنية تحتاج إلى استثمارات ضخمة، وقد يصبح المصنع بلا فائدة إذا حدث انهيار في أسعار البترول، غير أن الاهتمام بهذه التقنية كان كبيراً حتى قبل ارتفاع أسعار البترول وظهر هذا الاهتمام في ندوة نظمتها وزارة الطاقة من ثلاث سنوات حول السوائل الهيدروكربونية الاصطناعية.

غير أن الحماس في ذاك الوقت لم يكن كافياً للتغلب على المخاوف من انخفاض أسعار البترول، غير أن سعر وقود الديزل ارتفع في الفترة الأخيرة وكذلك سعر الغاز الطبيعي مما جعل مصانع مثل إيست دوبوك تيدو جاهزة للتحول الجديد.

ويتركز الاهتمام على إنتاج وقود الديزل من تقنية تعرف باسم فيشرتروبش نسبة إلى اسم العالم الألماني الذي كشفها في العشرينات.

ويصل معدل الاستهلاك اليومي لوقود الديزل وزيت التدفئة في أميركا إلى 400 مليون دولار. وتضاعف حجم سوق الوقود، لكن إذا وفت شركة مثل رنتك بالطلب على الديزل، يمكن تبني هذه التقنية.

واستخدمت هذه التقنية في الحرب العالمية الثانية في ألمانيا وخلال الثمانينات في جنوب إفريقيا عندما عانت من المقاطعة العالمية بسبب التمييز العنصري. والآن تستعد شركة رنتك لاستخدامها في شكل حديث.

وتبحث شركة ساسول في جنوب إفريقيا التي استخدمت هذه التقنية لعقود عن استخدامات جديدة في أنحاء العالم وتجري دراسة جدوى مع شريك صيني لإنشاء مشروعين كبيرين لتمويل الفحم إلى وقود في غرب الصين.

واتفقت شركة سنترو ليوم في تولسا مع شركة لينك إنرجي في استراليا في أغسطس الماضي لإنشاء مصنع تحويل الفحم إلى وقود وسائل في كوينز لاند بأستراليا.

وهناك مشروعات أخرى في مراحل مختلفة من التخطيط في أميركا وسيبدأ أحدها على نهر المسيسبي.

لكن الذين يعتقدون في انتشار هذه التقنية يفترضون أن يكون هناك بعض القيود البيئية غير المفروضة على شركة رنتك. ويشك بعض خبراء الطاقة في أن تكون هذه التقنية مناسبة في ظل المخاوف العالمية من الاحترار العالمي.

وقال دانيل لاشوف من مجلس الموارد الطبيعية الدفاعي سوف تكون كارثة بيئية إذا اتجهنا إلى استخدام وقود للنقل من الفحم، وقال إن هناك طريقة صديقة للبيئة وأخرى عدو لها عند اختيار بديل للبترول، والواضح أن تقنية فيشر تروبش عدو للبيئة.

غير أن وزارة الطاقة تري أن هناك إمكانية، وقال الوزير صمويل بودمان في مارس الماضي إن إنتاج وقود ديزل أو طائرات نفاثة من الفحم من المجالات المثيرة للاهتمام وقد يكون البحث فيه مهم جداً لتحقيق هدف الرئيس لتحقيق واردات البترول.

وطورت شركة جريت بوينت انرجي عملية لإنتاج الغاز الطبيعي من الفحم على المستوى المعملي، والفرص والتحديات متساوية بالنسبة لكل من جريت بونيت ورنتك. ويصل سعر وحدة الطاقة من الفحم إلى دولار واحد ومن الغاز الطبيعي إلى 7 دولارات ومن وقود الديزل إلى 23 دولاراً.

ويعني تحويل الفحم إلى وقود ديزل أو غاز فقدان شيء من الطاقة خلال العملية، لكن إذا كان فارق السعر كافياً فإن فقدان جزء من الطاقة لن يقلق المستثمرين.

وهذا يعني أيضاً انطلاق عوادم كربونية، تسبب قلقاً لدعاة حماية البيئة، وتريد رنتك تحويل الفحم إلى وقود سائل وجريت بوينت إلى غاز طبيعي وفي كلتا الحالتين سيتصاعد ثاني أكسيد الكربون.

لكن الفحم رخيص والحاجة إلى الطاقة لا نهائية وتكلفة تحويل الفحم إلى وقود تصل إلى 25 دولار للبرميل كما تقول رنتك، وهو سعر لا يبدو أن البترول سيصل إليه في المستقبل القريب، ولذلك تدرس رنتك إنشاء مصنع آخر في ناتشيز وتشارك في آخر في ولاية وايومبخ.

ترجمة: أشرف رفيق

Email