«لا يُمل» يصدّر الكوميديا السياسية اللبنانية إلى الخارج

«لا يُمل» يصدّر الكوميديا السياسية اللبنانية إلى الخارج

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف فندق «لورويال مريديان» أبوظبي مساء اليومين الماضيين العرض المسرحي اللبناني «لا يُمل شو» الذي يؤديه فريق البرنامج الكوميدي الشهير الذي يُبث من محطة «المستقبل» اللبنانية المكوّن من الفنانين: رولا شامية وعادل كرم وعباس شاهين ونعيم حلاوي برفقة مخرج البرنامج ناصر فقيه، وهي المرة الأولى التي يقام فيها العرض بدولة عربية منذ انطلاقته من بيروت في سبتمبر من العام الماضي.

وسبق العرضان مؤتمر صحافي عُقد مساء أول من أمس بحضور نجوم البرنامج ومدير عام فندق «لو رويال ميريديان» وكالة وعدد من وسائل الإعلام المحلية، وقد تحدث مخرج برنامج وعرض ''لا يُمل'' ناصر فقيه عن العمل قائلاً: لقد جاءت فكرة إنجاز عرض مسرحي لبرنامجنا للتقرب أكثر من الجمهور العربي في كل مكان،

وأن مضمون العرض المسرحي لا يختلف كثيراً عن طبيعة البرنامج الذي بثه على تلفزيون «المستقبل» الذي يتناول المشاكل والقضايا الاجتماعية التي أعتقد أن جميع المجتمعات العربية تشترك فيها رغم تغلب الطابع اللبناني على اللهجة والخصوصية في بعض تلك القضايا.

وعلّق ناصر فقيه على تساؤلات الصحافيين حول مدى تأثر برنامج ''لا يُمل'' بحادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومدى انسياق خط البرنامج في دوامة السياسة بعيداً عن توجهه الاجتماعي، فقال: لا شك أن الأثر والتحول الكبير الذي طرأ على الساحة اللبنانية بعد حادث اغتيال الشهيد الحريري قد أثر بشكل مباشر على جميع مناحي الحياة في لبنان، وفرض الجو والحراك السياسي هناك نفسه حتى على العروض الفنية.

وأضاف ناصر فقيه: لقد شهدنا تفاعلاً واستقبالاً جميلاً من قبل جمهور العرض المسرحي، حين عرضناه في بيروت وكندا، ونتمنى أن تصل فكرة العرض للجمهور في الإمارات، ورغم حرص الفريق على مراعاة خصوصيات البلدان التي نعرض فيها، وموافقة الرقابة في الإمارات على النص بعد بعض التعديلات الطفيفة؛

إلا أني مع ذلك أنصح بأن يكون الجمهور فوق عمر «16» سنة تجنباً للإحراج والفهم المغلوط لبعض مشاهد العمل، أما حفلاتنا في الدول العربية، فيجري التنسيق حالياً لإقامة عروض في عدد منها.

وحين تساءل أحد الصحافيين السوريين المتواجدين في المؤتمر عن إمكانية عرض العمل في «سوريا»، قال ناصر فقيه: لنا الشرف أن نعرض في بلدنا الشقيق سوريا، وليس لدينا أي تحسس تجاه الموضوع، ولكن كما تعلمون أن الأجواء الحالية لا تسمح بذلك.

وأشار «فقيه» إلى أنه يفكر حالياً بالاستعانة بفنانين من الخليج لتطعيم البرنامج ورفده بمواهب عربية كي يصل إلى جميع المشاهدين العرب، وردّ على تساؤل بعض الصحافيين حول مدى تدخل إدارة تلفزيون المستقبل في سياق البرنامج وعدم ظهور بعض الشخصيات السياسية ـ كالشيخ سعد الحريري ـ بصورة كوميدية كما ظهرت شخصيات أخرى،

فقال: إن إدارة «المستقبل» لا تتدخل في البرنامج أو تفاصيله بأي صورة، وهذا المبدأ كان سائداً حتى في أيام الشهيد الحريري، وليس لدينا خطوط حمراء تجاه تقليد أي شخصية، والذي يدفعنا لإظهار بعض الشخصيات السياسية بصورة كوميدية هو طبيعة تلك الشخصيات، ولا علاقة لذلك بموقف سياسي ينتهجه البرنامج، بل أن النائب «سعد الحريري» نفسه لا يمانع بتقليده حسبما أخبرنا بذلك شخصياً، وليس لديه أي حساسية تجاه ذلك.

يذكر أن فريق «لا يُمل» كان قد اجتمع للمرة الأولى في هذا العمل منذ أكثر من سنة، ولكل فنان من هذا الفريق مسيرة فنية لا تقل أهمية عن نجوميتهم في البرنامج الشهير، فقد تألق «عادل كرم» لمدة عشر سنوات في برنامج «اسأل شي» على قناة «إم تي في» وهو ذو حس عالٍ بالفكاهة والعفوية أمام الكاميرا،

أما «عباس شاهين» الذي عُرف عنه تقليده لشخصيات لبنانية مثيرة للجدل كالزعيم «وليد جنبلاط» فكانت انطلاقته مع زياد الرحباني ثم انتقل إلى تلفزيون المستقبل ليشارك في عدة برامج ناجحة، قبل أن يلتحق بفريق «لا يُمل» عند انطلاقه، وهو أحد الأصوات اللبنانية الرائعة ـ بعيداً عن الكوميديا ـ حيث أحيا عدة حفلات برفقة مارسيل خليفة،

ويضم الفريق كاتباً وممثلاً آخر من الطراز الأول في الفن الساخر، وهو الفنان «نعيم حلاوي»، أما النجمة النسائية الوحيدة في البرنامج «رولا شامية» فهي ذات رصيد تمثيلي وغنائي معروف في المحطات اللبنانية. أما الجهات الراعية للعرض المسرحي «لا يُمل شو»

فهي: «إذاعة أم القيوين إف إم»، طيران «الاتحاد»، «ستايل جاليري» ومجلة «ليالينا» ويستمر العرض لمدة ساعتين، ومن المتوقع أن يتجول العرض نفسه في مدن عدة أخرى من الدولة قريباً.

أبوظبي ـ محمد الأنصاري

Email