اختار قناة موسيقية لقناعته بأن التلفزيون وسيلة ترفيه

سعيد شبيب: المزج بين الإنساني والتجاري ضرورة إعلامية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أربع سنوات أمضاها سعيد شبيب كمذيع للمنوعات في فضائية أبوظبي، انتقل إلى قناة ميوزيك بلس في برنامج (إطلالات) الذي بث رمضان الماضي، والعمل في قناة تختص بالموسيقي أمر يروق كثيرا له ويتناسب تماما مع شخصيته الشبابية التي تميل إلى الفرح والتفاؤل وبث البهجة والسعادة في نفوس الآخرين، كما يأتي انضمامه إلى القناة ضمن سعيها إلى أجراء تغيرات جذرية تتناسب مع إطلالتها الجديدة والتي تستعد معها لإطلاق حزمة من القنوات الفضائية وحول انتقاله إلى قناة »ميوزك بلس« دار هذا اللقاء.

٭ هل قصدت تقديم نفسك لجمهور قناة »ميوزك بلس« من خلال برنامج »إطلالات«؟

ـــ نعم وقدمت نفسي بطلة جديدة وأسلوب مختلف عما أعتاده الجمهور مني، وقد عرف كل من شاهد البرنامج أنني أعشق الموسيقي والأغاني، وبرنامج (إطلالات) الذي قدمته في رمضان ربطت فيه بين الكليبات بطريقة خفيفة ومتدرجة ليتعرف الجمهور على نوعية جديدة من الأغاني، وامتدت ساعات البرنامج المسجلة سابقا على مدار اليوم كله، وروعي في الاختيار التنوع بشكل مناسب وقد نلت استحسان الجمهور، وهذا جعلني أشعر بمسؤولية تجاه ما يمكن أن أقدمه فيما بعد.

٭ وما هو البرنامج الجديد الذي تحضر له حاليا؟

ـــ برنامج (ستار بلس) وتقوم فكرته على الإجابة عن سؤال معين يكون هو محور الحلقة نطرحه على الضيف وعلى الجمهور الذين يشاركوننا الرأي على الهواء مباشرة، وضيوفنا ليسوا من الفنانين فقط ولكننا سنسعى إلى استضافة إعلاميين وأطباء وغيرهم من كافة فئات المجتمع.

٭ ولكن أليس من الملل أن تقوم الحلقة بأكملها على سؤال واحد؟

ـــ هناك سؤال رئيسي في الحلقة وستتفرع منة أسئلة عديدة تدور في نفس المحور وبشكل خفيف ومتنوع يناسب القناة، البرنامج لا يزال في طور الإعداد مع برامج أخرى تعدها إدارة القناة والتي ستبث قنوات أخرى تعتمد أيضا على برامج جديدة تتناسب مع توجهات كل قناة، وهناك فريق عمل كامل يسعى على أعداد القالب الرئيسي لكل القنوات التي تبث من المحطة.

٭ انتقالك إلى قناة موسيقية هل يعد نقلة نوعية بالنسبة لك؟

ـــ قد تختلف المسائل فعندما يعمل المذيع لسنوات طويلة في قناة معينة يمكن أن يحدد ما الذي يرغب فيه؟ ولكن عندما ينتقل إلى محطة جديدة مهما كان توجهها فلا يمكن أن يعتبر ذلك نقلة بالمفهوم الحقيقي، وعموما خلال شهرين هما مدة عملي في قناة »ميوزك بلس« وجدت أنها توفر لبرامجها والعاملين فيها كل سبل الإنتاج الجيد للبرامج.

٭ ربما تكون من الرجال القلائل بل والنادرين الذين يطلون علينا من شاشة قناة موسيقية والتي اعتدنا أن تحتكرها الوجوه النسائية، كيف تفسر لنا ذلك؟

ـــ نعم تعتمد القنوات الموسيقية اعتمادا كليا على الوجوه النسائية وهذا ليس خطأً، فأنا مع من يوصل الفكرة سواء كان رجلا أم امرأة، وعندما ظهرت على شاشة »ميوزك بلس« أول مرة، كنت أنتظر كما هائلا من الاحتجاجات من الجمهور، ولكن لم يحدث ذلك ومرت خمس ساعات ولم يحدث ما كنت أتوقعه، وهذا يدل أن المشاهدين تقبلوا ظهوري كرجل على شاشة قناة موسيقية.

وأؤكد أن الموضوع ليس بنوع الجنس ولكن بمن هو الأفضل، فهناك مذيعات وللأسف لا يعرف شيئا وليس لديهم الخبرة الكافية في المجال الذي يعملون فيه، صرنا نعيش في الوسط الإعلامي وكأننا في صحن للسلاطة والنجاح يبدو لنا بطعم الفشل، وعليك معرفة أن هناك مديرين للمحطات لا يعرفون أسماء المذيعين الذين يعملون معهم،وعلى كل من يعمل بالوسط أن يستسلم للأمر الواقع، فمن شروط العمل في التلفزيون ألا تتوفر لديك الخبرة حتى لا يخاف منك مديرك الأقل خبرة منك.

٭ وما رأيك فيما يقال بأن القنوات الموسيقية نكسة الإعلام العربي؟

ـــ وقنوات الأخبار أليست هي الأخرى سببا في نكسة الإعلام العربي، محطة مع الخبر وأخرى تكذبه، وأخرى تقوم بالدعاية لنفسها من ادعاء البطولة لمراسليها الذين يقولون الحق، بل والمتاجرة بالحوادث التي تصيبهم، فالإعلام حالياً أشبه بالنهار الدائم فلا يمكن أن نعرف متى نصحو ومتى نفيق؟

٭ وماذا عن أن كل القنوات الموسيقية هدفها الأول والأخير تجاري بحت؟

ـــ لقد كنا مؤخراً في اجتماع مع الأستاذ عبد الرزاق العبد الله مالك المحطة وقال لنا علينا أن نمسك العصا من النصف، وأن نمزج بين الهدف التجاري والإنساني معا، فالفن رسالة وللأغنية رسالة تعبر عنها، لذلك أقول إنه ليس من المطلوب من الإعلام أن يكون مأساوياً ولكن يمكنه أن يكون جاداً.

٭ في حديث سابق معك قلت أن هدف الإعلام الأساسي هو الترفية، وتركت الأهداف الأخرى جانباً هل مازلت متمسكا برأيك؟

ـــ نعم ووجودي الآن في محطة موسيقية دليل على اقتناعي أن هدف الإعلام الأول هو الترفية، وكان لدي عرضان للعمل في قناة »ميوزك بلس« وقناة أخرى ولكنني اخترت »ميوزك بلس«.

٭ ولكنك تجاهلت أن للإعلام أهدافاً أخرى منها التثقيف والتعليم وغيرها من الأهداف الجادة غير التسلية والترفية؟

ــــ التعليم في المدارس والجامعات ومن يرغب في التثقيف علية بقراءة الكتب والتواجد في المحاضرات والمنتديات التي تعزز ثقافته، وإنسان هذا العصر الذي يكد ويكدح ويعاني الأمرين للحصول على لقمة العيش يرغب في الترفية عن نفسه المجهدة، وعن نفسي وقبل أن أعمل في محطة موسيقية أبدأ يومي في الصباح بسماع الأغاني والموسيقى التي تبعث الفرح داخل نفسي.

٭ قلت في الإعلام طعم النجاح هو نفس طعم الفشل – كيف تفسر ذلك؟

ـــ نعم هناك تساوي، بل على العكس طعم الفشل أفضل لأننا في هذا الوسط صار كل من يعمل فيه يشعر بأنه إنسان ناجح، وفي رأي جميعهم متعادلون في صحن السلاطة، فلا يوجد إعلامي إلا ومصاب بفصام في الشخصية أو مصاب بالزهايمر.

٭ وأيهما اخترت لنفسك الفصام أم الزهايمر؟

ـــ الاثنان معا لقد تخطيت مرحلة الاختيار، وصرت في مرحلة المفروض واتحدى أي إعلامي أن يقول إنه ليس مصابا بالفصام والزهايمر، فضغوط العمل في هذا الوسط لا تحتمل.

٭ ولماذا تتمسك بهذا الوسط أليس من الأفضل لك أن تتركه؟

ـــ لا توجد لدي حلول أخرى لقد بدأت حياتي مذيعا وعرفني الجمهور خلال استوديو الفن 92 ثم عملت في lbc ثم عملت في قناة المشرق ثم محطة راديو وتلفزيون العرب، وانتقلت للعمل في فضائية أبوظبي أربع سنوات، أين أذهب بعد كل تلك السنوات، فالعمل التلفزيوني بالنسبة لي قدر محتوم.

حوار: إيمان قنديل

Email