«رسالة النور».. الحاضر بلسان التاريخ

حبكة سردية مطرزة بأحداث التاريخ وموسومة بشخصياته، تقوم عليها رواية «رسالة النور»، إذ لا يضيء محمد طرزي من خلالها على حياة ابن المقفع فحسب، بل إنها تمثل حياة الصراع السياسي، منذ القدم، بتجلياتها المختلفة. فيبين لنا ان شخصية ابن المقفع، نوعية وتمثل نموذجاً تاريخياً، إذ وبالإضافة إلى سعيه لوضع كتاب ينشد صلاح الحاكم والمحكوم، كان رافضاً الدخول في حاشية السلطان والفقيه، ما يعني تقديم رؤية إصلاحية متقدمة على زمانها.

ويقدم الكاتب روايته في إطار روائي فني: بين الماضي (القرنين السابع والثامن للهجرة) والحاضر (القرن الواحد والعشرين). وتقع أحداثها - زمكانياً - بين دمشق والعراق وخراسان وتركيا (العثمانية) وتركيا (اليوم)، وفيها كان الاختيار للأماكن والوقائع مدروساً، وكذلك بالنسبة لشخصيات الأحداث.