أما قبل

تدمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل نستيقظ غداً ونجد تدمر، عروس الصحراء، وقد أصبحت أثراً بعد عين، مثلما آلت إليه شواهد التاريخ من مدن وممالك وحضارات وصلت إليها فؤوس داعش العمياء، التي لا تعرف ماذا يعني أثر التاريخ في حياة الأمم، لأنها تريد التاريخ أن يبدأ من ظلامها وجهلها، وكم من العقول المتعجرفة التي ألغت ما سبق من تاريخ، وبدأته من لحظة توليها الحكم.

تدمر تعني باللاتينية: (Palmyra)، وهي أقدم تسمية للمدينة.

كل تاريخ تدمر اليوم على المحك.. شوارعها وأعمدتها وقلعتها ومسرحها، فضلاً عن تماثيل ومجسمات ومخطوطات ونقوش ولقى أثرية، ناهيك عن متحفها الذي فيه من النفائس ما يفوق خيال الوقت، ذلك الوقت الذي كانت فيه تدمر أهم ممالك الشرق، وهي تنافس روما، وتبسط نفوذها على مناطق واسعة، وتتصف بغناها الكبير.

السوريون لا ينسون كلمة تدمر من تاريخهم المعاصر، حيث شهد سجن تدمر أوائل ثمانينيات القرن الماضي، مجزرة راح ضحيتها مئات السجناء، نفذها عناصر من سرايا الدفاع، انتقاماً لمحاولة اغتيال فاشلة للرئيس حافظ الأسد، تفاصيل تلك المجزرة، ظهرت بعد ثلاثة عقود، ربما لا أهمية لها وسط مجازر اليوم، وما أكثرها.

وقلائل من السوريين يتذكرون فيلماً كوميدياً لدريد لحام ونهاد قلعي، بعنوان (لقاء في تدمر) مع المطربة يسرا البدوية، أخرجه يوسف معلوف عام 1965. لكنهم يعرفون آثار المدينة، من خلال ملصقات وزارة السياحة وطوابع البريد وبعض بطاقات المعايدة ذات التصوير الرديء والطباعة الرخيصة، ويعرفون مسلسلاً بعنوان الزباء (أحد أسماء الملكة زنوبيا)، أيام الأبيض والأسود.

واليوم، جاءت داعش لتلغي تدمر من ذاكرتهم، فهل ستعطونها الفرصة أيها السوريون؟.

 

 

Email