لسان الضاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفل العالم أمس بيوم اللغة العربية، وهو اليوم الذي أقرته اليونسكو عندما أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. وكان ذلك في 18 ديسمبر عام 1973.

العربية كانت وعاء العرب تاريخاً ومستقبلاً، وإذ فرقتهم سُبل السياسة في بحورها، فإن اللغة تجمعهم في محافلهم ومغترباتهم وتنقل أشواقهم على جناح:

لغة إذا وقعت على أسماعنا

كانت لنا برداً على الأكبادِ

ستظل رابطةً تؤلف بيننا

فهي الرجاء لناطق بالضاد

يفهمون معانيها الظاهرة والمستترة، والتاريخ مليء بالقصص التي كان أبطالها الشعراء والنُثار والنُحاة والذين كانوا يتبارون في بلاط الملوك والسلاطين أيهما أفصح: سيبويه أم الكسائي؟

وذكر الإمام شمس الدين أبو عبدالله الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء)، أن سيبويه ذهب إلى بغداد لمناظرة الكسائي في بلاط الخليفة هارون الرشيد، وظلا يتباريان في النحو لعدة ساعات حتى طرح الكسائي مسألة، ظل فيها كل منهما على موقفه، فاستشاروا جماعة من الأعراب يشهدون المناظرة، فحكموا للكسائي ففاز. كما اعتادت العرب، قديماً، إرسال الأبناء إلى البادية ليتعلموا الفصاحة من البدو.

نحتفي باللغة العربية مدركين أنها لن تموت فهي لغة القرآن الكريم، ولكنها لا تتطور أسوة باللغات العريقة التي لا يحتفل أهلها بيومها فحسب، بل بما أضافوه إلى معجمهم من مفردات جديدة تماشي عصرهم وتعطي لغتهم قوة للغد، هذا ما تحتاجه العربية في يومها، دماء جديدة تمشي في عروقها وخاصة مصطلحات العلوم التي تكاد تصبح مجرد رموز دلالتها من سهولة حفظها ونطقها.

وما تحتاجه العربية في يومها أيضاً، مناظرات في التهجئة الصحيحة، الإعراب السليم، النطق الصحيح، وأين مدارسنا من ذلك؟ لا تخلو مدرسة انجليزية من مسابقات التهجئة بين الطلبة، هل تراهم يخافون على الانجليزية التي يتكلمها مليارات.. أم يعززون موقعها في عقول الأجيال؟

دلوني على مدرسة عربية تجري هكذا مسابقات.

Email