رفيق شامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكثر من ساعتين أمضيتها على غداء مع الروائي رفيق شامي، الذي يكتب باللغة الألمانية، ويُعد واحداً من أوسع الكُتّاب انتشاراً وأكثرهم حضوراً في الحياة الأدبية وتباع من كتبه مئات الآلاف من النسخ سنوياً حول العالم كما نُقلت إلى عشرات اللغات ونال عدداً من الجوائز داخل ألمانيا وخارجها، وكرم أكثر من مرة باعتباره كاتباً شعبياً رائجاً واسع الانتشار.

رفيق شامي المولود في مدينة معلولا عام 1946 غادر بلده سوريا في سبعينيات القرن الماضي إلى ألمانيا لدراسة الكيمياء والتي نال فيها درجة الدكتوراه، لكنه وجد في الكتابة طريقاً للتعبير عن ذاته، فأصدر عشرات الكتب بين رواية ومسرحية وقصة للأطفال، فضلاً عن عشرات الأسطوانات التي تجعل منه حكاءً من طراز محبوب، لذلك تراه يجوب ألمانيا وجوارها في سلاسل طويلة من القصص والمحاضرات التي تضعه في المصاف الأول.

خلال جلسة الغداء تلك تمت مقاطعتنا عدة مرات من قبل مُعجبين يريدون التقاط صور معه فهو شخصية لطيفة يعرفه الكثيرون ويقفون في طوابير طويلة لحضور محاضراته ويدفعون ما يعادل 20 يورو للفوز بمقعد في أحد نشاطاته، مؤشر هذا النجاح كان جزءاً من حوارنا الذي كان حاضراً فيه الناشر خالد المعالي مدير دار الجمل للنشر، والذي قدم للقارئ العربي عدة روايات لرفيق شامي.

ما أثار الدهشة تلك الجلسة أن الروائي المشهور لا يحب السفر بالطائرة وأن الكثير من الدعوات التي وُجهت لم يتم تلبيتها، لأن الطائرة حالت دون ذلك، وكانت وسيلته في السفر هي القطارات، والسفن، والوصول إلى بلد مثل أميركا في سفينة تمخر المحيط يحتاج إلى أيام طويلة، لذلك اكتفى رفيق شامي بألمانيا وما جاورها، لكن كتبه عبرت أعالي البحار وبعشرات اللغات وشهرته جابت العالم. إنها قصة نجاح تستحق منا وقفة تقدير وقبعة مرفوعة.

Email