اكتب رواية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط هذا الكم الكبير بين روايات عربية يقف المرء حائراً أمام سؤال أهميتها، وما هي قيمتها الفنية والفكرية، وهل حقاً تصنف في خانة الرواية، وما هو المغزى منها، هل هي فورة، موضة، تقليد، استعراض، رسالة، احتجاج، محاكاة، تقديم للذات وإثبات للحضور؟ أم هي مزيج من كل ما تقدم إضافة إلى موقف واضح من المحيط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

وسط ذلك العدد الهائل من روايات صدرت بالمئات خلال السنوات العشر الأخيرة، اختلط مفهوم الكتابة الروائية على الكثيرين، وأصبح كل نص طويل، وكل تعبير شخصي وكل دفتر مذكرات، وكل عبارات في وسائل التواصل الاجتماعي مشروعاً لرواية قد نجدها غداً في معارض الكتب، وطابور من القراء اليافعين يصطفون للفوز بتوقيع كاتبها.

من هنا ينظر المرء بتقدير لبرنامج دبي الدولي للكتابة، الذي نظم ورشة عملية لكتابة الرواية، اختار لها الروائية نجوى بركات التي تدير محترفاً للرواية للإشراف على تلك الورشة وتدريب روائيين إماراتيين على سبل كتابة رواية سليمة وعلى أسس صحيحة.

ليس معياراً عدد الروايات التي يكتبها الكاتب، المعيار الحقيقي ما يقوله النقاد عنها، ولأن النقد «عربياً» بعيد عن المواكبة، ولأن عدد النقاد قليل جداً، اتسعت المسافة بين الكتابة الروائية الصحيحة وبين أهمية ما يتم نشره من كتب تحمل اسم رواية، وليس فيها من الرواية شيء، لأن الكاتب الحصيف هو من يقف على مسافة احترام مما يقوله النقاد عن كتبه ولكن أين هؤلاء النقاد!

ورشة كتابة الرواية هي بداية لمشروع طويل في التدريب الذي يحتاجه الكُتاب الجُدد، حبذا لو هناك ورشات أخرى تنظمها المؤسسات الثقافة لتقوّم ما يشذ عن القاعدة، ولتصحيح مسار العمل الإبداعي، حتى نفتخر بشبابنا ونُفاخر بهم.

Email