ترمب الحقيقي.. صورة إيجابية من أرض الواقع للرئيس الأميركي الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحرص مؤلفا هذا الكتاب : والكتاب من تأليف الصحفي مايكل غرانيش وزميله مارك فيشر، على رسم صورة أقرب توخياً للحقيقة أو أقرب للواقع الموضوعي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ابتداءً من مسيرة الملياردير المهيمن على دنيا المقاولات والمباني والعقارات..

وليس انتهاءً بالرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، مروراً بالطبع، بحاله حين كان المرشح الجمهوري للمنصب رقم واحد في البيت الأبيض. ويتابع الكتاب وقائع الترشيح موضّحاً كيف اكتسب دونالد ترمب تأييد الجماهير، وخاصة في المواقع العمالية والإنتاجية خارج الحواضر الأميركية الكبرى إذ استطاع أن ينشر وعوده بين جماهير العمال من حيث إنصافهم واستعادة وظائفهم وفتح مصانعهم من جديد. ثم ينتهي الكتاب إلى توقع احتكاكات بين ترمب وأركان المؤسسة (الحاكمة) الأميركية، التي ستوضع على محك الاختبار في المستقبل المنظور.

يبدأ الكتاب فصوله الأولى من واقع المراحل النهائية للحملة الانتخابية التي خاضها المرشح الجمهوري دونالد ترمب، ثم جاءت أقواله وخطاباته ومشاركاته مع سائر المرشحين الجمهوريين، فضلاً عن الأدوار التي أداها في المناظرات السياسية مع المرشحة الديمقراطية المنافسة هيلاري كلينتون – ناهيك عن صداماته مع الصحفيات والسياسيات.

وجاء هذا كله ليشكل في مجموعه طعماً جديداً وإيقاعاً غير مسبوق في تاريخ السباقات على المنصب رقم واحد في الدولة الأميركية، ومنها أصبح دونالد ترمب الرئيس رقم 45 في تاريخ الولايات المتحدة.

ويؤكد مؤلفا هذا الكتاب كيف استطاع «دونالد» أن يكسب جموع العامة من الجماهير الأميركية بفضل الشعار الأثير الذي ظل يعزف على أنغامه مراراً وتكراراً، خلال الحملة الانتخابية. والشعار هو:.. فلنجعل أميركا عظيمة (عظمى) من جديد.

وهنا يعبر المؤلفان عن دهشتهما حين رافقا المرشح دونالد ترمب على متن طائرته الخاصة، ويصفان مشهد هبوط الطائرة في مطار مدينة بتسبرغ التي اختارها المرشح الجمهوري من واقع شهرتها كمركز صناعي شهير، وتضم حشوداً من أفراد الطبقة العاملة الأميركية. وهنا ترصد سطور الكتاب ما طالعه المؤلفان من لافتات، تحمل شعارات زاعقة من قبيل ما يلي:

الهسبانك (ذوو الأصول الإسبانية – اللاتينية) يؤيدون ترمب.

النساء يؤيدن ترمب

الأغلبية الصامتة تقف مع ترمب.

وتحت أشعة شمس الخريف، كانت الطائرة الخاصة تقف في أرضية المطار تجمع في ألوانها بين الأحمر والأبيض والأزرق، بينما يرتسم على جوانبها اسم ترمب مموهاً بالذهب الأصفر اللامع.. وسرعان ما اندفع ترمب إلى ملاقاة هذه الحشود الغفيرة، كما يوضح المؤلفان، وفي قسمات وجهه ما هو أقرب إلى معادن الصخر.. هيئة تنضح بمزيد من الثقة في النفس..وخاطب الجمع:

.. في ظرف يومين ليس إلا.. سنكسب ﺒﻨﺴﻠفانيا، هذه الولاية العظيمة.. وبعدها نسترد البيت الأبيض «هتافات تصّم الآذان». وعندما نفوز سنعيد صناعة الحديد والصلب إلى الولاية، على نحو ما كانت الحال من قبل – سنعيد عمالنا في صناعات الصلب وعمالنا في صناعات التعدين إلى أعمالهم... إلخ«.

وتتوالى فصول الكتاب لتوضح كيف أن ترمب حقق نجاحاته لأنه كان يمضي في طريق الترشيح إلى حيث المكتب الرئاسي البيضاوي، لا يلوي على شيء كما يقولون.

ويشرح مؤلفا الكتاب، أنهما حين التقياه قبيل إصدار الكتاب، أكد لهما أن الاستطلاعات التي تصدر» حينها«، بعيدة كل البعد عن رجل الشارع.. الإنسان العادي..

ووصفها بأنها لا تعدو كونها دليلاً على أن طبقة الصفوة في المجتمع الأميركي، إنما تدور حول نفسها وتعيش في عزلة – استعلائية أحياناً- بعيداً عما تعيشه الجماهير العادية من مشاكل وأزمات. من هنا جاءت العبارات التي وصف بها ترمب الاستطلاعات التي طالما صدرت لصالح فوز المرشحة المنافسة هيلاري. قائلاً: إنهم يكذبون طول الوقت...

ويلاحظ حالياً أن الرئيس الأميركي لا يزال يعزف النغمة نفسها:»أكاذيبهم»، في هجومه على وسائل الإعلام. ويعبر مؤلفا الكتاب عن قناعتهما بأن دونالد ترمب شخصية يصعب كثيراً التنبؤ بمساراتها وأنماط سلوكها في المستقبل.

ترمب الحقيقي صورة إيجابية من أرض الواقع للرئيس الأميركي الجديد

الكتاب: الكشف عن حقيقة ترمب.. رحلة أميركية من الطموح والأنا والمال والسلطة

تأليف: مايكل كرانيش ومارك فيشر

الناشر: مؤسسة سكربنر

الصفحات:

465 صفحة

القطع: المتوسط

Email