الصين وأميركا.. لقاء الضرورة في منتصف الطريق

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يصدر كتاب «لقاء مع الصين في منتصف الطريق.. كيف يمكن نزع الفتيل عن المنافسة الناشئة حالياً بين أميركا والصين؟»، لمؤلفه البروفيسور ليليه غولدشتاين، في مرحلة فاصلة تتمثل أساساً في الوقوف عند مشارف علاقة جديدة وحافلة بالتوقعات بين الرئاسة الجديدة في البيت الأميركي الأبيض، وبين الطرف الصيني:

الرئاسة الحزب والدولة في بكين. ويتعامل الكتاب مع جوانب العلاقة بين الصين والولايات المتحدة من منظور الواقع الذي جعل الطرفين أكبر شريكين تجاريين في العالم، وأيضاً من منظور انعكاس تطور هذه العلاقات على مستقبل قضايا عالمية عديدة..وأبرزهها: انعكاس علاقات الطرفين الأميركي والصيني على الأوضاع في إفريقيا وفي الشرق الأوسط.. وغيرهما من مناطق العالم.

ويبين المؤلف أن الصين تحوز أهمية كبيرة بالنسبة لأميركا، ذلك لأنها أكبر شريك تجاري مع الولايات المتحدة، ولأنها لا تزال تجسد حكاية «العملاق الأصفر» الذي سبق للجنرال الفرنسي بونابرت أن حذر من سطوته إذا ما نهض من سباته الذي طالما غرق في لجّته على مدار قرون طويلة من تاريخ البشر.

كذلك لأنها مرشحة لتشكّل أكبر منافس لأميركا في المرحلة الزمنية القريبة، إن لم نقل الوشيكة. وطبعاً، لكل هذه الأسباب بدأ المراقبون السياسيون يرصدون إرهاصات التغير في إيقاع العلاقات الراهنة والمستقبلية بين واشنطن وبكين.

وقبل أن يضع مخططو السياسة الأميركيون أيديهم على قلوبهم خشية ما قد يقع من تطورات من شأنها أن تؤثر سلباً على العلاقات بين الصين وأميركا، برزت أحداث شهدتها أيام الأسبوع الثاني من فبراير الحالي وما جرى فيها من تطور حصيف، كما يصف الكتاب، متمثلاً في الرسالة التي أعدت في كواليس البيت الأبيض، موقعة من جانب ترامب.

إذ عبر فيها عن تطلعه إلى «علاقات بنّاءة» مع الصين، وفيها أيضاً يوجه الرئيس الأميركي الشكر إلى نظيره الصيني على رسالة التهنئة التي جاءته من بكين، بمناسبة تسلمه منصبه الجديد، وفي المقابل تحوي الرسالة تهنئة للشعب الصيني بمناسبة احتفاله بالسنة القمرية الجديدة.

ويرجح أن هذه النغمة الودّية إنما تأتي على جناح الدعوات المتزنة التي ما برحت تدفع نحو علاقات بناءة بين الطرفين الأميركي والصيني، ومن منطلق الوعي بأن هذا الأمر إنما يصّب في مصلحة الطرفين. وليس بالمستبعد أن يكون مخططو ومستشارو السياسة في البيت الأبيض، استندوا إلى ما ذهب إليه هذا الكتاب المهم الذي أصدرته جامعة جورجتاون في واشنطن، وهو من تأليف البروفيسور ليليه غولدشتاين الأستاذ في الكلية البحرية الأميركية.

وفي العموم، يناقش الكتاب من خلال 12 فصلاً مجموعة مسائل في صلب المسألة، أولاها الجهود الواجب بذلها لمواجهة التصاعد في توتر علاقات أميركا – الصين. ويدعو الكتاب في فصله الرابع، إلى تفعيل وتأكيد مبدأ «الاعتماد المتبادل» وخاصة في ميدان العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.

وحين يتحول إلى قضايا البيئة، فلا يتورع المؤلف عن الاعتراف – في الفصل الخامس – بما تسبب فيه الطرفان الأميركي والصيني من أضرار لا تزال تلحق بالوضع البيئي الكوكبي، وخاصة من زاوية التلوث الذي أدى إلى آفات تغير المناخ.

الكتاب: لقاء مع الصين في منتصف الطريق.. كيف يمكن نزع الفتيل عن المنافسة الناشئة حالياً بين أميركا والصين؟

تأليف: ليليه غولدشتاين

الناشر: جامعة جورجتاون

الصفحات:

400 صفحة

Email