موسوعة لروائع الفكر منذ ما قبل الميلاد وحتى الوقت الحالي

«منارات طريق الحرير» تضيء الأدب الصيني

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الأدب الصيني من الآداب غير الشائعة في العالم العربي، لذا يعد كتاب «منارات الحرير.. الأدب الصيني»، من الكتب الضرورية في الوقت الراهن نظراً لكون الكتاب يتضمن مجموعة من القصص، بالإضافة إلى رؤية تاريخية لمجمل الإنتاج الأدبي الصيني منذ تاريخ قديم، وبالتالي يسد ثغرة هامة يجب ردمها في فراغ الثقافة العربية.

يضم الكتاب 10 قصص قصيرة تقع في حوالي 70 صفحة، وهو بداية يشي بحجم وافر في القصة الواحدة على العكس من حجم القصة القصيرة العربية غالبا.

كما يضم الكتاب قصيدة واحدة «أنا الفهد الأبيض» تقع في حوالي 20 صفحة. وتتسم القصص في الكتاب، بملامح القصة -الحكاية التي تعتمد على السرد المتسلسل المباشر والمحدد الهدف غالبا، ومع ذلك بدت في الكثير منها تتسم بالنزعة النقدية، مع إمكانية التأويل وإصدار الأحكام الخفية التي ربما تتعلق بالمناخ السياسي في الصين.

واشتمل الكتاب على نموذج شعري وحيد، يتمثل في قصيدة واحدة.. مفعمة بالبعد الأيديولوجي، وهي: «أنا الفهد الأبيض» للشاعر جي دي ما جيا.

ولا يخلو الكتاب من منجز ثقافي هام يتعلق بتاريخ الأدب الصيني، ففي مقدمة مطولة عن الأدب الصيني كتبتها د.رشا كمال، بينت مدى أهمية المعلومات التي تهم القارئ عن الأدب الصيني القديم والحديث والمعاصر، والتي يحتويها الكتاب.

ويوضح الكتاب أن أشهر الكتب الصينية القديمة: «كتاب الأغاني»: يضم 305 قصائد تمجد أعمال الحاكم وفيها عرض لبعض الطلبات وملاحم البطولات وأناشيد المراسم. كما أن الشاعر دوفو، هو صاحب مدرسة شعرية صينية قديمة.

وقصائده تجسد وعي القلق على الأوطان وتحفيز مسؤولية المواطن تجاه وطنه، وتعد أشعاره محفزة.. ولها أثرها الكبير في تاريخ تطور الشعر الصيني، من حيث البناء والمعنى.

وأما بشأن الروايات الكلاسيكية، فيوضح الكتاب أنه منها «قصص الممالك الثلاث» التي ألفها لو فوان تشونغ، وهي أول رواية طويلة مؤلفة من 120 فصلا، وتضمنت وصفا تاريخيا للصراعات العسكرية والسياسية التي استمرت 90 سنة.. ويلاحظ القارئ أنها تحكي عن شخصيات حقيقية وأحداث وقعت بالفعل. أما رواية «الحج إلى الغرب» التي تحكي عن رغبة أحدهم الانتقام من الحاكم.

ويرصد الكتاب حراك الأدب الصيني منذ بداية القرن الـ20 إذ انطلقت حركة الطلاب، وأعلنت أن الغزو الاجنبي من امامنا والفساد من خلفنا، ذلك بعد احتلال المانيا لجزء من الاراضي الصينية إبان الحرب العالمية الأولى. وكانت الدعوة إلى تبني القديم.. وشهد الأدب الصيني الكثير من التحولات في المضامين الأدبية واللغوية، بل في علاقة الأدب الصيني بالأدب العالمي.

ويعد لو شون من أهم أدباء الصين الحديثين، حيث تعلم في اليابان الطب ولم يكمل الدراسة، وكان على قناعة بأن الأدب قادر على شفاء الجروح أكثر من الطب. واعتمد شون على إظهار ضعف الفرد تجاه ما يقابله من مشاق.

وبالنسبة للأدب الصيني المعاصر، يفيدنا الكتاب بأنه بعد حرب طويلة تولى ماو الحكم وأمر في 1949 أن يكون الأدب من أجل الحكم وخدمة الدولة، فلما كانت الثورة الثقافية 1966 عمت الفوضى ولم تشتهر الاسماء الأدبية المرموقة المتوقعة. وينقسم الأدب الصيني المعاصر إلى ثلاث مراحل: الأولى مع ماو (1949-1966): الأدب ذات طبيعة سياسية، الثورة الثقافية الكبرى (1966- 1976):

وفيها شاع الادب السري بسبب مخالفته لمبادئ الثورة، المرحلة الجديدة: منذ 1976 وحتى الآن، حيث تنوعت الملامح الصينية: (أدب الجراح- أدب اجترار الذكريات- أدب البحث عن الجذور- أدب السجون- أدب الواقعية الجديدة- الاعمال المترجمة). وفي العموم، يعد الكتاب نافذة هامة على الأدب الصيني.

الكتاب:

منارات طريق الحرير «الأدب الصيني»

إعداد: مجموعة من البحاثة والمترجمين

الناشر: جريدة القاهرة- 2016م

الصفحات:

205 صفحات

القطع: الكبير

Email