قبل فوات الحكاية..

تاريخ القصة القصيرة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤرخ الدكتور نضال الصالح للقصة القصيرة في كتابه «قبل فوات الحكاية»، فيبدأ بسوريا التي ترتد بنشأة القصة القصيرة فيها إلى نهاية القرن التاسع عشر، على يدّ علي خلقي، ونتاج الخمسينيات من القرن الفائت، مثّل قطيعة مع الذي سبقه، فهو يصور الواقع ويغوص على الجوهري فيه، ويتحرر من الوعظ والإرشاد إلى الوعي والتنوير، وإذا كان هذا العقد قبّل مرحلة التأسيس، فإن عقد الستينيات من القرن الـ20 يمثل مرحلة التأصيل لتلك التجربة.

بينما اتسم عقد السبعينيات بوفرة النتاج القصصي، وبلغت القصة القصيرة معه مرحلة عالية من التجريب، وعلى الرغم من أن عدداً من كتاب القصة القصيرة الذين ظهروا في الثمانينيات شكل إضافة جديدة لهذه التجربة، فإنّ معظم نتاج ذلك العقد لم يستطع التحرر من عباءة السبعينيات.

وينتهي المتتبّع لنشأة فن القصة القصيرة في منطقة المغرب العربي ( المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا )، إلى مطابقة تكاد تكون تامّة بين نشأة ذلك الفن ونشأة مثيله في منطقة المشرق العربي، وأوّل مجموعة هي مجموعة «مصطفى الغرباوي» «عواقب الأقدار 1938»، لكاتب مغربي، وفي عقد الأربعينيات ظل وقفاً على مجموعة «ابن جلون، وادي الدماء، 1947».

وتكشفت الخمسينيات عن خمس مجموعات لم تترك أثراً مهماً في الكتابة القصصية المغربية، ويمكن اعتبار مرحلة الستينيات علامة فارقة في حراك التجربة القصصية المغربية.

وثمة ما يشبه الاتفاق بين معظم مؤرخي القصة الكويتية على أن مجموعة «فاضل خلف، أحلام الشباب، 1954» هي أوّل مجموعة قصصية لأديب كويتي. وقدّم عقد السبعينيات من القرن الـ20 البداية الحقيقية للقصّ الفني في الكويت. ومثال على ذلك «ثريا البقصمي وليلى عثمان».

وتابعت القصة القصيرة في الكويت تطورها في سنوات الثمانينيات التي شهدت ظهور أصوات جديدة، من روادها: طالب الرفاعي، وليد الرجيب، عالية شعيب... الخ». ولم يكن عقد التسعينيات أقل أهمية مما سبقه، فقد زخر هذا الأخير بأصوات جديدة مميزة.

ولعل قصة «عيسى منصور» «اليتيم» أوّل نصّ لكاتب قطري، وصدرت في 1960. وشهد عقد الثمانينيات صدور مجموعتين هما: «سبعة أصوات في القصة القطرية الحديثة» 1983، و«بائع الجرائد» لـ «نورة السعد». ويمثّل عقد التسعينيات ما يمكن وصفه بحق مشهداً قصصياً في قطر.

وتعدّ قصة عبد الله صقر «قلوب لا ترحم» أوّل مجموعة قصصية لكاتب إماراتي، ثم ما لبث أن أفصح عن نفسه في مجموعته «الخشبة، 1974» التي تمثل إلى الآن أول مجموعة قصصية إماراتية، ومعظم الإبداعات ظهرت خلال عقد التسعينيات، ومن أبرز روادها : عبد العزيز الشرهان، مريم جمعة فرج، علي عبيد علي.

ويمثل تطور التجربة في مرحلة الثمانينيات أصوات جديدة. ولم يكن عقد التسعينيات أقلّ أهمية إذ قدم إضافات مهمة إلى التجربة أمثال: «شيخة التاجي، ظبية خميس، عائشة الزعابي، فاطمة الهديدي، علي الحميري، نجيبة الرفاعي، نعيمة المرّي».

ثم يقدّم الكاتب نموذجين عن مصر، هما: «حسن البنداري ومحمّد همام فكري ». وثلاثة أصوات من فلسطين: أنور رجا، يوسف جاد الحق، عدنان كنفاني. وأربعة أصوات من الكويت هم: سليمان الشطي، وليد الرجيب، سليمان الخلفي، فاطمة يوسف العلي. وغير ذلك الكثير.

Email