الذهن المتجسِّد وتحديه للفكر الغربي

يتألف كتاب الباحثين جورج لايكوف ومارك جونسون «الفلسفة في الجسد.. الذهن المتجسِّد وتحديه للفكر الغربي»، من أربعة أقسام. الأوَّل: كيف يتحدَّى الذهن المتجسِّد التقليد الفلسفي الغربي. الثاني: العلم المعرفي للأفكار الفلسفية الأساسية؛ الأحداث السببية، الزمن، النفس، الذهن، الأخلاق. الثالث: العلم المعرفي للفلسفة - مما قبل سقراط إلى فلسفة تشومسكي ونظرية الفعل العقلاني.

الرابع: الفلسفة المتجسِّدة. في مقدمته للطبعة العربية يقول مارك جونسون: كتبنا، جورج لايكوف وأنا، الفلسفة في الجسد، وسعينا إلى أن نقدِّم معاً أحد أهم البحوث حول التجسُّد في كتاب واحد، ونبيِّن بذلك أنَّ مقاربة موحَّدة جديدة برزت، وهي مقاربة أعطت مكانة مركزية لأجسادنا في كل ما نجرِّبه ونفهمه ونوصله. لقد أصبح الجسد موضوعاً يحظى بشعبية كبيرة، حتى إنَّه اكتسحَ أغلبَ مجالات الدراسة، بما في ذلك الفلسفة .. فكأنَّنا أفقنا أخيراً وتنبَّهْنا إلى أنَّ أجسادنا هي ما يصلنا بعالمنا وبالآخرين.

فالفلسفة في الجسد تأخذ بالتغيرات في فهمنا للعقل، فهو ليس متحرِّراً من الجسد بل لا بدَّ له من جَسَد، كونه سِمة مُتعالية للكون أو للذهن المتحرِّر من الجسد، بل إنَّه يتشكَّل بصورة حاسمة بخصوصيات أجسادنا البشرية، وبالتفاصيل الاستثنائية للبنية العصبية لأذهاننا، وبمميزات اشتغالنا اليومي في العالم. العقل تطوري. فهو يغيِّر بشكل تام علاقتنا بالكائنات الأخرى، ويُغيِّر تصوُّرنا الذي يقصر العقل على الكائنات البشرية. وبهذا فالعقل ليس جوهراً أو ماهية تفصلنا عن حيوانات أخرى. إنَّه يضعنا على خط متصل معها. ولا وجود لملكة للعقل مستقلة تماماً ومنفصلة وغير مقرونة بقدراتنا الجسدية، مثل الإدراك والحركة.

ويخلص المؤلفان إلى أنَّ الذهن المُجسَّد جزءٌ من الجَسَد الحيّ ويتوقَّف على الجسد في وُجوده.. وخصائص الذهن ليست ذهنية خالصة: إنَّها تتشكَّل بصورة حاسمة بواسطة الجسد والدماغ، وبواسطة إمكانات اشتغال الجسد في الحياة اليومية. وبذلك، فالذهن المُتجسِّد هو من هذا العالم بشكل كبير. جسدُنا لا ينفصل عمَّا سمَّاه ميرلو بونتي جسد العالم، وما يسميه دفيد أبرام العالم الأكثر بشرياً. إنَّ جسدنا يتَّصل حميمياً بما نمشي عليه أو نجلس عليه أو نلمسه أو نتذوقه أو نشمُّه أو نراه أو نتنفَّسه أو نتحرَّك فيه.

الكتاب:

الفلسفة في الجسد/ دراسة

إعداد:

جورج لايكوف ومارك جونسون

ترجمة:

عبدالمجيد جحفة

الناشر:

دار الكتاب الجديد المتحدة – بيروت 2016

الصفحات:

798 صفحة

القطع:

الكبير