التصميم الداخلي لغرف الفنادق.. مبادئ وإرشادات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أن أمضى نحو أربعين عاماً في مهنة هندسة الديكور، يعكف هذه الأيام، مصمم العمارة الداخليّة غازي عرفة، على إصدار سلسلة من الكتب المتعلقة باختصاصه، باكورتها حمل عنوان (مبادئ التصميم الداخلي لغرف الفنادق)، إذ يحيط هذا الكتاب بكل ما يتعلق بالفنادق، بدءاً من أصل تسميتها، مروراً بلوازم غرفها، ونوعيّة الفرش وأعمال الديكور، ومواصفات المواد المستخدمة، وانتهاء بنصائح منظمة الصحة العالميّة حول الفرش، والربط الجمالي لجميع عناصره، وأعمال التزيين، ثم يُعرّف بأجمل عشرة أجنحة نوم في فنادق العالم.

يمهد المؤلف لكتابه بالقول: إن السفر كان وما زال، حلماً طالما داعب خيال الكثيرين منذ الأزل، إما بهدف السياحة، وإما لطلب العلم، أو بهدف العمل والتجارة، والبعض تمناه للاستجمام والتسوق أو للعلاج، والبعض الآخر، طلبه لسبب ديني، ما جعل من السياحة مصدراً أساساً للدخل القومي، في بعض البلدان. وبهدف تأمين إقامة مريحة وممتعة ومفيدة للمسافر، وُجدت الفنادق والنزل، التي كان يُطلق عليها في بلادنا العربيّة في ما مضى (الخانات)، التي كانت توفر للمسافر ودابته، القدر اللازم من الأمان والراحة.

ويضيف المؤلف: كانت الخانات هي البديل الوحيد عن الفنادق، لهذا انتشرت في المدن الكبيرة، وعلى طرقات السفر الطويلة، ثم تحوّل بعضها إلى مراكز لعرض البضائع، وإبرام الصفقات التجاريّة، ووصل عددها في مدينة دمشق وحدها، أيام المماليك، إلى 150 خاناً أشهرها: أسعد باشا، جقمق، الدكة، العصرونيّة، القيشاني، الحرير، الصدرانيّة، وغيرها.

يتألف الخان (بحسب الكتاب)، من طابقين: السفلي وفيه واحد وعشرون مخزناً، أكثرها مزود بمستودعات، وفي القسم الشمالي الغربي منه يوجد مسجد صغير، ينفتح إلى خارج الخان. أما الطابق العلوي فيتألف من أروقة تطل على الباحة، وتحتوي على خمس وأربعين غرفة وجناحاً مخصصاً للخدمات، وجميع الغرف مغطاة بقباب صغيرة، تجعلها في غاية الجمال، الأمر الذي يحيلها إلى كتلة معماريّة وفنيّة رائعة، يمتزج فيها جمال اللون ببراعة الزخرفة والتنسيق.

مصطلح (الفندق) كما يُشير الكتاب، جاء من كلمة (هوتيل) المشتقة من عبارة (هوسبيتال) وهو اصطلاح لاتيني اشتقت منه كلمة (أوسبيت) و(هوسبيت) وكلتاهما تعني الضيف أو النزيل في اللغة الإيطاليّة القديمة، أما كلمة (هوت) المشتقة من (هوتيل) فهي تعني النزيل باللغة الفرنسيّة الحديثة، والفنادق في الأساس، ما هي إلا نُزل خُصصت لاستضافة المسافرين، وقد ظهر النزل للمرة الأولى عندما بنى الرومان نظام الطرق الرومانيّة منذ ألفي عام، وكانت تتمركز في الساحات الكبرى وتُسمى (البيوت العامة) أو (التابرينا)، التي تعني الاستقبال والضيافة، كناية عن أصول الكلمة الفرنسيّة (هوتيل)، أي البيت المدني الذي يتردد عليه العديد من الزوار، ويكون مجهزاً بكل ما يحتاج إليه القاطنون.

أما المساحة المعماريّة الواجب توفرها في غرفة النوم بالفندق، فيجب أن تقوم على ثلاث نقاط رئيسة هي: التصميم الداخلي، الأبعاد الفراغيّة، التوزيع الوظيفي والحركة. وأضيفت أخيراً، نقاط أخرى تتعلق بتوفير حاجات اجتماعيّة للزائر، فإلى جانب المفروشات واختيار مواد الإكساء والألوان، لا بد من تأمين سهولة الحركة للمقيم، وتمكينه من توضيب وتوزيع أغراضه ومتاعه، بطريقة مرنة، مع توفير كل ما يلزم لإقامة مفيدة ومريحة، بمعايير بيئيّة عالية الجودة، ما فرض على الشبكة الإنشائيّة للمباني الفندقيّة، رفع الاهتمام بالتجهيزات الأساسيّة والضروريّة للغرف لأعلى مستوى، والتي تبدأ بسرير النوم، وتنتهي بطاولة الإنارة الجانبيّة، وخزانة حفظ الثياب، وطاولة القهوة والحقائب، والتلفاز، والإنترنت، والهاتف، وأجهزة الإنارة المتعددة المهام والوظائف، إضافة للحمام، وجميع هذه العناصر، يجب أن تُربط بصيغة تصميميّة جماليّة قادرة على إبهار الزبون، ومنحه الإحساس العالي بالراحة والاطمئنان، وهذا هو السر الصغير والبسيط في مبادئ التصميم الداخلي الناجح، الذي يأمل المؤلف، عبر كتبه، إيصاله إلى المهندس المصمم، وطلاب السنوات الأولى لكليتي العمارة والفنون، وبالتالي تعريفهم بآخر ما توصلت إليه الهندسة الداخليّة من ابتكارات وتقانات ولمسات جمالية رائعة.

Email