دبلوماسية ناجحة للدولة تحتكم إلى الحق والعدل والانفتاح

السياسة الخارجية الإماراتية..أدوار عالمية فاعلة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتناول كتاب «دور السياسة الخارجية الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية»، للباحث والدبلوماسي الإماراتي هزاع أحمد المنصوري بالوصف والتحليل، دور السياسة الخارجية الإماراتية في المحافل تجاه القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي، فضلاً عن المبادرات والمساعدات الإنسانية التي تقدمت بها دولة الإمارات إلى الدول النامية في مختلف أرجاء العالم.

مبيناً مدى حيوية ونشاط السياسة الخارجية الإماراتية. كما يوضح أن هذه السياسة الخارجية أكدت أن «دولة الإمارات تعطي أولوية مطلقة لمحيطها الخليجي، على اعتبار أن منطقة الخليج العربي خط الاحتكاك الأول مع العالم الخارجي، الذي يحتوي على أكبر قدر من الفرص والمخاطر التي تواجه الدولة».

ويشدد المنصوري على أن دولة الإمارات العربية المتحدة ترتبط بالعالم الخارجي بكل أشكال الارتباطات وتتفاعل مع دول العالم على كافة المستويات وتقيم علاقات سياسية واقتصادية وثقافية واسعة ومتشعبة مع الدول القريبة والبعيدة، مشيراً إلى أن هذا الارتباط العميق بالعالم الخارجي الذي تحقق لدولة الإمارات يختلف تماماً عما كان عليه الوضع عام 1971.

حيث كانت الإمارات تعيش حالة من الانقطاع النسبي عن العالم الخارجي، الذي جاء بسبب الوجود الاستعماري البريطاني الذي هيمن على شؤون المنطقة لأكثر من 150 عاماً متتالية.

ويرى المنصوري أن دولة الإمارات تولي اهتماماً خاصاً للعالم العربي، وهو اهتمام يوازي اهتمامها بالبيئة الخليجية، ويأتي الاهتمام بالبيئة العربية من منطلق أن العالم العربي هو خط الدفاع السياسي الأول لها، وهو ملاذها الاستراتيجي وحصنها الثقافي الذي تستمد منه هويتها وشخصيتها الحضارية.

كما يلفت المنصوري إلى أن المساعدات والمبادرات الإنسانية التي تقدمها الإمارات إلى الدول النامية في العالم، هي بغض النظر عن التوجهات والانتماءات أو العقائد، وكان دافعها الوحيد هو الدافع الإنساني المؤطر بقيم الدين الإسلامي وتعاليمه «وإلا بماذا تؤثر دولة مدقعة الفقر مثل بوركينافاسو على أهداف السياسة الخارجية الإماراتية؟».

وعلى ضوء تحليله وقراءته لدور السياسية الخارجية الإماراتية ورؤيته للأوضاع المتوترة والمضطربة في منطقة الشرق الأوسط، يضع المنصوري ثلاثة استحقاقات مستقبلية لها. أولاً: استحقاق الأمن القومي الإماراتي في ظل التهديدات الإيرانية للأمن القومي الخليجي والعربي، حيث يبين المؤلف هنا أن دولة الإمارات في حاجة إلى عقيدة عسكرية جديدة تصاغ منها استراتيجية مناسبة مع حجم الأخطار والقدرات العسكرية للدولة ووزنها الجيوبولتيكي.

وهناك ثانياً: استحقاق الاقتصاد القومي، إذ إن الإمارات تعتمد بدرجة كبيرة في اقتصادها على مواردها النفطية التي تشكل المورد الرئيس للدولة، وإذا أخذنا في الاعتبار التهديدات الإيرانية بغلق مضيق هرمز أو حتى تلغيم المضيق نجد أنه لا خيار أو بديل للإمارات عن بناء محطات ضخ مركزية في إمارة الشارقة مع تطوير ميناء الفجيرة من أجل التهيؤ لتصدير النفط من خلاله، بحسب المؤلف، كونه يطل على بحر العرب خارج منطقة الخليج العربي، فهذا المضيق لا يتأثر بغلق مضيق هرمز أو تلغيمه. وأكثر من ذلك يجب تطوير موانئ الفجيرة من أجل تصدير واستيراد البضائع في هذه الإمارة.

ويشير المنصوري في ثالث الاستحقاقات، إلى أهمية تنويع الخيارات لصانع القرار الخارجي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بناء على أسس منهجية ومرتكزات علمية تواكب أحدث النهج المتطورة في المجال.

الكتاب: دور السياسة الخارجية الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية

تأليف: هزاع أحمد المنصوري

الناشر: وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية- 2016

الصفحات:

156 صفحة

القطع: المتوسط

 

Email