16.8 مليون متر مربع أشجار وزهور تزيّن شوارع دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزين 16.8 مليون متر مربع من الأشجار والزهور شوارع دبي وذلك من منطلق حرص بلدية دبي على بناء مدينة سعيدة ومستدامة، وكونها الدائرة الحكومية المسؤولة عن تغطية الإمارة بالمساحات الخضراء والحفاظ عليها وضمان استدامتها، تعمل على تنفيذ السياسات والقوانين والإجراءات ذات العلاقة بتخطيط وتنفيذ مشاريع البستنة والتشجير لزيادة المساحات الخضراء وتطويرها وصيانتها والمحافظة عليها وضمان استدامتها.

وأكد المهندس حسين لوتاه مدير بلدية دبي على أن ما تحقق في هذا المجال يعود الفضل فيه للقيادة الرشيدة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ودعمه الدائم لنا وتوفير الموازنات والموارد لتمكين فرق عملنا بالدائرة بجانب خبرة وجهود والتحدي الموجود لدى العاملين بإدارة الحدائق العامة والزراعة لقهر الصحراء وتحويل مدينة دبي إلى حديقة كبرى حازت إعجاب واحترام الجميع.

استراتيجية

وقال: «نؤكد التزامنا بالعمل من خلال خططنا الاستراتيجية والتشغيلية المعتمدة في مجال نشر الرقعة الخضراء والتي يتم إعدادها بالتنسيق مع شركائنا الاستراتيجيين كهيئة الطرق والمواصلات في الإمارة.

والإدارات ذات العلاقة داخل البلدية إذ أن المساحات الخضراء المزروعة في شوارع وتقاطعات وحدائق المدينة وطرقها الخارجية المحققة تشمل 7.7 ملايين متر مربع من المسطحات الخضراء و 3.4 ملايين متر مربع من مغطيات التربة و 1.6 مليون متر مربع زهور و45 ألف شجرة نخيل بلح و4.1 ملايين شجرة وشجيرة و675 كيلومتراً من الأسوار النباتية.

54 مشروعاً

وأكد المهندس محمد عبد الرحمن العوضي مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي أن الإدارة انتهت من تنفيذ 54 مشروع بستنة وتشجير بنسبة 100 % خلال النصف الأول من العام الجاري تتضمن: زراعة شوارع ودوارات ومساجد وتقاطعات وحدائق ومحميات وطرق خارجية.

كما يجرى العمل لإنجاز تسعة مشاريع تتراوح نسبة إنجازها بين 10 الى 90 % حسب نوع النبات، ويتوقع الانتهاء منها خلال الربع الأخير من العام الجاري، وأضافت هذه المشاريع 145 هكتاراً أي ما يعادل 1450000 متر مربع من المساحات الخضراء حتى نهاية سبتمبر، بالإضافة إلى زراعة 200 هكتار خلال هذا العام.

معايير

وأضاف: «تعمل الإدارة بالتوازن مع النمو السكاني والانتشار العمراني على نشر المساحات الخضراء والمحافظة عليها وفقاً لأفضل المعايير والممارسات العالمية تحقيقاً للأهداف التجميلية والبيئية للإمارة، إذ أن مشاريع البستنة والتشجير تمر بمجموعة من المراحل ابتداء من مرحلة التصميم.

حيث نحرص على أن يتكامل تصميم المناطق الجديدة مع التصميم العام لشوارع المدينة وأن يتضمن العديد من العناصر التجميلية بجانب العنصر النباتي كالحصى، والصخور، والمزهريات، والمجسمات، والنوافير، وبرك المياه، ومن ثم يعتمد التصميم ليحول إلى الجهة المسؤولة عن تصميم وتنفيذ شبكة الري والتنسيق مع المشاتل لتجهيز النباتات المطلوبة وفقا للمواصفات الواردة بالتصميم».

نباتات

وأشار إلى أن إدارة الحدائق العامة والزراعة قامت خلال العامين الماضيين بإدخال العديد من النباتات الجديدة التي زرعت بالدولة لأول مرة كأشجار نخيل الزينة مثل البسماركيا والنخيل الملوكي والكميروبس والسبال وكوبرنيسا وبعض أشجار وشجيرات الزينة كالبوسيدا، الكاسيا ندوزا، السرسوع، الجواكم، لما تتمتع به هذه النباتات من صفات جمالية بالإضافة إلى قدرتها على التأقلم وتحمل الظروف البيئية للدولة.

مشاريع

وفي مجال استخدام نباتات البيئة المحلية في مشاريع الزراعة التجميلية والتشجير بإمارة دبي أكد العوضي التزام البلدية باستخدام نباتات البيئة المحلية في مشاريع التشجير بنسبة 100 % خاصة تشجير الطرق الخارجية، ومواقع المحميات، والغابات، والمناطق الريفية، أما في مجال الزراعة التجميلية في شوارع وتقاطعات المدينة وحدائقها فقد تم تخصيص 10% كحد أدنى من إجمالي النباتات المستخدمة لتكون من نباتات البيئة المحلية نظراً لما تتميز به هذه النباتات من العديد من المميزات فاحتياجاتها المالية قليلة.

وهي قوية النمو وتتحمل الظروف البيئية، ومقاومة للآفات وتتحمل الملوحة المرتفعة، وتكلفة صيانتها منخفضة كما يتميز بعضها ببعض الصفات الجمالية من حيث جمال أزهارها كأشجار الفرفار وشجيرات السنا والعشرق والفجيلة.

بالإضافة إلى قابلية بعضها للقص والتشكيل كالشحص والأراك، والرغل، وقابلية البعض الاخر للزراعة كمغطيات تربة كالسيزفم، والرمث، والظفرة، والخشافة، وحب الريشة، والليبيا، كما أن لهذه النباتات دوراً هاماً في مجال ترشيد نفقات الزراعة والصيانة الزراعية والمحافظة على موارد مياه الري.

جزر حرارية

وتحدث المهندس محمد عبد الرحمن العوضي مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي حول أهمية المساحات الخضراء للمدينة وسكانها، مشيراً الى أن التطور السريع الذي تشهده مدينة دبي من تشييد للأبراج، وإقامة المناطق العمرانية الجديدة، واستحداث وتطوير شبكات الطرق والجسور والمنشآت التجارية والصناعية، وشبكات النقل الجماعي كالمترو والترام، ومواقف السيارات .

والتي نتج عنها جميعا مناطق إسفلتية وكتل خراسانية، ساهمت في تكوين «الجزر الحرارية» نتيجة للمساحات الشاسعة من الأسفلت، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الغبار وأول وثاني أكسيد الكربون بالهواء بالإضافة إلى التلوث البصري،.

إلا أن المساحات الخضراء والأشجار والشجيرات المزروعة أدت إلى تحسين ظروف البيئة والصورة البصرية للمناطق التي يعيش فيها الإنسان بالإضافة إلى توفير فرص الترويح والترفيه والتريض وبصفة عامة تؤدي المساحات الخضراء بما تحتويه من أشجار وشجيرات ومسطحات خضراء وزهور دوراً بيئياً وصحياً واقتصاديا وأمنياً يتضمن:

خفض تأثير الإشعاع الشمسي الضوئي نتيجة قيام الأشجار بامتصاص جزء من الأشعة الضوئية وسطح الأوراق يعكس النسبة الأكبر من الأشعة والجزء البسيط يتخلل الأغصان، وخفض درجات الحرارة نتيجة لقيام تيجان الأشجار بحجب أشعة الشمس وتوفير مساحات كبيرة من الظل مما يقلل درجات الحرارة بمعدل حوالي خمس درجات على الأقل مقارنة بالمناطق غير المزروعة.

وخفض سرعة الرياح حيث إن الأشجار المزروعة كأحزمة خضراء ومصدات للرياح تعمل على خفض سرعة الرياح، وتقلل من فرص إثارة الأتربة وزحف الرمال بفعل تلك الرياح، والمحافظة على التربة من الانجراف ومنع إثارة الأتربة ووقف زحف الرمال لحرم الطرق الخارجية نتيجة للأحزمة الخضراء المزروعة على جوانب الطرق الخارجية كشوارع: دبي العين، والشيخ محمد بن زايد، والإمارات.

كما تعمل على تقليل محتوى الهواء من الأتربة والميكروبات نتيجة لالتصاق الأتربة العالقة بالهواء وما تحتويه من الميكروبات على أوراق الأشجار نتيجة لرطوبتها بالماء الناتج عن عملية النتح بأوراق الأشجار، وزيادة نسبة الأكسجين في الهواء الناتج عن عملية التمثيل الضوئي أو الكلورفيلي للأجزاء الخضراء للنباتات .

والتي تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون في وجود ضوء الشمس لتكون المواد الكربوهيدراتية وتطلق غاز الأكسجين، وقد أكدت الجهات البيئية والمراجع أن كل متر مربع من الأجزاء الخضراء للأشجار تمتص وتخزن خمسة كيلو من الكربون، وخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء نتيجة لامتصاصها بواسطة الأجزاء الخضراء لجميع نباتات المملكة النباتية أثناء عملية التمثيل الضوئي، وتقليل الضوضاء .

حيث إن الأحزمة الخضراء والأشجار والأسوار النباتية تلعب دوراً هاماً في تقليل الضوضاء نتيجة تشتيتها وإخفاء جزء منها من خلال حفيف الأوراق كما أن جذور الأشجار والشجيرات المزروعة بالأحزمة الخضراء تكون عائقاً إمام انتقال الاهتزازات الناتجة عن حركة الشاحنات على الطرق.

وتحسين الحالة النفسية للسكان ومستخدمي الطرق نتيجة للتأثيرات البيئية من خفض للحرارة وارتفاع نسبة الأكسجين في جو المدينة والصورة البصرية الجميلة المبهجة الناتجة عن تفاعل عناصر التجميل النباتية من أشجار ومسطحات خضراء وزهور موسمية يتم تغيير أنواعها وألوانها ثلاث مرات في العام،.

وهو ما يؤدي إلى الشعور بالانتعاش والراحة النفسية ويقلل من إفراز هرمون الأدرنالين في الجسم، وتجميل المدينة الناتج عن تفاعل اللون الأخضر للمسطحات والأشجار مع ألوان الزهور التي تتم زراعتها وفقا لتصاميم تبرز جمالها لرسم لوحة فنية في شوارع المدينة، ورفع قيمة العقارات الموجودة بالمناطق المزروعة والمجاورة للحدائق مقارنة بالمباني والعقارات الموجودة بمناطق غير مزروعة.

والتقليل من أخطار الحريق، بالإضافة الى كون نتائج هذه الزراعة التجميلية ساهمت في جعل الإمارة من اهم المدن الجاذبة للسياحة والاستثمار. وأوضح العوضي أنه نتيجة لتلك الفوائد فإن الإدارة تقدم بعض الخدمات المجانية التي تساهم في مشاركة فئات المجتمع في زيادة الرقعة الخضراء منها:

توفير رزيمات النجيل مجاناً، ومكافحة الآفات الزراعية في الحدائق المنزلية مجاناً، وقطع الأشجار التي تشكل خطورة، وتوزيع النباتات خلال أسبوع التشجير على سكان الإمارة مجاناً، وتوفير النباتات بأسعار التكلفة وفقاً للأمر المحلي 67 الصادر سنة 1992 بشأن تحديد أسعار بيع الأشتال التي تنتجها البلدية، وتقديم الإرشاد الزراعي.

Email