«تنمية المجتمع» استهدفت 31 شخصاً من المراكز وخريجي الجامعات

تدريب «أصحاب الهمم» يمهّد السبيل نحو مهن واعدة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تلعب المسؤولية الاجتماعية دوراً بارزاً في تعزيز التواصل بين كل مؤسسات الدولة والأفراد الذين يحتاجون إلى دعم ما سواء كان مهنياً أو معنوياً أو حتى تأهيلياً، ويأتي في مقدمة هؤلاء أصحاب الهمم، الذين وصلت أعمارهم إلى سن العمل، ولديهم قدراتهم، التي من خلالها يمكنهم ترك أثر إيجابي مجتمعياً، فضلاً عن الاستفادة التي يحصلون عليها نفسياً ومهنياً.

وانطلاقاً من ذلك دشنت وزارة تنمية المجتمع برنامجاً تدريبياً لـ 31 شخصاً من أصحاب الهمم المتنوعة في العديد من الجهات خلال العام الجاري، فيما تم هذا التدريب بالتعاون مع مراكز التنمية بكل الإمارات، وهو مستمر طوال العام، نظراً لأنه يستهدف أصحاب الهمم الخريجين الذين لم يحصلوا على وظائف.

اتجاهات إيجابية

كما يوجد أيضاً برنامج للتدريب الصيفي والذي يستهدف جميع فئات أصحاب الهمم من الفئات الجسدية أو الحسية أو حتى الذهنية ويعمل هذا التدريب على تمكينهم من الاندماج المجتمعي عبر أنشطة هادفة تخدم مجتمعهم وتطور من قدراتهم ومهاراتهم الاجتماعية والشخصية والمهنية، فضلاً عن بناء اتجاهات مجتمعية إيجابية عنهم وفتح المجال لهم للتوظيف من خلال التعاون والشراكة التي تتم مع الفنادق ومختلف الشركات والمؤسسات، التي تقدم فرصاً وظيفية لهم.

من جهتها أوضحت ليلى الزرعوني والدة الشاب حسين عبدالله مصاب بمتلازمة داون، أنها تشعر بسعادة بالغة، خاصة بعد أن اجتاز ابنها الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، الدورات التدريبية التي حصل عليها من دائرة التنمية السياحية في عجمان، بهدف تطوير قدراته، لافتة إلى أنه تلقى تدريبه في أحد الفنادق بالإمارة، على الأعمال الإدارية، وأنه خلال فترة التدريب أثبت مهارة منقطعة النظير في تأدية مهامه، ما جعل المسؤولين في الفندق يعجبون به، ومن ثم صدر قرار تعيين له في قسم الحسابات.

وتابعت أن ابنها تخرج في مركز عجمان لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم منذ 3 سنوات، وأنه خلال هذه الفترة لم يكن يفعل أي شيء ما ترتب عليه أعباء نفسية خاصة أنه شعر بتعطيل قدراته، ولذلك فإن برنامج إدماج أصحاب الهمم في أنشطة المجتمع يعمل على وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والمهنية والاجتماعية، إضافة إلى منع تدهور حالتهم النفسية والجسدية، والإبقاء على تواصلهم مع المجتمع المحيط بهم، وكذلك الانتقال من مرحلة التدريب إلى التوظيف المستقبلي وذلك بعد أن يثبت أصحاب الهمم المتدربون أنفسهم في التدريب، فتتكون انطباعات إيجابية عنهم في سوق العمل ما يفتح المجال لهم بالتوظيف المستقبلي.

وأكدت أن أصحاب الهمم لديهم الكثير من القدرات المكبوتة، والتي تحتاج فرصا ًحقيقية لإطلاقها واستثمارها، حتى تكون هناك نتائج مثمرة سواء لهم، أو للجهات المشغلة لهم، كونها تعتبر جزءاً من المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتقها والتزاماً أخلاقياً تجاه شرائح المجتمع الإماراتي.

جدارة مهنية

من جهته قال عبدالله علي يوسف أحد أصحاب الهمم المتدربين والذي نجح في الحصول على فرصة وظيفية مستدامة في دائرة التنمية السياحية بعجمان، بعد أن تميز في قدراته المهنية خلال فترة التدريب، أنه يبلغ من العمر 20 عاماً وحاصل على الثانوية العامة، وأنه بعد إنهاء دراسته، حاول مراراً الحصول على عمل خلال عامين ونصف العام لكن دون جدوى، لافتاً إلى أنه لجأ إلى وزارة تنمية المجتمع الذين عرضوا عليه أكثر من فرصة، حيث اختار الأفضل له من حيث قربها للسكن.

وتابع أنه بدأ أولى خطواته كونه متدرباً ومن ثم عين كونه متعاوناً في قسم الاستقبال بالدائرة، وخلال فترة وجيزة استطاع أن يحصل على رضا زملائه، ويثبت جدارة مهنية ملفتة، جعلهم يوكلون إليه أعمالاً ومهام أكبر، وصولاً لمرحلة التثبيت في الوظيفة، لافتاً إلى أن حياته اختلفت بشكل كامل، خاصة أنه بدأ يشعر بأهميته وأنه صاحب مسؤولية، وقادر على النجاح في أي مهمة يوكل له بها.

وأفاد أن الدولة لم تقصر يوماً تجاههم، ووفرت برامج تدريبية ودورات مهنية، بهدف صقل مهاراتهم، حتى يمكنهم البدء بحياتهم المستقلة، وأنه يتمنى لو أن يكون لكل مؤسسات المجتمع الخاصة منها بالذات، أن تولي اهتماماً أكبر لهم، وتعطيهم فرصاً حقيقية، ليتمكنوا من إثبات قدراتهم، بعيداً عن نظرات الشفقة والمساعدة، موضحاً أن برامج التدريب الصيفية، أو المستمرة طوال العام التي توفرها وزارة تنمية المجتمع، استطاعت أن تفرز إيجابيات كبيرة ومهمة في تغيير حياة الكثيرين للأفضل.

Email