العناية بالنخيل سر جودة التمور

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أحجام مختلفة، وألوان متباينة، وأسعار منخفضة وأخرى مرتفعة للنوع الواحد، ذلك المشهد الأبرز لدى باعة الثمرة الأشهر في الصيف «الرطب»، والتي قد يدرك فروقاتها المزارعين والآباء ومن كان قريباً من النخلة، ولكن هذه الفروقات خصوصاً في الأسعار بين النوع الواحد تبقى محل استفهام بالنسبة للآخرين الذين لا يعرفون عن الرطب سوى ألوانه.

حجم وجودة

الباحث في أنواع النخيل الدكتور خليفة بن دلموك قال إن أسعار الرطب تختلف في النوع الواحد لأسباب كثيرة منها الحجم والجودة والعناية، فلا يمكن أن تكون أسعار الرطب ذو الحجم الكبير مشابهة للأحجام الصغيرة، مشيراً إلى أن النخلة كلما حصلت على عناية كبيرة كانت جودة ثمارها أكبر.

وأوضح أن الحجم يعتمد على عملية تلقيح النخلة وريها والتخفيف عنها، حيث إن النخلة التي تحصل على المياه كل ثلاثة أو أربعة أيام تكون أحجام ثمارها أكبر من النخلة التي تحصل على المياه كل عشرة أيام، كما أن النخلة التي يتم تلقحيها بصورة كافية تختلف عن التي يتم تلقحيها بكميات أقل، كذلك عملية تقليم النخلة والتخفيف عنها بإزالة السعف الجاف والكرب قبل موسم الثمر أمر أساسي يتحكم في حجم الثمار الذي يميز السعر والطعم.

تخفيف الثمر

وأوضح بن دلموك أن من الأسباب الرئيسية لكبر حبات الرطب هو التخفيف عن النخلة بقص «عذوقها» والتي تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثين «عذقاً»، وهو ما يؤثر على حجم حبات الرطب والتمر، فكلما كانت الأعداد كبيرة قل حجم حباتها، لذلك ينصح دائماً بالتخلص من الأعداد الزائدة بقطعها، وترك ما يقارب 7 عذوق في النخلة الواحدة، وهذا مهم جداً للأصناف المشهورة، إضافة إلى ذلك يفضل قطع ثلاثة سنتيمترات من الجزء العلوي من كل عذق وذلك لكون أحجام الثمر سوف تكون صغيره الحجم ومن الأولى تخفيفها عن النخلة.

وأوضح أن التخفيف من كمية الثمار يكون في مرحلة تلقيح النخلة والتي يعرف محلياً بعملية «التنبيت» أو في فترة «تحدير العذوق» أي إنزالها على عيدان السعف عند كبر حجمها حتى تظهر بصورة جميلة ويسهل الحصول على الرطب وحماية العذق من الكسر، ويرافق عملية التحدير-إنزال العذوق- «شراطة» النخل أي تخليصها من السعف الجاف.

وأوضح الباحث في أنواع النخيل أن أسعار الرطب لا علاقة لها باللون، فهناك أنواع من النخل عرفت بارتفاع أسعارها وخصوصاً التي يجنى ثمارها في وسط موسم الصيف وآخره، ومنها الخلاص والخنيزي والبرحي واللولو والخصاب، حيث يكون الفارق في الكيلو الواحد كبيراً، وهو ما يكون محل استفسار الغير مدركين لأنواع الرطب، لافتاً إلى أن اللولو والبرحي يتشابهان في اللون ولكن يختلفان في الحجم والسعر، وهو أمر طبيعي.

نهاية الموسم

قال الدكتور خليفة بن دلموك إن حرارة الطقس المرتفعة في هذا العام قد تؤثر قليلاً على انتهاء موسم الرطب بصورة أسرع، حيث كان الموسم ينتهي خلال الأعوام السابقة في أواخر أكتوبر وبداية ديسمبر، ولكن في هذا العام من المتوقع أن ينتهي موسم الرطب في الفترة ما بين منتصف أكتوبر وحتى نهايته، وسوف يبقى في السوق كميات قليلة بعد هذه الفترة لأشجار النخيل التي لم تحصل على كميات كافية من اللقاح في وقتها، ولكن من المتوقع أن تكون جودتها وأحجامها أقل من تلك التي تتوفر في وقتها الطبيعي.

Email