تجربة في «ثانوية دبي» تنقل اهتمامات الطلبة إلى الإدارة

«البرلمان الطلابي».. أصوات يافعة تناقش القضايا التعليمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تنفذ حالياً مدرسة ثانوية دبي النموذجية للتعليم الثانوي بنين تجربة فريدة تعد الأولى من نوعها التي تنفذ على صعيد المدارس، وهي تجربة برلمان ديمقراطي بعضوية عدد من الطلاب بهدف توطيد أسس ثقافة الحوار بين الطلبة أنفسهم وبين الطلبة والهيئات الإدارية والتدريسية، وتدعيم مبادئ المشاركة السياسية من خلال إفساح المجال أمام الطلبة للتعبير عن رأيهم في قضايا المدرسة والمجتمع وما يشغل اهتماماتهم، وتوفير إطار لتبادل الرأي والنقاش من خلال المناظرات التربوية في برلمان المدارس وغرس قيم الولاء والانتماء للوطن وتكريس ثقافة وقيم المجتمع، والتشجيع على التعبير العلني عن الأفكار والآراء للطلبة، فضلا عن تنمية مهارات التفكير والفهم واحترام الرأي الآخر، وإذكاء روح المنافسة وإثراء الثروة اللغوية العربية.

ورشة مفتوحة

ودخل دائرة الانتخاب 19 طالبا، من صفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر، وأوضحت أمينة النيادي مديرة المدرسة، أن البرلمان الديمقراطي يختص بممارسة الأدوات البرلمانية ذاتها التي ترتكز على المناقشة العامة، وتعمل المدرسة على تقديم كل أوجه الدعم والمساندة التربوية اللازمة لتعزيز النمو الشخصي والاجتماعي والتعليمي والمهني لجميع الطلبة سواء على المستوى الجماعي أو الفردي من خلال برامج إرشادية مبتكرة ومتميزة بواسطة مرشدين مؤهلين ومتخصصين ومدربين وفق أحدث نظم الإرشاد الطلابي، للمساهمة في إيجاد طلبة متوافقين شخصيًا واجتماعيًا، ومؤهلين أكاديميًا وراغبين في التعلم المستمر، علاوة على أنهم يجب أن يكونوا مهيئين لبيئة العمل المستقبلية، مشاركين بكفاءة في التنمية المستدامة لتحقيق طموحات مجتمعهم في التميز والريادة.

صياغة فكر

ورأت أن ثمة أهمية بالغة للبرلمان كي يتماشى مع طبيعة الأدوار المطلوبة من الطلبة في تحقيق قيم الهوية الوطنية والانتماء والولاء للمجتمع، مضيفة إن بناء فكر الطلبة، وصياغة أدوارهم من خلال منظومة تربوية تتماشى مع طموحات وزارة التربية والتعليم في إعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية والحوار والمشاركة في صنع القرار.

من جهته قال الطالب احمد فيصل الفلامرزي، الذي يدرس في الصف الحادي عشر، إن البرنامج لديه عمل مفيد يصب في مصلحة أقرانه ومدرسته ووضع برنامج انتخابي تمثل في تطوير العلاقة بين الطالب والمدرس ووضع صندوق في ساحة المدرسة يستقبل اقتراحات الطلاب وآخر للتبرعات وتوفير فرص لتعليم الطلاب كيفية تجويد القرآن الكريم وتوفير مكتبة في آخر كل صف دراسي ‏وعمل مسابقة اجمل صف ووضع كاميرات في الممرات.

تطوير المشاريع

وفي السياق ذاته قال الطالب محمد سالم حديد من الصف العاشر متقدم إنه يطمح في برنامجه الانتخابي إلى دعم وتطوير المشاريع الطلابية وتركيب الجدول المدرسي بحيث تكون الحصص العلمية في بداية اليوم الدراسي والاهتمام بالرياضة ومختلف أنواع اكتشاف المواهب من خلال زيارة المتخصصين‏ من مختلف الاتحادات الرياضية والاهتمام بالمبادرة التي تطرحها الدولة كل عام مثلا اختيارها عام الخير خلال العام الجاري ‏والاهتمام بالرحلات العلمية الخارجية والتدريب العملي وإنشاء جمعية خيرية مصغرة وتنمية العمل الخيري لهؤلاء الطلاب وتنمية الحس الوطني لديهم.

‏وقال الطالب عمر بخيت سهيل المقيد بالصف الثاني عشر متقدم انه يسعى من خلال البرنامج إلى تحسين البيئة الدراسية وتطويرها لما فيه مصلحة الطلاب وضع خطة ترفيهية لهم وخلق فرص لتنفيذ رحلة علمية أكاديمية وتحسين أداء الطلاب عن طريق الامتحانات المستمرة ودعوة الشركات ومؤسسات ‏العمل وإنشاء محاضرات توضح للطلبة فرص وظائف المتاحة في سوق العمل.

أدوار اجتماعية

وقال إن هذه التجربة سوف تكسبنا القدرة على القيام بأدوار اجتماعية تتسم بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، وتظهر اهتمام الطلبة بالتعليم بشكل إيجابي، وترفع من دافعيتهم نحو الإنجاز، وإتقان توظيف مهارات التفكير في معالجة المعلومات وفي حل المشكلات الدراسية والمهنية، واستكمال المسار التعليمي قبل الجامعي، والاختيار التعليمي والمهني المبني على أسس علمية.

كذلك تتزايد معدلات اكتساب مهارات القيادة وتحمل المسؤولية واتخاذ القرار والمشاركة في صنعه والتعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر، ويكتسب الطلبة معرفة بمتغيرات سوق العمل وأثرها في تحديد وتخطيط المسار المهني.

تحسين البيئة

‏ قال الطالب عبد العزيز عيسى عبد الله البحري إن برنامجه الانتخابي يتمثل في تخصيص حصة القراءة في المكتبة لتقوية القراءة لدى الطلاب ومحاولة تطوير المقصف المدرسي وزيادة في عدد أنواع ‏الطعام وتحويل العقاب إلى عمل تطوعي كالتنظيف والزراعة.

‏وقال الطالب أحمد محمد حسين عبد الله البحري من الصف الثاني عشر متقدم إن البرنامج الانتخابي لديه يتمثل في تحسين البيئة الدراسية والجو التعليمي للطلاب وتنظيم رحلات علمية وتثقيفية وترفيهية ما يخدم ‏المجال التعليمي وتحسين المرافق المدرسية وتفعيل دور الإذاعة المدرسية وعمل أيام مفتوحة ومشاريع لإظهار إبداعات الطلاب وتنويع الأكلات في المقصف المدرسي ‏بالإضافة إلى تثقيف طلاب الثاني عشر عن الوضع الأكاديمي في سوق العمل في الفترة المقبلة.

ولفت إلى أن هذه التجربة على صعيد مستوى الطلبة، تساهم في إتقانهم المهارات الاجتماعية والشخصية والأكاديمية التي تسهم في تحقيق توافقهم النفسي والاجتماعي والدراسي والمهني.

Email