مرتادو البر يجدون فيها فرصة للتلاقي وتبادل قصص الأولين

الأجواء الباردة تزيد دفء العلاقات الاجتماعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجواء شتوية غلبت على مناخ الإمارات في الأسابيع الماضية، حفّزت المواطنين والمقيمين إلى ارتياد البر والجبال، وأنعشت الرحلات والتخييم خصوصاً في أيام العطلة، ورافقتها تقاليد وممارسات نقلها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منها تحضير الأكلات الشعبية، واجتماع العائلات والأصدقاء حول دفء النار، في صور انعكس فيها التلاحم والتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة.

تفاصيل الماضي

يرى البعض أن الأجواء الباردة والطقوس التي يمارسها البعض تعيد إلى الأذهان بعضاً من تفاصيل الماضي، خصوصاً في أشكال الخيم التي لم يَطلها التغير، والأطعمة الشعبية التي تجهّز فيها أكلات شعبية على غرار اللقيمات والخبيص والهريس والمشروبات كالقهوة والشاي التي يختلف طعمها في الأجواء الباردة.

من جانبه، قال عبد الله عبيد: «إن الأجواء الباردة تحفز الأفراد إلى الخروج إلى البر، والتسامر مع الأصدقاء والأقارب في موضوعات مختلفة، والترفيه عن النفس بركوب الدراجات أو التزلج على الرمال، إضافة إلى قضاء ساعات مع أفراد الأسرة، والحديث معهم عن ذكريات الماضي التي تغيب عن عقول الأطفال»، لافتاً إلى أنه يحرص على استخدام طرائق وأدوات تقليدية في الخيمة التي شيدها لهذه الأجواء، والتي دائماً تثير انتباه الأطفال وأبناء الجيل الحالي.

وأوضح أن الخيمة التي جهزها في مزرعته خصصها لأسرته وأقاربه التي يجتمعون بها بصورة أسبوعية، يكثر فيها تبادل الأفكار ويسودها أجواء الألفة والتعاون في تحضير الطعام والتنظيف والتجهيز، وهو ما يهذب نفوس الأبناء على العمل ومساعدة والديهم ومن يكبرهم سناً، خصوصاً أنه يُمنع في مثل هذه التجمعات الأسرية الاعتماد على الفئات المساعدة.

عبر ودروس

من جانبه، قال محمد سالم إن الأجواء الشتوية لها طقوس استثنائية، تسهم في الترفيه عن النفس، ويمكن استغلال الممارسات التي تتم فيها لتدريب الأطفال وتثقيفهم من نواحٍ عديدة، منها تقديم العبر والدروس لها في زيارة الأرحام والتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة، وتدريبهم على بعض العادات الإماراتية الأصيلة التي خرجت من الخيام وبيوت الطين والسعف، منها تحضير القهوة وواجب الضيافة وطرائق تقديمها، علاوة على تعريفهم بماضي الإنسان الإماراتي، وكيف استطاع أن يبدع من مسكنه البسيط، وكذلك تعريف الجيل الحالي بأهمية الحفاظ على البيئة والمكان الذي يجلسون فيه، والتعامل مع الصعوبات والطوارئ في البر.

وفي السياق ذاته، قال محمد سعيد: «إن الأجواء الباردة تحفز الأفراد إلى الخروج من المنزل والتجول في أماكن مفتوحة بخلاف الأجواء الحارة، كما أنها تزيد العلاقات الاجتماعية متانة، سواء كان من ناحية الجلوس مع الأصدقاء في المخيمات والرمال والأماكن المفتوحة بصورة شبه يومية، أو مع أفراد الأسرة كلما أسعفها الوقت للتجمع»، لافتاً إلى أنه إلى جانب هذا الكم من الإيجابيات، تساعد الأجواء على التعرف إلى المناطق الجميلة التي تعجّ بها إمارات الدولة وتضاريسها المختلفة من سهول وجبال ووديان ورمال، والتي تكون وجهة الشتاء من كل عام، وتكثر فيها الأنشطة الترفيهية».

Email