اجتازت 1420 كيلومتراً في 6 أعوام وقدمت خدمات صحية لـ41 ألف شخص

القافلة الوردية.. فروسية في ميدان الإنسانية

القافلة الوردية تعمل على نشر الوعي بسرطان الثدي وبأهمية الفحص المبكر عنه | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستند مبادرة القافلة الوردية منذ انطلاقها عام 2011 على شقي التوعية والتثقيف التي تعد حجر الزاوية لمكافحة أكثر الأمراض شراسةً في العالم، كما تعمل على حشد الدعم والتأييد لتأسيس أول سجل وطني للسرطان في دولة الإمارات، ساعية بالتعاون مع الجهات الصحية الرسمية والقطاع الخاص للوصول إلى الهدف المنشود، حتى يتسنى الوقوف على نسب الإصابة الحقيقية واتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية خاصة في ظل مؤشرات توضح أن السبب الثالث للوفيات في الدولة تقف وراءها الأمراض السرطانية.

وانطلقت القافلة من جمعية أصدقاء مرضى السرطان، لنشر وتعزيز الوعي بسرطان الثدي، وبأهمية الفحص الدوري والمبكر عنه، وتوفيره مجاناً لفئات المجتمع كافة تماشياً مع استراتيجية الدولة الهادفة إلى ضمان سلامة مواطنيها والمقيمين فيها، ومراعاة الحفاظ على صحتهم البدنية والنفسية كأحد الأسباب الرئيسية لسعادتهم.

أرقام تتكلّم

وتمكنت القافلة الوردية خلال السنوات الماضية من تعزيز وجودها ودورها الصحي الوقائي الذي أحدث أثراً كبيراً أظهرته لغة الأرقام، إذ تمكنت القافلة خلال الست سنوات الماضية من توفير خدمات الفحص المبكر عن سرطان الثدي إلى 41.391 شخصاً، بلغ عدد السيدات فيهم 32.865 سيدة، والرجال 8.526، وبلغ عدد المواطنين 15.054 مواطناً ومواطنة، بينما بلغ عدد المقيمين 26.337 مقيماً ومقيمة، وتم تحويل 11.736 شخص للماموجرام، بينما تم تحويل 1.802 شخص للأشعة الصوتية، لتثبت النتائج النهائية للست سنوات الماضية إصابة 31 سيدة، ورجل واحد، كما قامت القافلة الوردية بتوفير الدعم والعلاج لنحو 30 مريضاً بسرطان الثدي، وبتكلفة تصل إلى 7.5 ملايين درهم.

تصحيح مفاهيم

وبذل القائمون على القافلة جهداً كبيراً في تصحيح المفاهيم المجتمعية المغلوطة التي تدور حول سرطان الثدي، ويلحظ المتابع لمسيرة القافلة الوردية أنها حرصت في السنوات الأولى من المسيرة على تكثيف الحملات التوعوية الرامية إلى تعزيز الوعي المجتمعي بسرطان الثدي، وبأهمية الكشف المبكر عنه، وقد أخذت نتائج هذه الحملات تظهر من خلال الاستجابة لإجراء الفحوصات، فقبل سبع سنوات من الآن كان النقاش حول سرطان الثدي لا يتداول بشكل علني وتعتريه الكثير من المخاوف والخجل، ولكن بفضل دعم القيادة الحكيمة والشركاء والداعمين، وتضافر جهود كافة فئات المجتمع الإماراتي استطاعت القافلة الوردية أن تتجاوز هذا التحدي.

دعم لا محدود

القافلة الوردية التي وضعت أسسها، وخططها بدعم ورعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان تمكنت من تذليل الصعوبات وتعزيز الوعي بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتوعية بمخاطر هذا المرض في مختلف مناطق دولة الإمارات، حيث أسهمت نشاطاتها النوعية في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تدور حول المرض.

مسار الأمل وتستند المبادرة النوعية في الأساس على فكرة العمل التوعوي المباشر، حيث تقوم في كل عام وتحديداً في شهر مارس بتنظيم مسيرة فرسان القافلة الوردية التي تعتبر أبرز أنشطتها وفعالياتها، وتستمر المسيرة لمدة عشرة أيام متتالية، يجوب من خلالها أكثر من 100 فارس وفارسة يمتطون ظهور الخيول إمارات الدولة السبع لتعزيز الوعي بسرطان الثدي وتبديد المخاوف وبث الأمل في نفوس الجميع، تُرافقهم العيادات الطبية المجهزة والمزودة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، لتقدم الفحوصات المجانية لجميع فئات المجتمع رجالاً ونساء مواطنين ومقيمين.

وتشتمل مسيرة القافلة الوردية في كل عام على 4 مسارات رئيسية هي: مسيرة الفرسان، والعيادة المتنقلة، وسفراء القافلة، والفعاليات التوعوية الداعمة لجهودها في نشر الوعي حول مرض سرطان الثدي وضرورة الكشف المبكر عنه، ويرى القائمون على القافلة الوردية أن التوعية بمخاطر سرطان الثدي مسؤولية وطنية ومجتمعية وإنسانية، ويتوجب على كل مؤسسة أو فرد المشاركة في تحمل جزء من هذه المسؤولية.

عيادة متنقلة

نجحت القافلة الوردية في مسيرتها السنوية السادسة التي اختتمت في مارس الماضي، في اجتياز أكثر من 200 كيلو متر عبر الإمارات السبع، لتكون بذلك قد قطعت مسافة 1420 كيلو متراً خلال الستة أعوام الماضية.

وحققت مسيرة فرسان القافلة الوردية 2016 خلال رحلتها واحدة من الإنجازات المهمة في تاريخها، تمثلت في الإعلان عن العيادة المتنقلة «اقربوا اكشفوا»، بالتعاون مع مستشفى الجامعة بالشارقة ومركز جوستاف روسي في علاج الأورام بأوروبا، والجاري العمل على تجهيزها بأحدث المعدات والأجهزة اللازمة لإجراء للكشف المبكر عن سرطان الثدي والفحوصات الأخرى المرتبطة به، على مدار أيام العام، وفي مختلف إمارات ومدن الدولة، بما في ذلك المناطق البعيدة والقليلة السكان.

مسيرة

يشهد العام الجاري انطلاق الدورة السابعة لمسيرة فرسان القافلة، حيث اعتمدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تاريخ انطلاق المسيرة السنوية لفرسان القافلة الوردية لعام 2017، وستكون خلال الفترة ما بين 7-17 مارس، وقد اعتمدت اللجنة العليا المنظمة للقافلة الوردية «سبع سنوات لسبع إمارات» شعاراً لمسيرتها السنوية السابعة.

Email