«البيئة» تطلق أول مشروع عالمياً لمسح المناطق الزراعية بطائرات بدون طيار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن استراتيجيتها لتعزيز استدامة قطاعات البيئة والزراعة والثروة الحيوانية، وتحقيق منظومة التنوع الغذائي، تنفذ وزارة التغير المناخي والبيئة مشروع بحثي لاستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والمسح الجوي للمناطق الزراعية على مستوى الدولة باستخدام الطائرات بدون طيار بهدف رصد بياناتها ومعلوماتها بشكل تفصيلي دقيق.

ويأتي المشروع الذي تم تنفيذ المرحلة التجريبية منه في منطقة وادي العيم بإمارة رأس الخيمة، في إطار تعزيز الاعتماد على الابتكار، وتوظيف أحدث التقنيات العالمية في دعم مسيرة الدولة نحو تحقيق الاستدامة، ولتوفير قاعدة بيانات ومعلومات إحصائية ذات كفاءة ودقة عالية تسهم في دعم اتخاذ القرار ورسم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية.

وتعليقاً على المشروع قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة: "إن الوزارة تستهدف وفق رؤيتها العامة تحقيق ريادة بيئية لتنمية مستدامة، بما يواكب ويساهم في تحقيق مستهدفات رؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071، وعبر استراتيجيتها التي تعمل على تحقيق الاستدامة في القطاعات التابعة لها وأهمها البيئة والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية بما يضمن تحقيق منظومة التنوع الغذائي على مستوى الدولة."

وأضاف معاليه: " مشروع المسح الجوي للمناطق الزراعية عبر تقنيات الطائرات بدون طيار يأتي كخطوة هامة وداعمة لإيجاد قاعدة معلوماتية إحصائية متكاملة تساهم في المقام الأول في دعم عمليات اتخاذ القرار ورسم السياسات والاستراتيجيات المستقبلية، كما تساعد في تطوير منظومة الارشاد الزراعي."

وأشار معاليه إلى أن المشروع سيساهم مستقبلاً في تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد البيئة والموارد التي يتم دعم القطاع الزراعي بها، والتوسع في مفاهيم الزراعة المستدامة عبر توظيف أحدث التقنيات العالمية المتاحة في هذا المجال.

ولفت معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي إلى أن تنفيذ المشروع الذي يعتمد على تقنيات الطائرات بدون طيار في المسح الجوي للقطاع الزراعي سيضع دولة الإمارات بين أفضل خمس دول في العالم من حيث المساحة التي يتم مسحها باستخدام هذه التقنيات، كما ستكون الدولة الأولى عالمياً التي تستخدم هذه التقنية في قياس ومسح العديد من البيانات الإحصائية والتي تصل الى أكثر من22 بيان احصائي.

ويستهدف المشروع حصر أعداد ومساحات المزارع بكافة أنواعها النباتية والحيوانية والمختلطة والتي تؤدي الى ضمان دقة التخطيط لخدمات الارشاد الزراعي للحفاظ على الصحة والتنمية الزراعية والحيوانية، والتعرف على نوعية التربة ومدى صحتها لضمان وفرة الإنتاج ووضع الخطط اللازمة لزيادته، والتعرف على الأمراض والاصابات النباتية بهدف وضع خطط مكافحة الآفات ورسم خطط مستقبلية لمنع حدوثها.

كما يهدف إلى التعرف على أعداد ومساحات الأراضي المزروعة بالأشجار والتي تمثل الزراعات المستدامة أو الزراعات الموسمية مثل الخضار وبعض أنواع الفواكه، والمحاصيل الحقلية المتمثلة في الذرة والقمح والشعير بكافة أنواعها، ما يعطي صورة واضحة عن كميات الانتاج الممكن الحصول عليها لتوفير الدعم والإرشاد الخاص بكل نوع من هذه الأنواع من المنتجات الزراعية وكذلك التخطيط السليم لمكافحة الأمراض والآفات الزراعية التي تصيب هذه الأنواع من المنتجات والتي تمثل ثروة قومية ومنها مكافحة سوسة النخيل.

ويستهدف عبر معرفة الإنتاجية الزراعية رسم خطط مستقبلية لتسويق هذا الإنتاج بما يدعم المزارعين ويزيد من ارباحهم بشكل يشجعهم على مزيد من العمل ويحقق استدامة القطاع.

وتشمل أهداف المشروع التعرف على المساحات المزروعة بمحاصيل الأعلاف والتي تمثل داعم قوي لتنمية الإنتاج الحيواني، وتساعد الوزارة على رسم خطواتها واتخاذ قرارتها بما يخص إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض أنواع الأعلاف وبدء تخفيض الكميات المستوردة من الخارج وتقديم الدعم اللازم لزيادة إنتاجية وفعالية هذه الأعلاف.

والتعرف على أعداد وأنواع البيوت المحمية المبردة وغير المبردة وأماكن تواجدها واضافتها للزيارات الدورية للإرشاد الزراعي، بما يساعد على وضع تقديرات وتوقعات لحجم الإنتاج، وبالتالي يمكن وضع خطط تسويقية فعالة له لدعم صغار المزارعين.
كما يستهدف المشروع التعرف على طرق الري المستخدمة بالمزارع والتي قد تعطي صورة واضحة لكميات المياه المستخدمة في الزراعة، وبالتالي يتم رسم الخطط اللازمة لتوفير مصادر مياه مناسبة لأصحاب المزارع بما يخفف الضغط على المياه الجوفية وتحقيق استدامة منظومة الري.

وخلال الفترة من أغسطس وحتى نهاية 2018 نفذت الوزارة المرحلة التجريبية للمشروع في منطقة وادي العيم بإمارة رأس الخيمة، وتوصلت عبر المسح الجوي عبر الطائرات بدون طيار إلى وجود 16 مزرعة نباتية، و3 مزارع حيوانية و3 مختلطة في المنطقة، كما يبلغ مساحة المحاصيل المؤقتة (الخضار والمحاصيل الحقلية) 19 ألف و200 متر مربع، ومساحة المحاصيل الدائمة (الفاكهة) 80 الف و34 متر مربع، ومساحة الزراعة المحمية 355 متر مربع، وبيتين للزراعة المحمية، وتبلغ المساحات المزروعة أشجار النخيل وأشجار الفاكهة الأخرى 2457 متر مربع، ويصل طول مصدرات الرياح إلى 248 متر، ومساحات الأراضي غير المزروعة 22 الف و355 متر مربع، ومساحة المنشآت (المباني) 8 ألاف و870 متر مربع، ويبلغ عدد آبار المياه 57 بئر، وتتنوع نوعية التربة في المنطقة بين (طمي، ورملية، وصخرية).

ومن المستهدف أن يحقق المشروع عند الانتهاء منه للدولة بشكل عام تعزيزاً قوياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل لموارد الطبيعية، ودعم جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات الزراعية، وفتح أسواق تصديرها للخارج، إضافة إلى تعزيز الدراسات البحثية لقياس تأثيرات التغير المناخي على الإنتاج الزراعي ومنها تقدير حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بهذا القطاع، والتنبؤ بحجم النفايات الزراعية وكيفية معالجتها وتدويرها وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة.

 

إقرأ أيضا:

حصر بيانات المزارع عبر طائرات بدون طيار

كلمات دالة:
  • وزارة التغير المناخي والبيئة،
  • طائرات بدون طيار،
  • مسح الأراضي،
  • دبي
Email