في بيان مشترك بمناسبة زيارة محمد بن زايد باريس بدعوة من إيمانويل ماكرون

الإمارات وفرنسا تجددان الالتزام بالشراكة الاستراتيجية

Ⅶ محمد بن زايد خلال لقائه إيمانويل ماكرون في باريس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جددت دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية التزامهما بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية ورغبتهما في خلق مناخ مزدهر ومستقر ومواصلة المشاورات بينهما في هذا الإطار بشكل وثيق ومنتظم ودائم وذلك في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة عدم استقرار متزايد.

جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدولتان بمناسبة الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لفرنسا يوم الواحد والعشرين من نوفمبر الجاري بدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون.

وأكد الجانبان التزامهما المشترك بالحوار الثقافي واستعدادهما لتعزيز قيم التسامح من خلال التعاون الثقافي والفني والمؤسساتي، وقررا تحقيقاً لهذا الهدف تنظيم «الموسم الفرنسي الإماراتي في العام 2021» احتفالاً بمرور خمسين عاماً «اليوبيل الذهبي» على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال تنظيم سلسلة من الفعاليات في دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا خلال العام نفسه.

حوار

وشددا على أهمية مواصلة تعزيز الشراكة الثنائية في جميع مجالات التعاون وفي هذا الصدد رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا بنتائج الاجتماع العاشر للحوار الاستراتيجي الثنائي الذي عقد في أبوظبي في 18 أبريل الماضي وأكدتا أهمية عقد الاجتماع المقبل «الحادي عشر» في فرنسا في ربيع عام 2019.

وفيما يلي نص البيان:

بدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة رسمية لباريس يوم 21 نوفمبر2018.

وتعد هذه الزيارة التي جاءت بالتوازي مع عام زايد - الاحتفالية التي تخلد ذكرى مرور مئة عام على ميلاد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الأول - دليلاً على قوة العلاقات التاريخية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا.

وناقش صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس إيمانويل ماكرون أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبالتحديد محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف.

خارطة طريق

مكنت هذه الزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا من تقييم مراحل تنفيذ خارطة الطريق المشتركة بين البلدين والتي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في شهر نوفمبر 2017.

وتم خلال الزيارة رسم آفاق مستقبلية جديدة هدفها تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التعليم والفرنكوفونية والثقافة والتراث والاقتصاد والاستثمار والطاقة والبيئة ومكافحة التغير المناخي والفضاء والأمن الإقليمي والسلام والتعاون في مجال الدفاع، ومحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف وداعميه إلى جانب المشاورات السياسية.

التعليم

وفي مجال التعليم والفرنكوفونية رحب الطرفان بتعيين مجلس الأمناء الجديد لجامعة السوربون أبوظبي، كما رحب الطرفان باعتماد خطة استراتيجية جديدة للفترة 2019-2023 والتي تم الاتفاق عليها خلال اجتماع مجلس الأمناء الجديد لجامعة السوربون أبوظبي، الذي عقد في 28 سبتمبر 2018 في أبوظبي بهدف التفعيل الكامل لإمكانيات الجامعة باعتبارها مركزاً تعليمياً مهماً للامتياز في المنطقة.

ورحب الطرفان برفع مستوى عضوية دولة الإمارات العربية المتحدة في المنظمة الدولية للفرنكوفونية من عضو مراقب إلى عضو مشارك بإجماع كل الدول الأعضاء بالمنظمة خلال قمة المنظمة التي عقدت في العاصمة إيرفان يومي 11 و 12 أكتوبر الماضي.

كما رحب الطرفان كذلك بتوقيع الاتفاق الثنائي في أبوظبي سوم 26 يوليو 2018 لإعادة تدريس اللغة الفرنسية في عشر مدارس حكومية في الإمارات كمرحلة أولى، وتسمية خبير فرنسي للتنسيق مع وزارة التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ هذا البرنامج.

أشاد الطرفان بإطلاق أعمال توسيع مبنى المدرسة الثانوية الفرنسية «تيودور مونود» في جزيرة السعديات بأبوظبي، ورحب الطرفان بمشروع إنشاء «راديو فرانكفوني» يهدف إلى تعزيز اللغة الفرنسية والثقافة الفرنكوفونية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشادت فرنسا بقرار دولة الإمارات المساهمة في إعادة ترميم القصر الملكي «فيلار كوتيريه» والذي يعتبر في العام 2022 «مدينة الفركوفونية»، ووقعت «مؤسسات مستشفى باريس» و«المستشفى الأميركي في باريس» اتفاقيات مع هيئة الصحة - أبوظبي لتزويد خدمات طبية للمرضى الإماراتيين في جمهورية فرنسا، ورحبت فرنسا باستضافة أبوظبي الأولمبياد الخاص - الألعاب العالمية في عام 2019 واعتزامها المشاركة بوفد يضم أكثر من مئة شخص رياضي.

والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في متحف اللوفر بالطلبة الإماراتيين الـ 64 الذين يدرسون في فرنسا.

الثقافة

وفي مجال الثقافة والتراث، رحب الطرفان بافتتاح معرض «المدن التاريخية: رحلة افتراضية من تدمر إلى الموصل» في معهد العالم العربي يوم 16 أكتوبر 2018، كما تم الترحيب بالإعلان عن أول المشاريع التي يمولها التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ألف» وهو التحالف الذي أنشأته دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا في 2 ديسمبر 2016 في أبوظبي في مؤتمر «ألف» الأول.

ورحب الطرفان بتعيين فاليريه فريلاند ليكون مديراً تنفيذيا لـ«ألف»، وجددا التزامهما بالمساهمة بمبلغ 30 مليون دولار من قبل جمهورية فرنسا و15 مليون دولار من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ودعيا كل الأطراف المعنية بهذه المبادرة إلى مواصلة مساهمتها في لـ«ألف» وزار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مركز الشيخ زايد في متحف اللوفر .

وفي هذا السياق أشاد الطرفان بالنجاح الذي حققه متحف اللوفر أبوظبي بعد عام من افتتاحه وثمنا التعاون المستمر لوضع برامج المعارض الجديدة المؤقتة وتنسيق عملية إعارات المجموعات الفنية من جمهورية فرنسا.

وأكد الاجتماع الأخير لمجلس إدارة «وكالة متاحف فرنسا» في أبوظبي في 9 نوفمبر الجاري والذي جاء على هامش زيارة وزير الثقافة الفرنسي، فرانك رييستر أهمية هذا التعاون الثنائي.

ورحب الطرفان بتعيين ساندرا لاغومينا رئيساً جديداً لــ«وكالة متاحف فرنسا» ورحب الطرفان بالحوار الإماراتي الفرنسي القائم 2018-2019 الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة الثقافية بين البلدين وفقاً لاتفاق التعاون الثقافي المبرم في أبوظبي في 9 نوفمبر 2017 بين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ووزارة الثقافة بجمهورية فرنسا.

وأشاد الطرفان بالنجاح الذي حققه الأسبوع الثقافي الإماراتي في باريس في 11-14 أكتوبر 2018 ومعرض الفنان الإماراتي عبد القادر الريس الذي نظم في معهد العالم العربي خلال الفترة من 25 سبتمبر إلى 21 أكتوبر الماضيين.

وأكد الجانبان التزامهما المشترك بالحوار الثقافي واستعدادهما لتعزيز قيم التسامح من خلال التعاون الثقافي والفني والمؤسساتي وقررا تحقيقاً لهذا الهدف، تنظيم «الموسم الفرنسي الإماراتي في العام 2021» احتفالاً بمرور خمسين عاماً «اليوبيل الذهبي» لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال تنظيم سلسلة من الفعاليات في دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا خلال عام 2021.

الاستثمار

وفي مجال الاقتصاد والاستثمار، وبعد النجاح الذي حققته المنتدى الاقتصادي الإماراتي الفرنسي الأول والذي عقد في دبي في 9 نوفمبر 2017، على هامش الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدولة الإمارات العربية المتحدة، تم تنظيم المنتدى الاقتصادي الإماراتي الفرنسي الثاني في باريس بتاريخ 17 أكتوبر2018 برئاسة فريديريك سانشيز، رئيس جمعية أرباب العمل الفرنسية .

وماجد سيف الغرير رئيس غرفة وتجارة وصناعة دبي وقد افتتح المنتدى الاقتصادي الإماراتي الفرنسي الثاني معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي وموريس غوردومونتات الأمين العام لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية وقد شارك في المنتدى أكثر من 200 شخصية.

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس إيمانويل ماكرون بنتائج المنتدى الاقتصادي الإماراتي الفرنسي الثاني والنجاح الذي شهده على صعيد تعزيز التبادل بين الشركات الإماراتية والفرنسية، لاسيما الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ووقع خلدون خليفة المبارك الرئيس التنفيذي العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار ونيكولاس دوفورك رئيس شركة Bpifrance اتفاقاً لإنشاء برنامج استثماري مشترك بقيمة 300 مليون يورو مخصصة لرأس المال الاستثماري الفرنسي، ومجال التكنولوجيا، والابتكار الفضائي.

ويقوم الطرفان بدراسة توسيع برنامج الاستثمار المشترك «الصندوق الإماراتي الفرنسي» من خلال 700 مليون يورو إضافية، وهو البرنامج الذي كان قد تم إنشاؤه عام 2014 وتم تخصيص أكثر من 300 مليون يورو لدعم تنمية الشركات الفرنسية التي تملك إمكانيات نمو أكيدة وذلك من خلال استثمارات طويلة المدى في مجالات الصحة، والتعليم، ورعاية كبار السن، والعقارات، والتأمين.

Email