أصحاب الهمم

ناصر البلوشي.. بُعد نظر مسرحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤمن الشاب الإماراتي ناصر محمد البلوشي، 20 عاماً، بأن الطلبة والطالبات الذين فقدوا نور البصر هم أساساً أصحاب قدرات وإمكانات وطاقات، وينبغي دعمهم من كافة الجهات المجتمعية ليتسنى لهم تحقيق ذاتهم، والتمتع بالمسؤوليات والواجبات والحقوق التي يتمتع بها أقرانهم المبصرون. وفي هذا الإطار اندمج البلوشي في مدارس منطقة العين في عام 2005، وعلى الرغم من تخوفه في البداية من عملية الدمج، وكيفية تعامله مع الطلاب المبصرين، إلا أنه تجاوز تخوفه بمساعدة الهيئة الإدارية والتدريسية والطلابية أيضاً، إلى جانب إتقانه للفنون المسرحية.

وهو اليوم طالب في جامعة الإمارات، تخصص القانون ويطمح بأن يكون قاضياً. ويتقن البلوشي استخدام شتى الأجهزة الخاصة بالمكفوفين ومنها الحاسب الآلي الناطق. متمنياً أن تُكثف الجامعات من حجم اهتمامها بالطلاب المكفوفين من خلال تدريب الموظفين في كيفية التعامل معهم، إلى جانب الحرص على تعريفهم بالمرافق الجامعية، والأهم تعريفهم بماهية نظام التسجيل، واليقين بأنهم مكفوفون وبحاجة إلى دعم تام.

ويحرص البلوشي على زيارة مركز العين لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم بين حين وآخر، نظراً لاحتوائه بكل ما يلزم من أدوات وأجهزة حديثة، وكل منها بما يتناسب مع احتياجات الطلاب للتعامل مع محيطهم الخارجي ومساعدتهم على التطور النمائي والتعليمي، وتعيين نخبة من الإخصائيين والتربويين لمساعدتهم على توجيههم وتخطيهم جميع الحواجز النفسية والتعليمية والاجتماعية، ليكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع.

ويعتبر البلوشي فناناً مسرحياً، إذ شارك في أكثر من 10 مسرحيات مجتمعية ترمز أولاً وأخيراً إلى فئة المكفوفين والتأكيد التام على حقهم في التعليم والعمل والمساواة بسائر فئات المجتمع. وتعريف المجتمع بالتحديات التي تواجههم. وليس هذا فحسب، إذ يتمتع البلوشي بكافة المهارات المسرحية التي تؤهله وبنجاح في أداء الأدوار المنوطة إليه لتجسيدها، إذ يسعد حتماً حينما يوصل على خشبة المسرح رسالة مفادها أن أصحاب الهمم هم أساساً أصحاب همة وإرادة، ويسعون إلى تحقيق الإبداع حسب إعاقاتهم المختلفة، والمضي أيضاً في الصفوف الأولى.

فلا يوجد أسمى من تشريفهم باسم أصحاب الهمم الذي يعتبر حافزا لهم يأخذ بأيديهم للانخراط الفعلي في المجتمع، ويمنحهم ثقة لينتجوا ويتميزوا بشكل أكبر فلا يوجد شيء مستحيل.

Email