«عرقوب السديرة» وحّد أبناء الإمارات وأسس دولة عصرية تضاهي العالم المتقدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مؤرخون أن «عرقوب السديرة» كان حجر الأساس الذي وحد الإماراتيين ضد المخاطر، وجاءت نتائجه الإيجابية في بناء دولة الاتحاد دولة عصرية تضاهي دولاً سبقتنا في النشوء والتكوين بسنوات طولية.


وقال علي المطروشي مستشار التراث والتاريخ بدائرة التنمية السياحية في عجمان إن الثامن عشر من فبراير العام 1968 يعد يوماً تاريخياً، يجب ألا يمر يوماً عادياً، لأن ذلك اليوم شهد نواة لقيام دولة وحدوية هدفها حماية الإمارات بعد خروج البريطانيين.

إضافة إلى توفير الحياة الكريمة لأبناء ذلك الشعب الكريم، مبيناً أن مرتفع عرقوب السديرة له أهمية تاريخية كبيرة، شهد لقاء طيباً لشيخين كريمين، هما الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراهما، لقاء حميماً هدفه توحيد الإماراتيين لمجابهة المخاطر التي أحدقت بهم آنذاك.


وأوضح المطروشي أنه منذ ذلك التاريخ ظل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد والمغفور له الشيخ راشد يعملان من أجل الوحدة والتواصل المباشر مع أصحاب السمو حكام الإمارات الأخرى، فقامت الدولة الاتحادية على أكتافهما، فكلاهما بان للنهضة، حيث شهدت أبوظبي ودبي نهضة غير مسبوقة، ثم لحقت الإمارات الأخرى بالركب بدعم قوي وعزيمة لا تلين من سموهما، حتى ازدهرت الإمارات وحرقت المراحل، فأصبحت في مصاف الدول التي يشار إليها بالبنان.

لافتاً إلى أن على الأجيال الحالية أن تستذكر تلك المعاني السامية والنيات الطيبة التي اجتمعت قبل 50 عاماً في خيمتين صحراويتين ببساطة متناهية من أجل إسعاد الشعب الإماراتي وصهره في بوتقة واحدة وكيان واحد يعمل على رفعة الإمارات وازدهارها.

كما أن عرقوب السديرة حقبة تاريخية تؤسس للبدايات ذات الأساس المتين والذي سار على نهجه ودربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأصحاب السمو حكام الإمارات.
مجتمع مثالي


وأشار المطروشي إلى أن هناك تفاعلاً من كافة المواطنين والمقيمين مع المبادرات التي تطلقها الدولة، ومنها «عام زايد» وهي دليل واضح على حبهم العميق لمؤسس وباني نهضة الإمارات، وأن هذا الأمر ليس بغريب على شعب الإمارات المخلص الذي ما زال يتذكر زايد الأب الحنون والعطوف على أبنائه المواطنين، لأن نهجه كان دستوراً في حد ذاته ونموذجاً يحتذى به على مستوى العالم.
صفحة مضيئة
بدوره، قال عبداللطيف الصيادي خبير البحوث والمحاضر في الأرشيف الوطني وزارة شؤون الرئاسة، إن اجتماع عرقوب السديرة صفحة مضيئة في تاريخ دولتنا الحبيبة، حيث سجل الاجتماع جهود المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراهما لتأسيس الاتحاد.


وأضاف: ليس هناك شك في أن اجتماع الشيخ زايد والشيخ راشد رحمهما الله يوم 18 فبراير 1968 في عرقوب السديرة بين دبي وأبوظبي، كان يوماً مشهوداً ليس على مستوى الإمارات السبع أو الإمارات المتصالحة «وقتها» فحسب لكن على مستوى الأمة العربية بكاملها.


وأوضح أن هذا الاجتماع كان اللبنة الأساسية الصلبة التي أرسى على أساسها اتحاد الإمارات، فلم يكن إعلان الاتحاد بين إماراتي دبي وأبوظبي فقط، حيث تم توقيع اتفاقية السميح التي على أساسها قام اتحاد الإمارات، بل كان نموذجاً عربياً قومياً لفكرة الاتحاد.

Email