«الأم والعلوم» تجمع العالم عبر محاكاة ثقافية

جانب من الجناح الهندي | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

«نماذج من العالم» عنوان فعالية نظمتها طالبات الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية في عجمان في مقر الكلية اختارته طالبات مساق إدارة الأسرة لتعزيز المعارف والمفاهيم النظرية التي درسنها .

واكتسبنها من المحاضرات الدراسية بالكلية بهدف تحقيق المخرجات الدراسية للمساقات المختلفة من خلال عرض تجارب أسر لثقافاتها وحضاراتها من ألمانيا، الهند، باكستان، روسيا والفلبين كنماذج عالمية مصغرة للوقوف على عاداتهم الإيجابية لتطبيقها واقعاً ملموساً.

إضافة إلى أنه يصب في رسالة الكلية الجامعية من خلال إعداد الفتاة إعداداً أكاديمياً ومهارياً يمكنها من القيام بدورها بكفاءة عالية كأم ومربية ومتخصصة، تلك الرسالة التي تؤكد الدور الأساسي للمرأة في البناء الأسري وتفعيل البيئة الأسرية وتربية النشء على أسس علمية قويمة، وإكساب المرأة المهارات والمناهج الأساسية لإدارة البيت وتوثيق عرى العلاقة والمحبة بين جميع أفرادها.

احترام الثقافات

قال الدكتور خليفة الشعالي، مدير الكلية، إن الهدف من (نماذج من العالم) توسيع أفق الدارسات بالاطلاع على ثقافات أخرى بإمكانات وتحديات مختلفة ومتنوعة تواجه إدارة الأسرة، وتعزيز روح التفاهم واحترام الثقافات الأخرى بتنوعها واختلافها استجابة لروح التعارف والتسامح.

إضافة إلى تعريف الطالبات بالمؤشرات الدولية الاقتصادية ذات الصلة بمفهوم الموارد الأسرية التي تقيس المستوى المعيشي للأسرة وتساعد في التعرف إلى نمط معيشتها وإمكاناتها وتحدياتها، مبيناً أن الكلية ترى أن المرأة لها دور فاعل متميز في البناء الوطني والنماء الأسري والاجتماعي لذلك يجب أن تعد مهنياً ووظيفياً وتربوياً للقيام بذلك الدور.

وإعطائها الفرصة الكاملة للمساهمة في بناء الأجيال القادمة بما يضمن لهم الاستقرار النفسي وسلامة الجسم والتحصيل العلمي الذي سيساعدهم على اللحاق بالركب العالمي في الصناعة والتقدم التقني وبناء المجتمع الإنساني بعيداً عن التعصب والتزمت والانغلاق على الذات.

تطبيق عملي

بدورها قالت الدكتورة مهيرة أحمد البدوي رئيس الشؤون العلمية والتعليمية بالكلية إن (نماذج من العالم) يأتي، تماشياً مع السياسة التعليمية التي انتهجتها الكلية لتؤكد أهمية التطبيقات العملية لاكتساب المهارات وتعزيز المعارف والمفاهيم النظرية التي تكتسبها الطالبات من المحاضرات وذلك لضمان تحقق المخرجات الدراسية للمساقات المختلفة التي تدرسها الطالبات.

ومن ضمنها مساق الموارد الأسرية الذي يعد احد المساقات الإجبارية في الخطة الدراسية، لأنه يعرف الدارسات بأساسيات علم الإدارة ومفهوم الموارد الأسرية وأسس إدارتها واستغلالها بالشكل الأمثل الذي يحقق رؤية الأسرة وأهدافها ومن ضمنها التطبيقات العملية للمساق.

حيث تطبق الطالبة ما درسته حول مفهوم موارد الأسرة وأنها أكثر من مجرد ممتلكات مالية، بل تشمل جميع الإمكانات البشرية وغير البشرية المتاحة للأسرة، التي تمكنها من تحقيق أهدافها، بما في ذلك منظومة الموروثات والقيم والثقافة المحلية التي تؤثر تأثيراً كبيراً في طريقة إدارتها لمواردها.

وبينت أن الفعالية تهدف إلى تعزيز قيم التسامح ومهارات البحث العلمي لدى الطالبات، حيث يتدربن على جوانب من مهارات وآليات البحث، ومن بينها جمع البيانات الأولية من مصادرها، وتحليلها واستخدامها في سياق البحث، إضافة إلى كتابة التقارير العلمية وتعزيز قيمة العمل الجماعي وروح الفريق، حيث انتظمت الطالبات في 5 فرق عمل، ضم كل فريق من 3- 5 عضوات.

مساحة من الحرية

ولفتت إلى أن كل فريق اختار دولة معينة، ومن ثم وزعت الطالبات الأدوار بينهن لاستيفاء المهمة في الوقت المحدد لها بإعداد وتقديم عرض علمي عن إدارة الموارد الأسرية حول العالم، يشمل عدة محاور، منها التعريف بالدولة ومواردها وبنوع المسكن والتصميم الداخلي له .

والتعريف بنمط معيشة الأسرة وكيفية توزيع الأدوار بين أفراد الأسرة وأبرز مميزات إدارة الأسرة في تلك الدولة والتحديات التي تواجهها وكيفية التعامل معها، مبينة انه تم إعطاء مساحة من الحرية للطالبات في اختيار الدول وطريقة العرض حتى يعبر العرض عن إمكانات الطالبات وقدراتهن ضمن الموارد المتوفرة لهن من جهد ووقت، وليكون التقويم منصفاً لهن خاصة في ظل تفاوت الجهود والقدرات.

معايير

وأضافت مهيرة أنه تم تقييم أداء الطالبات في الفعالية وفق معايير، منها مدى شمول المحاور المحددة في العرض وقيمة المعلومات المعروضة لخدمة المحاور وحداثة المعلومات وجديتها.

بالإضافة إلى العناية بتوثيق المصادر والإبداع في عرض الموضوع، حيث شملت العروض المقدمة دولاً من ألمانيا، الهند، باكستان، روسيا والفلبين وتميزت بالإبداع في طرق الحصول على المعلومات من الأسر في تلك الدول، عن طريق التواصل مع أسرة ألمانية عبر (سكايب).

كما استخدمت مجموعة أخرى استمارات مقابلة لجمع البيانات من اسر فلبينية وهندية، اضافة الى مقابلة مع أسرة احد أساتذة الكلية من باكستان، مبينة ان العروض المقدمة تميزت بإنتاج الطالبات للفيديوهات المصاحبة.

اضافة الى الدبلجة بأصواتهن واضافة الترجمة للفيديوهات المأخوذة من مصادر اعلامية وعلمية على الانترنت، كما شملت الفعالية معرضاً مصاحباً لجميع المجموعات عرضن فيه مجسمات للمساكن في تلك الدول ونماذج من الإنتاج المحلي والصناعات بالإضافة إلى الأطعمة.

تواصل من بعد

من جانبهن، أكدت الطالبات المشاركات في (نماذج من العالم) أنهن استفدن كثيراً من خلال التعرف إلى اختيار نماذج عالمية ودراسة الكيان الأسري فيها من حيث نمط المعيشة ومستواه وأهم مواردها وطبيعة العلاقات بين أفرادها ودور كل فرد فيها.

وأهم التحديات التي تواجهها، إضافة إلى تعزيز العمل بروح الفريق الواحد الذي يسعى كل فرد فيه لسد النقص وإحداث التكامل والوصول إلى نجاح المجموعة التي ينتمي لها، حيث أكدت طالبات مجموعة ألمانيا أنهن استطعن من خلال طالب عربي يعيش هناك أن يجرين مقابلة مباشرة مع أسرة ألمانية عبر سكايب وطرح بعض الأسئلة عليها وعرفن من خلالها الكثير عنهم وعن نمط حياتهم وامكانياتهم.

تربية

أكدت الطالبات أن التجربة مكّنت من فهم طريقة تفكير الأسرة بشكل عام واهمية تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحسنة، ومدى الارتباط والصلة بين الأبناء والآباء وتطلعاتهم بأن يكون أبناؤهم على مستوى عالٍ من الانضباط والشعور بالمسؤولية واحترام الأهل والكبار والابتعاد عن مظاهر الحرية الزائفة التي أتت بها المدنية والتي يتمنون ان يتخلصوا من آثارها ويعودوا لأسس ومبادئ الحياة البسيطة الملتزمة.

Email