أصحاب الهمم

نجاة حسين.. بصيرة حادّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فقدت البصر ولكنها لم تفقد البصيرة، بل تفوقت دراسياً وحصلت على الماجستير في تخصص ربما عجز عنه الملايين من المبصرين في البحوث وإدارة التسويق والاتصال المؤسسي.

ولدت نجاة حسين بنعمة البصر، وعاشت أولى سنوات عمرها بنعمة ودلال الأهل، ولكن شقاوة الأطفال عرضتها للحادث بعد تلقيها ضربة مباشرة على الرأس فقدت النظر في عين واحدة وبعدها تأثرت الأخرى لتتحول إلى كفيفة قبل بلوغها سن الرشد

لم يدخر أهلها مكاناً إلا وذهبوا بها إليه للعلاج على نفقة الدولة، فسافرت بصحبة الأهل إلى الهند ومصر وبريطانيا أجرت خلالها عدة عمليات، ولكن مشيئة الله في النهاية كانت الحكم، وعاشت ولا تزال كفيفة البصر ولكن ببصيرتها تفوقت على الآخرين وحققت ما عجز عنه أقرانها ممن منَّ الله عليهم بكافة النعم.

دورة تأهيلية

قبل التحاق نجاة بالجامعة دخلت في دورة تأهيلية لفاقدي البصر بعد الولادة تابعة لمركز لإعادة تأهيل المكفوفين، وهناك تدربت على استعمال العصا البيضاء، ثم انتقلت إلى معهد المكفوفين لدراسة مواد في الطباعة وغيرها تمهيداً للانتقال إلى جامعة هارفارد شاير، حيث حصلت على بكالوريوس في الرياضات الهندسية.

عملت نجاة فور تخرجها في مجال الأبحاث في كامبردج لمدة عام واحد، لكن حبها وحنينها لتراب الوطن دفعاها للعودة رافضة كل المغريات والعروض، وعملت في هيئة الصحة بدبي، لكنها أصرت على مواصلة دراستها العليا، حتى حصلت على درجة الماجستير في نظرية اتخاذ القرار أيضاً من بريطانيا.

 

Email