مثقفون: أساس متين للارتقاء النوعي بمستويات الحراك الثقافي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد عدد من المسؤولين في ميدان الثقافة، ومجموعة من الكتاب والمثقفين، على أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في «خلوة مستقبل الثقافة»، أمس، تمثل منارات يهتدى بها وأساسا متينا للارتقاء بمجالات العمل الثقافي والفكري في الإمارات، تعزيزاً لمكانة الدولة ومشروعها الحضاري الإنساني العالمي.


بداية، أشاد الكاتب بلال البدور، رئيس مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال خلوة مستقبل الثقافة، أمس.

وتابع: إن هذه التوجيهات تؤكد حرص الدولة على أن تكون الثقافة ليست مجرد ترف، وإنما تبرز كعنصر رئيسي في بناء المجتمع. وأعتقد أن سياسة الدولة التي تنظر إلى المستقبل لتضع خريطة واضحة للثقافة، تؤكد حاجتنا لمثل هذه المبادرات.

وتابع البدور: لو اطلعنا على استراتيجية الإمارات المئوية التي تستهدف أن تكون الدولة الأولى في مجالات عديدة، سنجد أن أي تصور وأي مشاريع لا بد أن تتوافر فيها اعتمادات مالية قادرة على الوفاء باحتياجات الخطة، وميزانية الدولة توفر بعض الاعتمادات للثقافة، ولكن إذا ما قورنت مع ما يصرف على الكثير من برامج الدولة الأخرى، سنكتشف أن الثقافة بحاجة إلى النصيب الأكبر، خاصة إذا تحدثنا عن البنية التحتية الثقافية على مستوى إمارات الدولة، وإذا أردنا تأهيل الكوادر في مختلف المجالات الثقافية، فجميع ذلك بحاجة إلى الدعم والعناية بشكل كبير..

وطبعاً عندما يكون هناك صندوق في الخصوص تشارك فيه الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص، وأفراد المجتمع، سيكون بإمكان الجهة والهيئة المسؤولة عن الثقافة القيام بالعديد من الأنشطة والمبادرات الخاصة وتقديم كافة المستلزمات الخاصة بالثقافة.


زخم وإثراء


وقال سعيد محمد النابودة، المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، إن خلوة مستقبل الثقافة التي نظمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أمس، في متحف اللوفر بأبوظبي، أعطت لثقافتنا المحلية ولغتنا الوطنية الاهتمام الذي تستحقانه، إيماناً من قيادتنا الحكيمة بدورهما الحيوي في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

وتابع: مؤكد أن مخرجات الخلوة التي سعدت بحضورها والمشاركة فيها، ستكتسب الزخم اللازم لترجمتها على أرض الواقع، لا سيما وأنه تم التوصل إليها بعد مناقشة واقع المشهد الثقافي في الدولة، من أجل رسم ملامحه المستقبلية، بما يضمن الحفاظ على هويتنا التي تكسبنا تميزاً بين الأمم، وتفرداً واضح المعالم في ظل التغيرات المتلاحقة التي نعيشها بفعل فضاءات العولمة المفتوحة.


وأضاف النابودة: إن تأسيس «صندوق التنمية الثقافية» وإطلاق «مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية»، يوفران الأدوات المادية للقائمين على هذا القطاع للإعلان عن المبادرات والإجراءات التي تساعد على تحقيق الأهداف المرجوة، وتواكب توجهات الدولة للحراك الثقافي.

وهي تحث الخطى نحو الاستعداد على الوجه الأكمل للاحتفاء بالمئوية الأولى لدولة الإمارات 2071. وقد جاءت هذه الاستراتيجية في عام عزيز على قلوب الإمارات وأهلها، وهو «عام زايد 2018» الذي نحتفي فيه بمرور 100 عام على مولد مؤسس الهوية الوطنية، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وعند النظر في مختلف النتائج التي نتجت عن الخلوة، نجد أنفسنا أمام مشروع جاد، يساعد على إيجاد حاضنات الأعمال الثقافية، وإثراء المحتوى الرقمي باللغة العربية، وتعزيز الثقافة المحلية في المجتمع.


وختم: ستحظى هذه المخرجات بمختلف أشكال الدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، في إطار مساعينا الرامية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية 2021 التي تدعم توجهات الحكومة.
رؤية إماراتية متميزة


وأشار أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إلى أن قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإنشاء»صندوق التنمية الثقافية«، وإطلاق»مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية«، يؤكد الرؤية التي تتبناها الدولة في بناء مشروعها الحضاري على أسس ثقافية متينة ترى في الفعل الإبداعي فعلاً إنسانياً يسهم في بناء الفرد داخل المجتمع، ويرفع من أعمدة النهضة التي تقودها الدولة بكامل مؤسساتها، لافتاً إلى أن هذا القرار يشكل خطوة كبيرة ورافداً حيوياً وجوهرياً لما أسسته الدولة منذ الاتحاد إلى اليوم.

وقال: لـ«خلوة مستقبل الثقافة» الكثير من الدلالات، أهمها أن قيادة الدولة وسلطتها التنفيذية ترى في حوار العقول، وفي تبني الرؤى والأفكار، آلية فعّالة في النهوض بمختلف قطاعات الدولة بما فيها القطاع الثقافي، فأنْ يلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بنخبة من رؤساء المؤسسات والهيئات، والعاملين في الوسط الثقافي للخروج بخلاصات ورؤى في ميدان الثقافة.

فذلك يكشف عن حجم الشراكة والفاعلية التي تُتخذ فيها القرارات البناءة، ويعكس وجهاً من أوجه الثقة التي تنظر فيها القيادة إلى أبناء المجتمع ورموزه وممثلي مؤسساته الثقافية. وبين العامري أن مثل هذا القرارات، ستشكل إضافة نوعية لمجمل الحراك الثقافي في الدولة، وتسهم بصورة جوهرية في تفعيل مبادرات ومشاريع العمل الثقافي بأشكاله كافة.


خطوة مهمة


وقال الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تأسيس صندوق التنمية الثقافية، يعد واحداً من أهم التوصيات التي خرجت بها خلوة مستقبل الثقافة.

واستطرد: «أهمية هذه المبادرة تكمن في إتاحتها المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة في صنع المشهد الثقافي بالدولة، خاصة وأن القطاع الثقافي في الدولة يتمتع بخصوصية بأن جزءاً منه تتولاه الحكومة متمثلة في وزارة الثقافة والدوائر الثقافية في كل إمارة، فيما الجزء الآخر تتولاه بعض المؤسسات الأهلية ذات النفع العام، مثل مؤسسة العويس الثقافية وندوة الثقافة والعلوم في دبي، وبلا شك فإن مساهمة القطاع الخاص في دعم هذا الصندوق تعد خطوة مهمة جداً، لأن الحكومة بتقديري تقوم بدورها على أكمل وجه.


ولفت علي عبيد الهاملي إلى أن المطلوب حالياً هو أن يقوم القطاع الخاص بدوره، كنوع من الخدمة الاجتماعية، مؤكداً أن هذا يعد واحداً من أهم مخرجات الخلوة. كما لفت الهاملي في حديثه إلى تركيز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على ضرورة الاهتمام باللغة العربية.

وأضاف: «هذا الاهتمام نابع من كون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعتبر أن اللغة هي وعاء الفكر والثقافة في الإمارات، وبتقديري أن التركيز على هذا الجانب، هو أمر مهم للغاية، ومن شأنه أن يكفل أن تكون اللغة العربية جزءاً من هذا التطور. وثمن مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام،

إطلاق سموه لمؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية، مؤكداً أن وجود هذا المؤشر سيسهم في الكشف عن مدى مساهمة قطاع الثقافة في مسيرة التنمية الاقتصادية. وذكر أن عقد خلوات للثقافة والإعلام بفارق يوم واحد بينهما، يصب في إطار دعم سياسات الدولة.

وقال: الثقافة والإعلام يكملان بعضهما بعضاً، وما خرجت به خلوة الإعلام من توصيات مهمة بلا شك، تتكامل مع توصيات الخلوة الثقافية، والتي تتزامن أيضاً مع شهر الابتكار، وهو ما يشير إلى أننا نعمل ضمن منظومة محفزة إلى الإبداع.
قيمة رفيعة


أوضح الأديب الدكتور حمد الحمادي، أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتأسيس صندوق التنمية الثقافية، يمثل خطوة واسعة في المجال الثقافي بالدولة. وقال:»إن وجود هذا الصندوق سيكون مفيداً بالنسبة للشباب والأفراد ممن لديهم مبادرات ثقافية وأخرى تتعلق بالفنون.

ولكنها تحتاج إلى الدعم، وأعتقد أن الصندوق سيغطي فجوة واسعة طالما شعرنا بها في الوسط الثقافي. إذ سنستطيع تخطي العقبات التي تحول دون تجسيد وترجمة الأفكار الإبداعية لدى شتى الجهات والأفراد.

 

Email