جهود مضاعفة لجعل الإبداع أسلوب عمل يرتقي بالتنمية والاستدامة

الابتكار في الإمارات.. رؤية بعيدة الأفق للمـنافسة والتفوق بالعمل الحكومي

رؤية محمد بن راشد ومحمد بن زايد للعمل الحكومي رسّخت دعائم الابتكار والإبداع والإنجاز في الإمارات| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرصت القيادة الرشيدة في الدولة على ترسيخ الابتكار ثقافة وأسلوب حياة، ضمن منظومة متكاملة، إذ تعمل حكومة الإمارات من خلال استراتيجيتها الشاملة على تعزيز دور الابتكار كمحرك رئيس للتطوير الحكومي ورافد أساسي للتنمية والنمو الاقتصادي، بالإضافة لتعزيز مكانة وسمعة حكومة دولة الإمارات كمركز ابتكار عالمي. وينطلق اليوم شهر الإمارات للابتكار تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويتضمن 100 فعالية رئيسية ومئات الفعاليات الفرعية في مختلف إمارات الدولة، ويقسم الشهر إلى 4 أسابيع.

وتواكب «البيان» فعاليات شهر الإمارات للابتكار بتغطية متميزة وشاملة وسوف تسلط الضوء على قصص مبتكرين مواطنين بواقع قصة يومية تبرز أهم ابتكاراتهم لتضعها بين أيادي الأجيال لتشكل تجارب هؤلاء المبتكرين نبراساً يضيء شعلة الابتكار أمامهم ليتحول الابتكار في الإمارات إلى ثقافة حياة وأسلوب عمل وميزة تنافسية تعزز استدامة الدولة وتميزها في شتى المجالات.

استراتيجية

وفي أكتوبر 2014 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الاستراتيجية الوطنية للابتكار» والتي تهدف لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات السبع المقبلة، وتتضمن الاستراتيجية التي تعمل ضمن أربعة مسارات متوازية 30 مبادرة وطنية للتنفيذ خلال السنوات الثلاث المقبلة كمرحلة أولى تشمل مجموعة من التشريعات الجديدة ودعم حاضنات الابتكار وبناء القدرات الوطنية المتخصصة ومجموعة محفزات للقطاع الخاص وبناء الشراكات العالمية البحثية وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار وتحفيز الابتكار في 7 قطاعات وطنية رئيسية هي الطاقة المتجددة والنقل والصحة والتعليم والتكنولوجيا والمياه والفضاء.

عام الابتكار

وترجمة لحرص القيادة الرشيدة على تعزيز الابتكار وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أقر مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي، في قلعة الفجيرة إعلان عام 2015 عاماً للابتكار في الدولة، وأصدر المجلس توجيهاته لجميع الجهات الاتحادية بتكثيف الجهود وتعزيز التنسيق، والبدء بمراجعة السياسات الحكومية العامة، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً في هذا المجال، إذ يقول صاحب السمو رئيس الدولة: «إن إعلان عام 2015 عاماً للابتكار، يأتي دعماً لجهود الحكومة الاتحادية، وجمعاً للطاقات الوطنية المخلصة، وتكثيفاً للجهود البحثية المتميزة، وتعزيزاً للجهود المبذولة لصناعة كوادر وطنية تقود مستقبلنا في هذا القطاع نحو مزيد من التقدم والازدهار والابتكار».

وتؤمن القيادة الرشيدة بتعزيز ثقافة التفوق والإبداع والابتكار، وترسيخاً في المنظومة التعليمية لإعداد بناة المستقبل، إذ يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تولي التعليم والمتفوقين فيه أهمية أساسية، باعتبار الكوادر البشرية المتفوقة علمياً قاطرة الإبداع والابتكار والطموح والتطور الحضاري والإنساني.

أسبوع إماراتي

وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أغسطس 2015 عن تخصيص أسبوع إماراتي للابتكار في شهر نوفمبر يبدأ بتاريخ 22 وحتى 28، داعياً كافة الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية للمشاركة، وفتح سموه الباب للجمهور لاقتراح فعاليات الأسبوع من الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لترسيخ الأسبوع كأهم وجهة للابتكار والمبتكرين في المنطقة، إذ يقول سموه: «الابتكار اليوم ليس خياراً بل ضرورة وليس ثقافة عامة بل أسلوب عمل والحكومات والشركات التي لا تجدد ولا تبتكر تفقد تنافسيتها وتحكم على نفسها بالتراجع».

وشكل هذا الأسبوع منصة للجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والشركات الرائدة في القطاع الخاص والجامعات والمؤسسات التعليمية لتنظيم فعالياتها وعرض أبرز ما توصلت إليه وطبقته من ابتكارات في سياق جهود نشر ثقافة الابتكار.

وفي 20 نوفمبر 2016 انطلقت فعاليات النسخة الثانية لأسبوع الابتكار واستمرت لغاية 26 الشهر الجاري، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية ومختلف فئات المجتمع، بهدف تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار، وبناء القدرات ونشر ثقافة الابتكار على مستوى الدولة، وتحفيز الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد على تبني مفهوم الابتكار كأسلوب عمل للتطور المستدام، وإطلاق وتنفيذ مبادرات وأفكار مبتكرة نوعية تخدم المجتمع وتساهم في وضع بصمة في نهضة البلاد، وتكريس الابتكار أسلوب حياة يومية للأفراد وممارسة فعلية لإدارة الشؤون والمهام اليومية.

وبعد نجاح أسبوع الإمارات للابتكار على مدار سنتين في 2015 و2016 تم الإعلان عن امتداد الأسبوع ليكون شهراً كاملاً خلال شهر فبراير 2018 وهو حدث وطني يحتفل بالابتكار في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ويهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار وبناء القدرات ونشر ثقافة الابتكار في الدولة وتحفيز الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد على تبني ممارسات الابتكار، إلى جانب إطلاق وتنفيذ مبادرات وأفكار مبتكرة نوعية. كما أطلقت حكومة الإمارات في عام 2016، مبادرة أفكاري لتشجيع موظفي الجهات الحكومية الاتحادية على تقديم أفكارهم ومشاريعهم المبتكرة.

2014

تأسس مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي عام 2014 لتحفيز ثقافة الابتكار، وتطوير العمل في القطاع الحكومي من خلال منظومة متكاملة، لتعزيز تنافسية حكومة دولة الإمارات بحيث تكون ضمن الحكومات الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم.

وضمن إنجازات المركز: دبلوم الابتكار الذي يُنفذ بالتعاون مع جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وهو الأول من نوعه. كذلك مختبر الابتكار الحكومي وهو عبارة عن مجموعة ورش عمل مبنية على منهجية التوصّل إلى أفكار مبتكرة وواقعيّة للتحديات التي تواجه الجهات الحكوميّة، وتتيح للمشاركين التفكير من منظور الحلول بدلاً من منظور المشاكل، وحوار الابتكار الذي يهدف إلى إحداث تحوّل جذريّ في طريقة عمل القطاع الحكومي، وتعزيز التعاون وتكامل الجهود بين مختلف الجهات الحكوميّة على المستوى الوطني، وتحفيز الابتكار في المحاور الرئيسة للاستراتيجيّة الوطنيّة، والرئيس التنفيذي للابتكار وهو منصب جديد سيكون في كل جهة حكومية اتحادية، وتعتبر حكومة الإمارات الأولى في استحداث منصب الرئيس التنفيذي للابتكار.

2015

تم افتتاح متحف المستقبل في مارس 2015، الذي يركز على قطاع الروبوتات، والذكاء الاصطناعي باعتباره من أهم القطاعات الحيوية المستقبلية التي سيكون لها تأثير مباشر ومحوري في الجوانب الاجتماعية، والاقتصادية للمجتمعات، بما في ذلك الصحة، والتعليم وكافة الجوانب الأخرى المهمة في حياة الناس، ويمثل المتحف أكبر مركز دراسات للتنبؤ بأهم الاتجاهات المستقبلية في المجالات العلمية والتقنية، وسيعمل على تطوير شراكات مع كافة الجهات الحكومية حول العالم لتطوير حلول تقنية للتحديات التي تواجهها، إضافة إلى الإسهام في تطوير مناهج تعليمية حديثة ومبتكرة للطلبة من كافة أنحاء العالم، بالتعاون مع أفضل الجامعات العالمية، ومراكز الأبحاث المتخصصة.

2016

افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مايو 2016، أول مبنى مطبوع ومعد للاستخدام بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم، والذي يشكل المبنى المؤقت لمؤسسة دبي للمستقبل، ويقع في حرم أبراج الإمارات. وتتميز الطباعة ثلاثية الأبعاد بمزاياها التنافسية المرتبطة بالتكلفة المنخفضة، وإمكانية سرعة الإنجاز، وستكون ضمن أهم محاور الاقتصاد المستدام في دولة الإمارات، ويُشكل المبنى نموذجاً عصرياً في تصميمه، وإنجازاً جديداً يضاف لسجل إنجازات دولة الإمارات في تحقيق الأسبقية العالمية ضمن قطاعات استراتيجية مهمة عالمياً.

2

تبلغ قيمة صندوق محمد بن راشد لدعم الابتكار 2 مليار درهم، ويُعتبر إحدى المبادرات الاتحادية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم المشاريع الابتكارية في الدولة، وتعزيز النمو الاقتصادي، ويهدف الصندوق إلى دعم الاستراتيجية الوطنية للابتكار، وتحقيق رؤية الإمارات التنموية، بأن تكون ضمن العشر دول الأولى المبتكرة في العالم بحلول 2021، وتمويل الأفكار الابتكارية التي تحمل إمكانات تجارية، ويضم خبراء في كافة القطاعات لتقييم جدوى الأفكار، ويوفر تسهيلات تمويلية وتنظيمية للمشاريع التي يتم تمويلها، إلى جانب بناء بيئة متكاملة داعمة للابتكار، بالتعاون مع مختلف المؤسسات والجهات المالية والتمويلية في الدولة، مثل: البنوك التجارية، ومؤسسات التمويل الاستثماري، والشركات العائلية، وغيرها.

Email