هدى محمد..عزيمة صلبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يصغي الإنسان لقدراته ويتجاهل الضوضاء التي تحدثها التحديات والعقبات، فإنه حتماً سيلامس طموحاته، وسيجد أن ما صعب عليه في الأمس يمكن تحقيقه بسهولة اليوم، ذلك ما أثبتته هدى محمد أحمد التي ولدت وهي تعاني من إعاقة حسية تمكنت من تجاوز عقباتها النفسية والاجتماعية بفضل الدعم الذي قدمته الدولة لأصحاب الهمم والرعاية الخاصة التي أولتها لهم ليكونوا فاعلين في المجتمع، والدعم اللامحدود الذي حصلت عليه في هيئة الطرق والمواصلات في دبي التي التحقت في العمل بها وأصبحت تشغل وظيفة ضابط أول إدارة استراتيجية وحوكمة التقنيات.

خطت هدى لنفسها طريق التميز منذ نعومة أظفارها، وعلى الرغم من ضعف البصر الحاد الذي تعاني منه إلا أنها لم تتنازل عن حقها في التعليم، حيث انضمت للمدارس الحكومية وعملت على تعلم أبجديات الحروف وتطوير مهاراتها العلمية التي كانت تنصت لها وتشاهدها بمساعدة المنظار الذي كانت تحمله في حقيبتها المدرسية متجاهلة همسات أقرانها فيما بينهم عنها واستفساراتهم الكثيرة عن الآلة التي كانت تستعين بها لمشاهدة المسائل والشروحات العلمية.

كبرت هدى وارتفع سقف طموحاتها، ولم تكتفِ بتميزها الذي حققته في الجانب العلمي وحصولها على علامات مرتفعة في المدرسة، ولم يكن تغيرها لنظرات وقناعات أقرانها لها بقدرات أصحاب الهمم إلا حافزاً لتحقيق المزيد، خصوصاً وأنها اختارت أن تكمل مشوارها الجامعي في تخصص علوم الحاسب الآلي لتثبت أن بصيرة الإنسان هي إرادته وطموحه، وعلى الرغم من تشكيك الكثير من أصدقائها في قدرتها على إكمال دراستها الجامعية إلا أن إصرارها كان هو الرهان لتحقيق ما تصبو إليه.

مضت السنوات وحصلت هدى على درجة البكالوريوس في التخصص ذاته وكسبت رهانها لتثبت مجدداً أنه لا مستحيل أمام العزيمة، وفور تخرجها في عام 2015 حرصت على تتويج مشوارها الدراسي بوظيفة تطبق فيها ما تعلمته، وحينها وجدت الأبواب مشرعة أمامها في هيئة الطرق والمواصلات في دبي التي رحبت بها وقدمت لها كافة الإمكانيات، وبدأت مهمتها كموظف في قسم الاستراتيجية والحوكمة ومن ثم أصبحت ضابط أول إدارة استراتيجية وحوكمة التقنيات.

Email