ضمن تقرير العالم العربي على الإنترنت 2017 لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية

الإرهاب الإلكتروني يتصدر مخاوف استخدامات الإنترنت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد تقرير «العالم العربي على الإنترنت 2017»، الذي أطلقته كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أول مؤسسة أكاديمية بحثية متخصصة في الإدارة الحكومية والسياسات العامة على مستوى الوطن العربي، أن أكثر 5 مخاوف لاستخدام الإنترنت في العالم العربي هي الإرهاب الإلكتروني، والجرائم الإلكترونية، والتسلط عبر الإنترنت، ونشر الأخبار الوهمية، والاستغلال التجاري، فيما أشار التقرير إلى أن رواد الإنترنت في العالم العربي يتزايدون بشكل ملحوظ.

وتناول التقرير التحولات الرقمية والتوجهات الحالية والمستقبلية في استخدام الإنترنت ضمن المجتمعات العربية في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

ويعد التقرير الأول من نوعه من حيث مجالات التركيز والدراسة، حيث يستعرض جاهزية المجتمعات العربية لتبني التقنيات التكنولوجية الحديثة وسلوكيات الاستخدام والاهتمامات المختلفة للأفراد المتعلقة بالتقنيات الرقمية، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والمركبات ذاتية القيادة، والطائرات بدون طيار، والروبوتات.

بالإضافة إلى تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنيات بلوكشين، العملات الرقمية، وإنترنت الأشياء، والأجهزة المتصلة بالإنترنت مثل السيارات وأنظمة المنازل الذكية وغيرها.

تغيرات

وقال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: «التغيرات المتسارعة التي تطرأ على عالمنا بفضل ما توفره تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، يجب أن تشكل حجر الأساس لسياسات المستقبل ومرجعية شاملة في عمليات صنع القرار.

لذا نحرص في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية على تبني منهجية استراتيجية تعتمد على البحث العلمي المستند على الأدلة والمعلومات - تماشياً مع توجهات القيادة الرشيدة - ومشاركة مخزوننا من المعرفة الحكومية والخبرات، لتقديم الدعم اللازم لبناء مجتمع المعرفة وتهيئة جيل من الكفاءات الواعدة القادرة على مواكبة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطويعها لخدمة المستقبل».

وتهدف النسخة الثالثة من التقرير الذي أطلقته الكلية بالتعاون مع بيت دوت كوم بعنوان «عقد التحول الرقمي» في المنطقة العربية إلى دراسة التحول الرقمي في المنطقة العربية على مدى السنوات الخمس الماضية. وتسليط الضوء على مدى توغل الإنترنت.

والهاتف المحمول، والتطبيقات والتقنيات الذكية في حياة الأفراد ووظائف وسائل الإعلام في المنطقة بين 2010-2020، كما يقدم هذا التقرير إسقاطات حول توجهات النمو في هذا المجال بحلول عام 2021، وتستند النتائج إلى مسح إقليمي واسع النطاق لحوالي 20،000 مشارك من 22 دولة عربية.

تحفيز

من جانبه، قال الأستاذ الدكتور رائد عواملة، عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: «بالنظر إلى نتائج التقرير يمكننا ملاحظة الحاجة الملحة إلى تحفيز التعليم وصقل المهارات وتكثيف البحوث واستشراف التطوير وتضمين هذه المجالات في السياسات المستقبلية للدول والاستفادة من الوعي المجتمعي وفرص الاستثمار التي تتيحها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة».

بدوره، قال فادي سالم، كاتب التقرير ومدير قسم البحوث والاستشارات في الكلية: «لدينا في العالم العربي أكثر من 460 مليون جهاز شخصي مرتبط بالإنترنت، مستخدم من قبل 173 مليون فرد، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد هذا النوع من الأجهزة ليصل إلى 890 مليوناً بحلول 2020 في حين سيصل عدد المستخدمين إلى 208 ملايين فرد في المنطقة».

وأضاف: «هذه القاعدة الضخمة من الأشخاص والأشياء المتصلة بالإنترنت ستشكل بنية تحتية متينة لاستقطاب المزيد من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتعزز عمليات التحول الرقمي في العالم العربي ما يستوجب طرح سياسات جديدة تغطي ملامح وتوجهات المستقبل».

ثورة صناعية

ويشير التقرير إلى ارتفاع جاهزية استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في حال توفرها في الأسواق بأسعار مناسبة. فمثلاً، وفقاً للتقرير فإن أكثر من 70% من مستخدمي الإنترنت أبدوا استعدادهم لاستخدام طابعات ذات التقنية ثلاثة الأبعاد.

كما أظهر أكثر من نصف شريحة الأفراد ضمن الاستطلاع قبولهم تبني واستخدام تقنيات متقدمة مثل الروبوتات، الواقع الافتراضي، المركبات ذاتية القيادة، في حين نالت منظومة البلوك تشين والعملات الرقمية المشفرة أعلى مستويات التجاوب، وجاءت الطائرات بدون طيار في أدنى ترتيب مقارنة بغيرها.

وأوضح التقرير أن تطبيقات الدردشة الذكية والمساعد الذكي وهي أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، نالت تجاوباً إيجابياً واسعاً من قبل المستخدمين وخاصة التطبيقات المتعلقة بخدمة العملاء والاستخدامات التجارية، مع وجود بعض التحفظات حول خصوصية وأمان الاستخدام .

بالإضافة إلى تساؤلات حول الجوانب الأخلاقية في تبني هذه التطبيقات فضلاً عن التداعيات الاقتصادية، لتطبيق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة مثلاً.

وقال فادي سالم: «من الواضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تثير أكبر المخاوف بين الناس في المنطقة العربية بحيث إن 59% من مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية يشعرون بالقلق إزاء الذكاء الاصطناعي بشكل عام أو التطبيقات ذات الصلة بأنظمة الذكاء الاصطناعي مثل المركبات ذاتية القيادة مثلاً، ما يؤكد أهمية صياغة سياسات من قبل الحكومات في المنطقة من شأنها تنظيم توظيف هذه التقنيات».

وعلى الرغم من ارتفاع عدد رواد الإنترنت، تتزايد المخاوف بشأن استخدام العملات الرقمية، والجرائم الإلكترونية والاختراقات، وأفاد سالم: «أكثر 5 مخاوف لاستخدام الإنترنت في العالم العربي هي الإرهاب الإلكتروني، والجرائم الإلكترونية، والتسلط عبر الإنترنت، ونشر الأخبار الوهمية، والاستغلال التجاري».

ووفقاً للتقرير فقد تعرض حوالي 75% من مستخدمي الإنترنت لنوع واحد على الأقل من هذه الممارسات خلال العامين الماضيين وهذا يشمل أيضاً الفيروسات، الاحتيال، القرصنة، التحرش، سرقة الهوية، خرق البيانات، الابتزاز وغيرها.

تحديات

ويسلط التقرير الضوء على التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه رواد الإنترنت لا سيما أن 8% من المستخدمين لا يقومون باستخدام تطبيقات الأمن والسلامة وأن واحداً من كل خمسة مستخدمين لم يقم بتحميل تطبيقات المضادة للفيروسات وأن فقط 40% من رواد الشبكة يستخدمون تطبيقات «جدار ناري» عند تصفحهم الإنترنت.

ومع ذلك، فإن بعض البلدان العربية فقط قامت بوضع سياسات واستراتيجيات مستقبلية لاستشراف آليات تطبيق هذه التقنيات والابتكارات.

وقد أفاد الاستطلاع بضرورة توجه الحكومات العربية نحو بناء الاستثمار في رأس المال البشري بما فيهم فئة الأطفال وصقل المهارات في مجال للاقتصاد الرقمي من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات التعليمية والمهنية بالإضافة إلى دعم أنشطة البحوث والتطوير استعداداً لتداعيات الثورة الصناعية الرابعة.

وبالنظر إلى سلوكيات رواد الإنترنت في عمليات الشراء وطلب الخدمات واستخدام تطبيقات المراسلة والدردشة والاتصال الصوتي أو المرئي، يوضح التقرير ازدياد توجه قطاع الإعلام إلى تبنى وسائل الاتصال الحديثة، وتوجه أكثر من 92% من الأفراد إلى التواصل من خلال تطبيقات الهاتف الذكي وأن 97% منهم يستخدمون الإنترنت لتتبع الأخبار بشكل دوري.

ويستعرض التقرير سلوك الأفراد شهرياً في فضاء الإنترنت ويوضح أن 77% من رواد الإنترنت في المنطقة يستخدمون الشبكة لأهداف العمل على أساس شهري، في حين أن 72% آخرين يعتبرون الإنترنت وسيلة للحصول على الموسيقى والفيديو والوسائط المتعددة، و26% منهم لأغراض الألعاب والتسلية، و68% للأنشطة التعليمية، بما في ذلك البحوث والدورات التعليمية على الإنترنت. وكانت التجارة الإلكترونية الأقل انتشاراً في المنطقة.

حيث قام 40% من المشاركين بإجراء أنشطة التسوق عبر الإنترنت بمعدل مرة واحدة على الأقل في الشهر، في حين أن 33% يستخدمون الخدمات الحكومية عبر الإنترنت على أساس شهري. ونوه التقرير باستحسان المستخدمين لتبني الحكومات سياسة البيانات المفتوحة ومشاركة الخدمات وأكد 82% منهم أهمية ذلك.

 7.3 مليارات دولار الإنفاق الشهري على الإنترنت في المنطقة

ارتفع الإنفاق الشهري عبر الإنترنت في المنطقة من 2.7 مليار دولار قبل عامين إلى 7.3 مليارات دولار.

وقال ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي لشركة «بيت.كوم»: «عندما بدأنا العمل في عام 2000، كان استخدام الإنترنت في العالم العربي لا يزال في مراحله الأولى.

ولكننا سرعان ما أدركنا التأثير المدهش على سلوك الأفراد ما شكل لنا فرصة مثالية للاستفادة من نزعة الأفراد في الوصول إلى المعلومات وقضاء احتياجاتهم عبر الإنترنت كالبحث عن عمل، وقمنا بمواءمة خدماتنا لتلبي احتياجات الناس وتجعل حياتهم أفضل من خلال وضع كل الأدوات والمعلومات التي يحتاجونها على اختلاف اهتماماتهم في متناولهم عبر الإنترنت وعلى مدار الساعة».

وتشكل النسخة الثالثة من سلسلة تقارير العالم العربي أونلاين بعنوان «عقد التحول الرقمي» في المنطقة العربية ثمرة التعاون بين فريق البحث في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وبيت دوت كوم Bayt.com بهدف دراسة التحول الرقمي في المنطقة العربية على مدى السنوات الخمس الماضية، تسليط الضوء على مدى توغل الإنترنت.

والهاتف المحمول، والتطبيقات والتقنيات الذكية في حياة الأفراد و وظائف وسائل الإعلام في المنطقة بين 2010-2020. كما يقدم هذا التقرير إسقاطات حول توجهات النمو في هذا المجال بحلول عام 2021. وتستند النتائج إلى مسح إقليمي واسع النطاق لحوالي 20،000 مشارك من 22 دولة عربية.

كما يمكن الاطلاع على التقرير الكامل وتحميله من خلال الموقع الإلكتروني للكلية www.mbrsg.ac.ae وتعتبر كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أول مؤسسة بحثية وتعليمية تركز على الحوكمة والسياسات العامة في العالم العربي، وتقدم مزيجاً من برامج التعليم والتدريب، بالإضافة إلى البحوث والدراسات، من أجل تمكين جيل جديد من قادة المستقبل.

 

 

 

التقرير يسلط الضوء على جاهزية المجتمعات العربية لتبني التقنيات التكنولوجية

تناول التحولات الرقمية والتوجهات الحالية والمستقبلية في استخدام الشبكة

Email