أصحاب الهمم

خلود عبدالكريم.. لا عائق أمام الأحلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاني خلود عبدالكريم ضموراً في المخ من جراء ارتفاع ضغط والدتها أثناء الولادة، ما أدى لإصابتها بنقص الأكسجين وكان نتيجته ضمور في المخ لتصاب بإعاقة عقلية وجسدية وسمعية. ولاحظت والدتها عدم تمكن ابنتها من التحكم برأسها عند جلوسها بعمر أربعة أشهر، فخضعت لتصوير مغناطيسي للمخ الذي كشف عن وجود ضمور في أوتاره ما أثّر على قدرتها السمعية وأوتار الركب في رجلها، حيث لا تستطيع ثنيها.

في عام 2003 وعند بلوغها أربع سنوات خضعت لعملية جراحية في رجلها وتمكنت بعدها من المشي مع جلسات العلاج الطبيعي التي كانت تخضع لها، والتحقت قبلها بمركز التدخل المبكر في إمارة الشارقة وهي في عمر سنتين، وببلوغها الأربع سنوات وبعد انتهاء مرحلة رياض الأطفال انتقلت إلى مركز (أولادنا).

حيث يلتحق أصحاب الهمم بالمراحل الدراسية حسب قدراتهم، فالتعليم لهذه الفئة من الإعاقة الجسدية يركّز على الأمور الذاتية والممارسات اليومية مثل كيفية ارتداء ملابسه بمفرده من دون معاونة الآخرين، وطريقة استخدام بعض المرافق،.

وبعدها ينتقل التعليم إلى القراءة والكتابة والرسم، وخلود في هذا العمر 17 عاماً تعرف كتابة بعض الحروف والأرقام إضافة إلى تمكنها من كتابة اسمها، وترسم بعض الأشكال كالدوائر والمربعات، وهي الآن طالبة في مركز راشد لأصحاب الهمم.

تهوى خلود عبدالكريم تنسيق الأزياء، فقد لاحظت عليها والدتها أنها تحب التسوق وشراء الملابس وتنسيقها، وتحقيقاً لهذه الهواية التي تحبها ورغبة منها أيضاً في تخفيف عبء مصروفاتها للمدارس الخاصة لفئة أصحاب الهمم، إضافة إلى المستلزمات الأخرى التي يحتاجها وضعها الخاص عدا عن سماعة الأذن التي يجب استبدالها كل عام، فهي تعاني من صمم في أذن،.

وأخرى تسمع بها بنسبة 50%، فبدأت بمشروع (شمس) وهو متخصص بالأزياء الخليجية للمرأة وتشارك في المعارض المختلفة، إذ تحرص أمّها على دعمها قدر استطاعتها، وتخصها بالرعاية والاهتمام دون أن تشعرها بأنها مختلفة عن أبنائها الآخرين، وتقول عنها إنها شديدة التعلق بالمدرسة، وإن طرأ ما يستلزم غيابها تلح عليها للذهاب لدراستها وتبدأ بالبكاء حتى تهدأ وتنسى.

Email