مسارات شارعي الاتحاد والوحدة في الشارقة.. من زحام التجاوز إلى أزمة الانتظار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تباينت الآراء حول ما قامت به هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة من فصل حركة المركبات على شارع الاتحاد لمسار القادمين من إمارة دبي باتجاه الشارقة بتخصيصها حارتين جهة اليسار للمتجهين مباشرة إلى شارع الوحدة وتخصيص الحارتين المتبقيتين للراغبين في استخدام الجسر للوصول إلى شارع الخان باتجاه منطقة المجاز أو المناطق الصناعية وذلك بوضع أعمدة بلاستيكية، ففي الوقت الذي اعتبرها مستخدمو الطريق وسيلة للقضاء على ظاهرة التجاوز التي تؤدي إلى خلق حالة من الفوضى في الشارع حمّل آخرون هذا القرار مسؤولية الازدحام الخانق التي باتت سمة الطريق ولم يعد هناك مفر سوى البقاء في هذا الطريق لأكثر من نصف ساعة في مسافة قصيرة لا تحتاج إلى هذا الوقت.

التدخل المروري

من جانبها أعلنت هيئة الطرق أن هذه الخطوة جاءت تطبيقاً لاستراتيجيتها ورفع مستوى درجات السلامة المرورية والحد من الاختناقات المرورية، حيث قامت بفصل حركة المركبات على شارع الاتحاد لمسار القادمين من إمارة دبي باتجاه الشارقة والذي يتكون من 4 حارات، وذلك عن طريق تخصيص الحارتين جهة اليسار للمتجهين مباشرة إلى شارع الوحدة وتخصيص الحارتين المتبقيتين للراغبين في استخدام الجسر للوصول إلى شارع الخان باتجاه منطقة المجاز أو المناطق الصناعية وذلك بوضع أعمدة بلاستيكية تحذيرية لمنع التداخل المروري بطول 1060 متراً قبل ميدان الخلفاء الراشدين.

وسيلة فعالة

المؤيدون لهذه الخطوة وجدوا أنها وسيلة مجدية لدفع السائقين الالتزام بالمسار الذي يسلكونه عوض التجاوزات التي تحدث من أجل تغيير الاتجاه في محاولة منهم للتحايل وتجنب الازدحام في هذا الشارع، كما حركة المرور في هذا الشارع صعبة الحل، لكن الإرادة الحقيقية من قبل الجهات المسؤولة وكذلك مرتادي الطريق يمكن أن يساهموا في حل المعضلة القائمة منذ أكثر من عشر سنوات وتخفيف الحركة المرورية، وبالتالي التخفيف من حدة الازدحام المروري الذي اصبح سمة الشارع حتى بداية منطقة القصيص بالاتجاهين من الشارقة إلى دبي والعكس، حيث اصطلح العديدون على تسمية المنطقة بأنها عنق الزجاجة.

أولوية

وينظر غانم عمر التميمي أن تحديد المسارات في الشارقة أسهم في إجبار مستخدمي الطريق على احترام الأولوية في السير وعدم التجاوز من أجل تفادي الازدحام، لافتاً إلى أنها خطوة تحسب لهيئة الطرق، وقال إن التجاوزات وعدم إعطاء الأولوية في الطريق كلها عوامل تسبب الازدحام والفوضى في الشوارع، كونها تؤثر بشكل مباشر في حركة المرور، وأضاف ان الازدحام اصبح سمة عالمية لا تقتصر على دولة بحد ذاتها ظاهرة عالمية، بسبب زيادة عدد المركبات، مشيرا الى انه ينبغي ان تضع الدولة استخدام وسائل النقل الجماعي كأحد الحلول العملية.

صعوبات

ويجد محمد عبد العظيم عبد الباسط، موظف في شركة سياحية بدبي، صعوبة شديدة ورغم ذلك صعوبة شديدة في الوصول إلى مكان عمله، بسبب الازدحام المروري الذي جعله يقضي اكثر من اربع ساعات في رحلة الذهاب والإياب التي عدها رحلة عذاب يومي يعيشها ما أدت إلى تفكيره جدياً بالسكن بالقرب من عمله وتحمل التكلفة في قيمة السكن، لافتاً الى انه لم يجد وسيلة غير هذه ليتخلص من الكابوس الذي يعيشه، وقال إن تحديد المسارات جاء ليفاقم المشكلة ويزيد من حدة الازدحام.

حلول بديلة

من ناحيته يرى عمر الشامي، مسؤول العلاقات العامة في شركة عقارية أن الحل ليس في إلزام السائقين بمسار معين بل يكمن في سلسة الجسور علاوة على توسعة الشوارع، مؤكداً أن العدد الهائل من المركبات لا يمكن أن يتم استيعابها، وذكر أن دوريات من شرطة الشارقة تقوم بتنظيم حركة السير في تلك المنطقة بصورة يومية وخاصة في ساعات الذروة صباحاً وأثناء عودة الموظفين ظهراً وكذلك في ساعات العودة المسائية، داعياً إلى ضرورة إيجاد حلول مناسبة للتقليل من تلك الاختناقات المرورية في تلك المنطقة.

توتر الزحام

وتقف عباهر عمر التميمي، طبيبة في صف المؤيدين لتحديد المسارات، معتبرة إياه حلاً لمشكلة الازدحام في هذه النقطة تحديداً كونها وسيلة لمن يريد التجاوز، مؤكداً انه يحسب للطرق استقبالها للملاحظات والمقترحات، وهذه الخطوة جاءت من قبلهم بعد دراسة ميدانية لواقع الشارع وتلقي ملاحظات من مرتادي ومستخدمي الطريق، وذكرت أن الوقوف يؤدي إلى التأخير في المواعيد ما يجعل الناس في حالة من الضيق والتوتر ما ينعكس على أدائهم وسلوكهم العام وحتى على نفسياتهم.

لا للمسارات

عاهد عمر التميمي، وهو موظف لا يؤيد تحديد المسارات في الشارقة، معللاً رفضه بأن نتيجتها ستكون فوضى مرورية وازدحاماً فوق ازدحام، وذكر أن الطريق بهذا الشكل يضع مستخدميه في ظروف نفسية صعبة خاصة لمن يرتبطون بمواعيد عمل وجامعات ومدارس، وطالب بإيجاد حلول جذرية لمشكلة الازدحام في الشوارع الحيوية، وذكر أن توسعة الطرق وبناء الجسور والأنفاق سيكون هو الأكثر فائدة وتأثيراً لأن هذه الحلول المطروحة.

الوعي المروري

وذكرت فرح جمال علي أن تعدد الجنسيات يعني سلوكيات مختلفة على الطريق معتقدة أن الحل يكمن في رفع سقف الوعي المروري بين الناس واعتماد منهج دراسي من اجل إنشاء جيل يدرك مخاطر السياقة دون الالتزام بالأنظمة المرورية، مشيرة إلى أن غالبية الحوادث سببها هو الرعونة على الطرقات والاستهتار بالتشريعات.

وقال طه نشاوي إن المسارات التي تم تحديدها أجبرت مستخدمي الطريق على الالتزام بالطريق الذي يسلكونه دون أي تجاوزات مزعجة تظهر حالة فوضى على الطريق، مؤكداً أن احترام الأنظمة هي السبيل لضمان انسيابية الطرق، وقال إن الازدحام المروري يتكرر بشكل يومي وبصورة مستمرة في هذا المكان وهو ما يسبب في معظم الأحيان اختناقات مرورية في أوقات الصباح للذاهبين إلى عملهم في الصباح والعائدين أيضاً، حيث إن مرتادي الطرقات والشوارع يعانون الأمرين جراء ذلك.

ساعات الذروة

من وجهة نظر علاء أبو شعبان أن تحديد المسارات لا يجدي نفعاً فالازدحام ما زال سيد المشهد في المنطقة وذكر أن الفوضى على الطرق وتكدس السيارات باتت تشكل عائقاً كبيراً أمامهم، حيث إن الشخص يستغرق في المنطقة اكثر من نصف ساعة خاصة في ساعات الذروة لعبور الشارع من بدايته إلى نهايته رغم مسافته البسيطة، معتبراً الحل الأمثل هو في بناء الجسور وتوسعة الطرق.

احترام السير

وتؤكد لبنى نجم، طالبة جامعية بأن ما قامت به هيئة الطرق يعد أمراً طيباً لأنه يجبر المخالفين على احترام وجهات السير التي يسيرون فيها، لافتة الى ان التجاوز يؤدي الى إهدار مزيد من الوقت إضافة الى ان عدم تنبه السائق قد يؤدي الى وقوع حوادث نتيجة التجاوزات المفاجئة التي تحدث، وقالت: أعتقد ان الإجراء سيعمل على وقف الهدر في الوقت الضائع على الطرقات خصوصاً للأشخاص قليلي الخبرة بمسالك أخرى بديلة عن هذا المسلك، معتقدة في الوقت نفسه أن هذه الحلول تبدو جيدة لكنها لا تقضي على المشكلة بصورة كاملة وأنه ينبغي للمعنيين في الجهات المختصة إعادة النظر فيما يتعلق بتوسعة العديد من الشوارع وبناء الجسور ؛ لأن السكان في تزايد مستمر وبالتالي فإن لم يتم تدارك هذه المشكلة من الآن فإنها ستصبح أكثر تفاقماً مع المستقبل.

Email