نجم «سهيل» يظهر غداً ويبشر باعتدال الطقس
إطلالة نجم «سهيل» أو النجم اليماني على الجزيرة العربية يوم الرابع والعشرين من شهر أغسطس وبقاؤه متوهجاً في السماء لمدة 52 يوماً، ارتبطت لدى العرب منذ قديم الأزل بتباشير النماء والصيد واعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة.
وكان العرب يتغنون بقدوم نجم سهيل ويقولون «إذا طلع سهيل برد الليل، وخيف السيل، وامتنع القيل، ولأم الفصيل الويل، ورفع الكيل»، ويقولون «الصيف أوله طلوع الثريا، وآخره طلوع سهيل»، وجاء في أشعارهم «جاك الفرج يا منتظر طلة سهيل.. أيام وتذعذع نسيم البراري، وقال الشاعر أبو العلاء المعري: «وسهيل كوجنة الحِب في اللون.. وقلب المحب في الخفقان».
ومع ظهور النجم اليماني تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي خاصة مع مطلع سبتمبر الذي يعد جغرافياً الشهر الأخير من أشهر الصيف خاصة أثناء الليل وخلال النصف الثاني منه، ويبدأ فصل الخريف جغرافياً في نصف الكرة الأرضية الشمالي في 21 سبتمبر من كل عام بتعامد الشمس على خط الاستواء ثم بعد ذلك تتجه ظاهرياً جنوباً نحو مدار الجدي.
ويستمر نجم سهيل متلألئاً في سماء الجزيرة العربية حتى 15 ديسمبر أي مع اقتراب دخول فصل الشتاء جغرافياً يوم 22 من ديسمبر من كل عام، إذ يعد هذا الشهر آخر أشهر الفترة الانتقالية الثانية لفصل الخريف، حيث ينتظر أبناء الجزيرة العربية منذ القدم مطالع نجم سهيل والنظر فيها ومعرفة المنازل التي يستقر فيها، وذلك لارتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، فهم يعرفون من خلالها تحسن الجو وانتهاء فصل الصيف.
وينقسم نجم سهيل إلى أربعة منازل تبدأ «بالطرفة» ومدتها 13 يوماً تبدأ من 24 أغسطس ويكون الجو فيها دافئاً ورطباً في الليل مع ارتفاع درجات الحرارة نهاراً، ثم «الجبهة» والتي أيضاً تمتد لمدة 13 يوماً، وفيها يدخل فصل الخريف تبدأ من 6 سبتمبر، وتزداد الرطوبة ويتشكل الضباب، تليها «الزبرة» وتستمر لمدة 13 يوماً وتبدأ من 20 سبتمبر وفيها يتساوى الليل مع النهار، ثم يأخذ الليل بالزيادة، وأخير موسم «الصرفة» ويبدأ من 3 أكتوبر وسمي بهذا لانصراف الحر تماماً.
مشاهدة
وتسهل مشاهدة نجم سهيل من نصف الكرة الأرضية الجنوبي، أما في النصف الشمالي فيظهر في أواخر الصيف باتجاه الجنوب، وأحسن الفترات لرؤيته وسط فصل الشتاء أما في صحراء الجزيرة العربية تقع ضمن نطاقه فلا يظهر في سمائها باتجاه الجنوب إلا في أواخر شهر أغسطس وبالتحديد في 24 أغسطس.
ويعتبر نجم «سهيل اليماني» ـ كما يطلق عليه العرب لأنه يشير إلى الجنوب ـ من أكثر النجوم التي يحرص العرب وغيرهم على متابعته وعلى وجه الخصوص فهو دليل المسافرين في الصحراء وهادي البحارة والصيادين في الليالي المظلمة.
310
يبعد نجم سهيل عن الأرض بحوالي 310 سنوات ضوئية، وتعرف السنة الضوئية على أنها المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة، وتبلغ سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية وبهذه السرعة فإن الضوء يقطع 18 مليون كيلومتر في الدقيقة الضوئية، وتبلغ المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة 9.461 تريليونات كيلومتر، أي أن من يريد الوصول إلى نجم «سهيل افتراضاً» سيقطع 2 تريليار و932 تريليوناً و9 مليارات كيلومتر.
