أطباء يُفرطون في صرف أدوية مخدرة للمرضى بحسن نية

60 % نسبة التعافي من الإدمان في مركز إرادة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور محمد حسن فائق المدير التنفيذي لمركز «إرادة للعلاج والتأهيل» في دبي بأن نسبة التعافي من الإدمان في المركز للمدمنين السابقين بلغت 60%، في فترة علاج لا تقل عن 6 أشهر، مشيراً إلى أن الأمر يختلف من مريض لآخر، بالنسبة لفترة الإدمان ونوع المخدرات وما إذا كان أقلع سابقاً وعاد مرة أخرى، إلى جانب استعداد المريض نفسه للتعافي وعمره وعوامل اجتماعية أخرى مثل مدى تفهم الأسرة لوضع المدمن ورايته بالطريقة المثلي، مؤكدا أن المركز بصدد توقيع اتفاقية مع منظمة كارون الأميركية لعلاج الإدمان.

وكشف الدكتور محمد فائق أن بعض الأطباء يفرطون في صرف أدوية مخدرة في بعض الأمراض بحسن نية وهو ما يؤثر سلباً في المريض، مطالباً بترشيد صرف هذه الأدوية عبر حملات توعوية ودورات تدريبية من الجهات المختصة في الدولة، منوهاً بأن المركز يعالج إدمان الكحوليات كونه يستقبل كافة الجنسيات ويعالج كافة أنواع الإدمان جعل الإعداد المسجلة فوق المتوقع، وبناء عليه سيتم العمل على خطة توسعة خلال الأشهر المقبلة.

وقال الدكتور فائق لـ «البيان»:إن المركز بصدد إطلاق مركز للأبحاث والدراسات المتخصصة في علاج وتأهيل المدمنين يضم لأول مرة في المنطقة تخصص العلاج الكهرومغناطيسي، ويسعى لأن يكون أكبر مركز متخصص في المنطقة في العلاج والتأهيل وإعادة التأهيل وفقاً للمعايير الدولية وعبر التواصل مع الجهات المختصة داخل وخارج الدولة منها المكتب الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، منوهاً بأن المركز يضم فرقاً متخصصة في علاج الإدمان منها الفريق الطبي والتأهيلي والرياضي والإداري، وسيعمل خلال المرحلة المقبلة على خطة توسعة شاملة وسيكون نموذج في المنطقة لأحدث المراكز المتخصصة ومرجعا هاما في الدراسات المتخصصة.

وصمة عار

وأفاد الدكتور فائق بأن «وصمة العار» التي تلاحق المدمنين وذويهم من أهم التحديات لذلك يحرص المركز على الحفاظ على السرية التامة لكافة المراجعين المتواجدين في المركز أو المترددين عليه، وذلك نظرا للتركيبة الاجتماعية لمجتمعاتنا العربية التي لم تستطيع تقبل فكرة أن المدمن مريض، وهو ما يدفع البعض إلى السفر إلى دول أخرى للحصول على العلاج ما يزيد التكاليف من عاتق الأسرة، منوهاً إلى أن المنظمات العالمية والدراسات المتخصصة حددت ضرورة توفير مركز متخصص لكل 300 ألف نسمة من السكان وبناء عليه يدرس المركز إنشاء مراكز صغيرة متخصصة.

أمراض

وأشار الدكتور فائق إلى أن إدمان المخدرات أو الكحول يتسبب في الإصابة بالكثير من أمراض القلب والكبد والمخ، وكذلك في تدهور الحالة الصحية للمريض بوجه عام، هذا بخلاف تناقص إسهامه في الناتج الوطني الكلي، لأن المدمن على تعاطي المخدرات لا يستطيع أن ينتظم في عمله بطريقة تجعله عضواً منتجاً وفعالاً في المجتمع، كما أنه قد يحتاج إلى رعاية شخصية من ذويه تعطلهم أيضاً عن عملهم ومساهمتهم في المجتمع، لذلك من الضروري وضع هذه الخسائر بعين الاعتبار عند تقييم تكلفة علاج الإدمان من المخدرات أو الكحوليات، لافتا إلى أن هذا العلاج يعتبر استثمار بشري على المدى الطويل، يتيح للشخص العودة إلى الكسب والإنتاج، ويتيح له رعاية نفسه وغيره، ويقلل من المخاطر الصحية والجسدية المحتملة له على المدى الطويل، فمهما كانت تكلفة علاج إدمان المخدرات مرتفعة إلا أنها لا تقارن بتكلفة الاستمرار في الإدمان على المدى الطويل.

Email