ملتقى «القيادات والإعلام» يؤكد أهمية تبني خطاب متوازن في التعامل مع الأزمات

توصية باستحداث هيئة عربية لمكافحة الشائعات

■ المشاركون بالملتقى في صورة جماعية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصت قيادات أمنية وإعلامية شاركت على مدار 3 أيام متتالية في فعاليات الملتقى العلمي «القيادات والإعلام أثناء الأزمات» الذي نظمته القيادة العامة لشرطة دبي وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ممثلة بمركز الأزمات وتطوير القيادات العليا، في نادي الضباط بمنطقة القرهود، برفع برقية شكر وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على استضافته للملتقى وعلى كرم الضيافة وحسن الوفادة وتسهيل إجراءات انعقاد الملتقى في مدينة دبي.

كما أوصى المشاركون في الملتقى برفع برقية شكر وتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على المبادرة بتنظيم هذا الملتقى العلمي الهام.

توصية

وأوصى باستحداث هيئة لمكافحة الشائعات على مستوى الوطن العربي، والدعوة إلى مزيد من التجانس في الخطاب بين المؤسسات الإعلامية أثناء الأزمات وإيجاد آلية للتنسيق وتوحيد الجهود بين الأجهزة الأمنية والإعلامية، والتأكيد على الأجهزة الإعلامية والأمنية بضرورة المبادرة في دحض الشائعات بعد التعرف على أسبابها ومنطلقاتها وتأثيراتها والتنسيق الفاعل بين الإعلام والأمن في هذا الشأن.

وشددوا على أهمية الدور الإيجابي والمسؤول لوسائل الإعلام في التعامل مع الأزمات في مراحلها المتعددة والاستنارة بميثاق الشرف الإعلامي والمعتمد من مجلس وزراء الإعلام العربي، والتأكيد على أهمية تبني خطاب إعلامي متوازن في التعامل مع الأزمات بما يساعد في نجاح الجهود لمواجهتها.

وثمن المشاركون في الملتقى جهود جامعة الدول العربية ومجالسها المختلفة ودورها في الملتقى، وأوصوا بالاستفادة من الشبكة العربية لإدارة الأزمات في أمانة الجامعة في مجال تبادل الخبرات وتعزيز القدرات المؤسسية.

ودعوا إلى ضرورة تطوير العلاقات الإيجابية بين الإعلام والأمن وتعزيز الثقة فيما بينهما بحيث يتفهم الأمنيون مهنية الإعلام ويقدر الإعلاميون مسؤولية الأمن، وذلك لخلق مساحة إيجابية مشتركة تحقق من خلالها آليات عمل مشتركة أثناء الأزمات.

اختيار

ودعا المشاركون في الملتقى إلى التأكيد على أهمية اختيار المتحدثين الإعلاميين وفق معايير دقيقة تضمن ترشيح الأفضل من حيث الثقافة واللباقة وسرعة البديهة والعمل على إعداد برامج تدريبية لتطوير مهاراتهم في الاتصال والتفاعل مع وسائل الإعلام وبالشكل الذي يساهم في فاعلية إدارة الأزمات وعدم استفحالها.

وشدد المشاركون على أهمية موضوع الملتقى ودعوة المؤسسات الأكاديمية الأمنية في الوطن العربي وبالأخص جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في التوسع بتنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية المتخصصة على مدار العام لتطوير المهارات وقدرات المتعاملين مع الإعلام أثناء الأزمات وإدراج مواد في «إعلام الأزمات» في المؤسسات الأكاديمية في الوطن العربي.

الجلسة الأخيرة

وشهدت فعاليات اليوم الثالث والأخير للملتقى جلسة ختامية استعرضت عدة تجارب من الدول العربية والعالم في التعامل مع الأزمات استهلها رامي رضا محمد منسق مشروع «بناء قدرات جامعة الدول العربية في مجال الإنذار المبكر وإدارة الأزمات» في الحديث عن المشروع، مشيراً إلى أنه يهدف إلى التعاون الجماعي بين الدول العربية من خلال إنشاء شبكة عربية للإنذار المبكرة للتعامل مع الأزمات، مبيناً أن المشروع تم إطلاقه في مؤتمر بالعاصمة الأردنية عمان في عام 2014.

ولفت إلى أن المشروع يواجه عدة تحديات تتمثل عدم ملاءمة السياق السياسي الحالي لتطويره، وعدم إقرار آلية عربية مشتركة للعمل في مجال إدارة الأزمات، والتخوف التدخل في الشؤون الداخلية والسيادة الوطنية للدول الأعضاء، إضافة إلى ندرة الكفاءات في مجال إدارة الأزمات، موصياً في الوقت ذاته بضرورة تعزيز مفهوم التعاون في بناء القدرات للدول العربية في مجال الاستجابة للأزمات، ودعم دور الأمانة العامة للجامعة العربية في بناء قدراتها العملية، والتعاون مع الدول الأكثر خبرة في مجال الأزمات، وتكثيف الجهود مع المنظمات الدولية ذات الصلة.

حراك بحثي

من جانبه، قدم الدكتور عزيز علي عبيد منسق المفوضية الأوروبية للشراكة العربية، ورقة عمل دعا فيها المؤسسات الأكاديمية الأمنية السعودية والإماراتية لتبني حراك بحثي يمنع «الأمننة البحثية المضادة» من تسميم الخطاب الإعلامي تجاه الأزمات التي تحدث في العالم العربي.

وبدوره، تطرق المهندس عمر عيسى المدير العام للمركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، إلى دور المركز وأهدافه في مواجهة الزلازل والكوارث، مشيراً إلى أن المركز هدف إنشاؤه إلى الوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية، وتشخيص وتحديد مواقع ونطاقات الزلازل وتحديد الأماكن المعرضة للسيول والفيضانات والانزلاقات الأرضية وأماكن الفراغات الجيولوجية «الكهوف الأرضية».

وبين أن المركز يسعى إلى تشجيع التعاون بين مختلف الدول الأعضاء وتعزيز قدرات الدول العربية في مجال الكوارث الطبيعية والتخفيف من آثارها، وتوحيد إجراءات جمع المعطيات المتعلقة بمجال اختصاص عمل المركز ومعالجاتها والتدريب وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء واستخدام التقنيات الحديثة، مبيناً أن عمل المركز هو تقني بحت يعتمد على الدراسة والبحوث المطبقة في مجال الوقاية من الزلازل والكوارث.

المتحدث الرسمي

بدوره، قدم حسين بن أحمد المري مدير تطوير الأعمال وكبير المدربين في مركز ابتكارات السلامة للتدريب في المملكة العربية السعودية ورقة عمل عن دور المتحدث الرسمي خلال الأزمات والكوارث استعرض خلالها تعريف الأزمة والفريق بينها وبين الكارثة، وأهم ملامح الأزمة وخصائصها وأسبابها والصفات التي يجب توفرها في المتحدث الرسمي للتعامل مع الأزمة والصعوبات التي يوجهها.

وقدم حسين بن محمد القحطاني الناطق الرسمي في الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية ورقة عمل بعنوان «الإعلام في إدارة الكوارث» استعرض خلالها الدور الإعلامي في إدارة الكوارث الكبيرة التي تعرض لها العالم كفيضان تسونامي الشهير، وزلزال باكستان وإعصار «قونوا» في سلطنة عُمان، والفيضان الأخير في تركيا قبل أيام، مشيراً إلى أن الإعلام يعتبر شريكاً رئيسياً أثناء الكوارث مع القطاع الحكومي، داعياً إلى العمل دائماً على إعداد صحفيين مختصين للتعامل الإخباري وقت حدوث الكوارث.

ترسيخ الإعلام الأمني

أكد الدكتور محمد مراد مستشار نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي لاستشراف المستقبل أن إدارة الأزمات الأمنية عملية معقدة يجب أن تشارك فيها كافة مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة الإعلامية، وأن وسائل الإعلام النزيهة والشريفة تتحمل مسؤولية كبيرة أثناء الأزمات وتظهر قدراتها وتفوقها في جذب الملايين وكسب ثقتهم التي لا تأتي من فراغ، وهو الأمر الذي يستدعي وضع استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمات بكافة أنواعها خاصة الدولية التي تحتاج إلى تكتيك مختلف. وقال مراد: إن شرطة دبي منذ سنوات أسست وصنعت مع يعرف بالإعلام الأمني الذي يقوم بنقل الخبر ومعطياته إلى وسائل الإعلام بحيادية، كما أنه الناطق الرسمي والإعلامي باسم المؤسسة منعاً للازدواجية وترك الأمور عرضة للتأويل والشائعات التي تضر بالسمعة التي تعتبر أحد أهم أركان المؤسسة.

Email