باستخدام طائرة من دون طيار

إطلاق المسح الجوي للمؤسسات بدبي

وزن الطائرة لا يتعدى كيلوغرامين ودقة كاميرتها 16 ميغابيكسل | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت بلدية دبي خدمة المسح الجوي للمؤسسات والشركات للمرة الأولى، من خلال طائرة من دون طيار، بعد أن عملت على تطوير مواصفاتها وخصائصها وقدرتها، وأدرجتها عبر موقعها الإلكتروني لتكون متاحة لطلب الجمهور، ويأتي تطبيق هذه التقنية المتطورة كبديل للطرق التقليدية لعملية المسح، ويهدف المشروع إلى تحقيق استدامة في توفير صور جوية حديثة ذات جودة ودقة عاليتين، وإنتاج خرائط طبوغرافية حديثة ودقيقة في وقت وجيز مقارنة بالطرق التقليدية، ودعم الخدمات الأخرى.

وتوفر خدمة المسح الجوي للشركات العقارية والاستشاريين والمقاولين البيانات التفصيلية من صور جوية مصححة، وخرائط طبوغرافية بوضوح 200 ضعف الخرائط التقليدية، والخرائط الكنتورية، ونقاط ثلاثية الأبعاد للمشاريع ذات المساحات الشاسعة والطبيعية الجغرافية الوعرة، وذلك في وقت أقل بنسبة 88% من الوقت اللازم للمسح التقليدي.

وقال مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط، المهندس داوود الهاجري، إن خدمة المسح الجوي في البلدية من الخدمات التي كانت تقدم بشكل داخلي بين الإدارات، وسبق أن أطلقتها البلدية قبل نحو عامين، إلا أن عدداً من الشركات العقارية والجهات الأخرى طلبت أن تقدم هذه الخدمة لها، للمسح الجوي للمناطق التي تجري عليها المشاريع الجديدة في دبي، تسهيلاً لأعمالها.

جاء ذلك خلال ملتقى المسح الجوي الذي نظمته بلدية دبي، أمس، في دبي لإطلاق الخدمة باستخدام طائرة من دون طيار.

تحويل

وأضاف أن المسح الاعتيادي للمناطق كان يتم على مدى أيام طويلة بشكل يدوي، ويضطر بعدها المساحون إلى تحويله إلى خرائط، وقد تستغرق هذه العملية 6 أشهر لإتمامها، لافتاً إلى أن مدينة دبي تتغير خلال أشهر قليلة، وفي أحيان كثيرة خلال أسابيع، على عكس الدول التي تحتاج إلى تغيير خرائطها كل 4 سنوات، ولابد من تصوير هذه التغييرات وإضافتها إلى الخرائط التي تطورها البلدية.

وأضاف الهاجري أن خدمة المسح الجوي الجديدة تستغرق أياماً معدودة ويمكن للجهات الحكومية والخاصة الاستفادة من هذه الخدمة، وطلب العناصر التي يحتاجون إليها في الصورة، مثل دقة الصورة، والعناصر التي تحويها الخريطة، وغيرها من المعلومات التي تريدها.

ومن جانبه، أفاد مدير إدارة المساحة في بلدية دبي المهندس محمد مشروم، بأنه تمت تجربة الطائرة من دون طيّار في تصوير عدد من المشروعات التابعة للبلدية قبل إطلاق الخدمة للجهات الأخرى، بما فيها تصوير موقع سفاري دبي، ومنطقة وادي الصفا، ومنطقة العوير، إضافة إلى مناطق أخرى مثل مدينة حتا والخيران لصالح عدد من المطورين العقاريين في دبي.

ميزانية

وأشار إلى أن المسح التقليدي للمناطق يستغرق في العادة 8 أيام لتصوير المنطقة بشكل كامل، ويتم تصوير مساحة 125 إلى 1200 متر في كل مرة من قبل 3 مساحين تابعين للإدارة، ويعتمد على ميزانية قدرها 394 ألف درهم في كل مرة، في حين أن الطائرة من دون طيّار تصور مساحات تراوح ما بين 2,5 إلى 24 كيلومتراً، على مدى يومين، وقد تستغرق 5 أيام إذا كانت المساحة كبيرة، وتكلف في كل مرة ألفي درهم.

وتابع أن وزن الطائرة لا يتعدى كيلوغرامين، وتصل دقة الكاميرا إلى 16 ميغابيكسل، وتستطيع الطيران على مستوى 75 إلى 750 متراً، ويعتمد ارتفاع الطائرة على حسب دقة الصورة التي تحتاج إليها الجهات، إذ يمكن أن تطير على مستوى 150 قدماً وتقدم صوراً لخرائط عالية الدقة يمكن الانتهاء منها خلال أيام معدودة.

وأكد أن هناك جهة واحدة تقدم خدمة المسح الجوي والخرائط الطبوغرافية في دبي وهي بلدية دبي، ولابد أن تكون البلدية على أتم الاستعداد للبحث عن طرق جديدة لتصوير المناطق ورسم هذه الخرائط بدقة عالية وفي وقت قصير، بناءً على احتياجات الجهات التي تتعامل معها، مشيراً إلى أن المسح الجوي يمكن الجهات المطورة من البدء بمشروعها، وخصوصاً بعد الاطلاع على الأرض التي سيبنى عليها المشروع.

وأوضح مشروم أنهم يقدمون خدمات المسوحات الجوية للأراضي في دبي، إضافة إلى رصد البيانات الخاصة بالمساحة، ولابد من توافر عدة نقاط لتقديم هذه الخدمات بما فيها قاعدة بيانات متكاملة تحتوي على نقاط مساحية لتسهم في رسم الخرائط الجيوديسية، إضافة إلى إجراء مسح كامل للمنطقة حسب الطلبات الداخلية للإدارات.

وأفاد بأن كل منطقة جديدة بحاجة إلى مسح شامل وتصوير دقيق لمعرفة طبيعة هذه الأرض سواء كانت صخرية أو صحراوية، ومدى الارتفاعات، بشكل سريع ودقيق، وتالياً إصدار مخططات بمعلومات جديدة لتستفيد منها الجهات الأخرى.

Email