الدَّربْ واضحْ٫٫كلام الملوك ملوك الكلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظرفٍ استثنائيٍّ، وفي زمنٍ اختلطت فيه الرؤى وتباينت العقول، وأصبحت الكلمات تعدّ لقائليها، فهي محسوبة لا تمرُّ بغير أثرٍ، خاصة إن صدرت هذه الكلمات من مسؤول كبير، فبعد أن جشأت النفوس وجاشت، والرؤوس اشرأبّت تبحث عن حلّالٍ للمعضلات، والناس قد رفعوا عقائرهم ليستمعوا إلى كل صوتٍ يَهدي إلى حكمة الحكماء، ويُهدّئ من روع كل خائف، ويضع الصوى في طريق السالكين، ليرشدهم إلى الصراط المستقيم، وفي مثل هذه الظلمات المجتمعة تأت قصيدةٌ تاريخية من قائدٍ مُلهمٍ استثنائيٍّ خبيرٍ من الطراز الأول، مجرّبٍ لوذعيٍّ لا يأخذ بحكمته أحد إلا نجح واعتلى سنام المجد، ولم يتركها أحد إلا غوى واختلطت عليه الأمور وضلّ، هذا الفارس والشاعر سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي نصح قادة دولة قطر الشقيقة النصيحة التي ليس لها مثيل، وأوضح في قصيدته «الدرب واضح» الطريق الصحيح الذي عليهم أن يسلكوه لتبقى راية قطر خفاقة في مجلس التعاون الخليجي، فكان استهلاله رعاه الله بقوله:

خــيـلْ الـمـعـاني جَـريَـهـا بـالـلَّساني

                        والـشَّـاعـر إيـسَـمَّـا لـسـانِهْ حـصـانهْ

وأنـــا عـلـىَ الـخـيلينْ رَبِّــي هـدانـي

                        عــلـىَ الـرِّمـكْ والـسـابقهْ فــي بـيـانِهْ

تـرنـيـمـها عـــزفْ ولــحـونْ الأغــانـي

                         وتَـفـخـيـمها لـلـصـافـيهْ فـــي دنــانـهْ

هذه الأبيات أعدها أقوى براعة استهلال في الشعر، جمع فيها سموه أنواعاً من البلاغة، وقد طوّعها بملكته الشعرية الفريدة، فقوله: «خيل المعاني» يدل على المعاني المختارة التي يريد أن ينتقيها لهذه القصيدة العصماء ولأي قصيدة أخرى، فهي تتسابق في فكره وعلى لسانه لترضيه كما تتسابق خيله في ميادين السباقات العالمية وينتصر فيها ويغلب، ولكن هذه الخيول ليست في ميدان سباقات الخيول المعتادة، بل في ميادين الفكر والشعر والبلاغة والبيان، فهي تجري بأمره كيفما يشاء، ثم أكد هذا المعنى الجديد، وأجاب من قد يسأل من النقاد عن سبب قوله «خيل المعاني»، فقال إن المثل الشعبي المشهور «لسانك حصانك إن صنته صانك» دليل على أن ما يجريه اللسان من معانٍ وكلمات يشبه الحصان الذي يتطلب المحافظة والصون، ثم أشار إلى أمر لا يختلف عليه اثنان بأنّ الله عز وجل هداه وأنعم عليه بأنه فارس لا يشق له غبار، وهو في ميادين البيان والشعر والنثر أيضاً سابق لا يشق له غبار، بشهادة الفرسان والأدباء والشعراء والنقّاد، ولا أظن أنّ أحداً من الشعراء سبق الشيخ محمد في هذا الاستهلال والمعنى الغريب الذي لا يستطيع أحد، ولا يستطيع أحد أيضاً أن ينكر هذه الأفضلية لسموه، سواء في الفروسية أو في الشعر، رعاه الله، ثم قال: إن هذه الأشعار عندما يترنم بها فهي مثل العزف ولحن الأغاني التي لا تمل وهي أيضاً فخمة جداً.

والـلِّـي هـويـتهْ وهــو هــواهْ إهـتواني

                        مـــنْ عــقـبْ هـجـرانـهْ تـغـيَّـر زمـانِـهْ

لاهـــــوُ تـــريَّــا أوْ تــهــيَّـا وجــانــي

                          ولا آنــا عـشـانهْ كـنتْ أرضـىَ هـوانهْ

يــامــهـرةٍ لـــــى بـالـتِّـغَـلِّـي تــبـانـي

                          كــانـت نـصـيبي عَــنْ فــلانْ وفـلانـهْ

بعد الاستهلال العجيب في الأبيات الأولى، شرع سموه يتحدث عن الحبيب وهجرانه، بعد أن كانا في هوى واحد، ولكنه هجر محبه فتغير الزمان به، فلا هو «تريا» أي انتظر من يهواه ولم يستعجل في قرار الهجران، ولا وصل قلب الشاعر المحب المخلص في حبه الذي كان يرضى ويتحمل منه ما لا يرضاه من الناس، ثم بدأ يناديها بالمهرة التي تتصف بالجمال الباهر، ولكنها تريده وتصعب الوصل «بالتغلي» الذي زيادته قد تنفر النفوس، فقليله جميل، لكن كثرته تعد من الهجران، ولا يصلح مع المحبين.

أغـلـيتها مـغـلي الـغـلاَ وجـيتْ عـاني

                          لـلغاليْ الـلِّي فـي الـغلا خَـذْ ضمانَهْ

فـــارسْ حـيـاتـهْ فــي ثـبـاتهْ كـفـاني

                         أثـبـتْ مــنْ أثـبَـتْ ثَـبْتْ ثـانتْ جَـنانِهْ

حـصـنِهْ حـصـينْ مـحـصَّنٍ بـالعَياني

                        مـتـحـصِّنْ بـحـصـنِهْ لــنـارَهْ ودخـانـهْ

شـاهـدْ شِـهَدْ عـنْ مـحنةٍ وإمـتحاني

                          عــنْ شـاهدْ ومـشهودْ حـانْ إمـتحانهْ

وأنــــا مــــودِّي دونْ حــــقٍّ جـفـانـي

                         وحـاوَلـتْ أثـنـي عــنْ مـسـارَهْ عـنـانِهْ

وعـنـدي دلـيـلْ إنْ لـيلْ يـظلَمْ هـداني

                          عـيـنهْ عـلـىَ شـعـبهْ تـبـاتْ إسْـهَـرانِهْ

في هذه الأبيات يتخلص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أبيات الغزل إلى المدح، وفيه حسن تخلص رائع، وأسلوب التخلص في كثير من الأشعار القديمة يكون أضعف من بدايات القصيدة، ولكن أرى في هذا التخلص العجيب بلاغة، فهو يبيّن محبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عند سموه، وقربه، ووصفه بأجمل الصفات، فهو أولاً في «الغلا» المودة أخذ ضمانة، فهو الفارس الذي في قوته وثباته يكفيه، بل هو أثبت الثابتين قويٌّ ثابت الجنان أي القلب، وهو أيضاً الحصن الحصين للدولة، وهو العين التي تسهر لخدمة الشعب، وهو أيضاً عون سموه وسنده وأخوه، يقول عن ذلك:

عـونـي وأخـويِـهْ وإنْ أنـاديـهْ جـانـي

                              وإذا يــنــاديـنـي ألَـــبِّـــي عــشــانـهْ

هــــذاكْ بـوخـالـدْ ومـــا عــنـهْ ثــانـي

                            اللهْ رفَـــــعْ قَــــدرَهْ وبـالـعَـقـلْ زانــــهْ

والـوَقـتْ فــي أمــرَهْ وطــوعْ الـبـناني

                              مــنْ هـيـبتهْ تـمـوتْ الـنِّفوسْ الـجَبانِهْ

أنـــــا وهــــوهْ لــدارنــا بـالـضِّـمـاني

                             عَ قــلــبْ واحـــدْ حـافـظـينْ الأمــانِـهْ

مـنْ غيرْ شَكْ إنصونْ شَعبٍ مصاني

                           ونـــــرِدْ عـــدوانــه ونــحــفَـظْ كــيـانـهْ

هذا وصف بليغ عن العلاقة الأخوية التي تجمع بينهما، فمحمد يلبيه عندما يناديه، وأبو خالد يلبيه إذا ناداه، وقد وصفه سموه بعد الشجاعة والفروسية، والحرص على شعبه بأن الله رفع قدره وميزه بالحكمة والعقل، وأن الله جعل الوقت في أمره وطوع يده وله هيبة عندما يذكر محمد بن زايد تموت وتهرب النفوس الخائفة، فهي لا تستطيع الوقوف أمامه، ومن فضل الله على الدولة أن الله سخر لها الشيخين محمد ومحمد ليضمنا استقرارها، وهما على قلب واحد لسعادة الشعب وخدمته وصونه من العادين.

ومـنْ سـالفٍ في الوقتْ عشنا زماني

                            مـــعْ جـارنـا والـجـارْ أخْـلَـفْ رهـانـهْ

والـجارْ قَـبلْ الـدَّارْ جـا فـي الـمعاني

                              وكـنَّـا نـعـينهْ وهــوٌ لـنـا فــي الإعـانِهْ

ومــنْ مـنـبَتٍ واحــدْ وشَـعـبْ وكِـياني

                            دَمْ ولَــــــحَــــــمْ وأرضْ وديــــــانِــــــهْ

وتَــدري قـطَـرْ أنَّــا لَـهـا ظِــلْ دانــي

                            عــنْ الـغـريبْ وعــنْ ضـعـيفْ الـمكانهْ

مــا هـي مـصالحْ بـالسياسهْ تـعاني

                                يـاغـيـرْ خـــوِّهْ جـــارْ والــحَـظْ خـانِـهْ

وواجـــبْ عـلـيـنا نـنـاصحهْ بِـلْـعلاني

                                  إنْ حَــطْ لــهْ أفـعـىَ رَمِــلْ فـي ثـبانِهْ

بعد المدح الجميل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتأكيد أنهما قلب واحد ضد الطامعين ولمساعدة المواطنين، ونفى بتلك الأبيات ما تردده بعض القنوات الحاقدة أن هناك اختلافاً في الرأي، وبهذه الأبيات سقطت ادعاءاتهم، بدأ سموه يبين الغرض من هذه القصيدة وعنوانها يدل عليها في قوله «الدرب واضح»، فهذه القصيدة تاريخية سياسية اجتماعية أدبية، وفيها حكمة بليغة وإصلاح لذات البين، ونصيحة للجميع أن يستمع إليها خاصة الجار العزيز قطر الذي عشنا معه زمناً طويلاً متعاونين في الشدة والرخاء، وبيننا نسب قديم، ونحن وهم أنساب وأقارب من قديم الزمان، ولكنه أخلف رهانه، ثم ذكر بالمثل المشهور «الجار قبل الدار»، ولأهميته وصى جبريل عليه السلام به الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأشار إلى أن هذا الجار كان معيناً لنا في الماضي، ونحن أيضاً نعينه في حوادث الزمان، والتاريخ شاهد على ذلك لا ينكره إلا جاحد، وأشار أيضاً إلى أن الشعبين شعب الإمارات وقطر من منبت واحد وديانة واحدة ولسان واحد بعكس الآخرين الذين يختلفون عنا، فنحن لهم الظل الظليل والحصن الحصين، وليس في الغريب والضعفاء أي خير لهم، بل هم يدورون وراء مصالحهم، ونحن لا مصلحة لنا في قطر إلا الأخوة والقربى والجيرة، ولهذا وجبت نصيحتهم، خاصة إذا وضعوا أفعى في «ثبانهم»، وهو حضن الثوب الذي تضع فيه الأشياء، فلا بد أن تلدغهم الأفعى، كما لدغت لبنان واليمن وسوريا قبلهم.

والــذِيـبْ يـاكـلْ م الـكـبارْ الـسِّـماني

                               ســاعَـةْ تــغـادرْ سـربـهـا بـإسـتـهانهْ

ولــكــلْ شَــــيٍّ لــــوٌ تــفـكِّـرْ أوانـــي

                                والـجِـدْ يــا أهــلْ الـجِـدْ هــذا أوانِــهْ

وآحِـــسْ أنِّ الــوقـتْ يـكـفـي وحـــانِ

                                 والــشَّـرْ نـسـعـىَ كـلِّـنـا فــي دفـانـهْ

ونـرجـعْ إلــىَ وحــدَةْ قـلـوبْ ومـعاني

                                نـحـمي بـعـضنا دونْ حـقدْ وضـغانهْ

مـــــنْ الـسـعـوديـهْ لــديــرةْ عــمـانـي

                               مـــعْ دولـتـي لــي هـيـهْ لـلـعقدْ دانــهْ

وبـحـريـنـنا ويَّــــا قــطـرْ وآل ثــانـي

                               خـلـيـجْ واحـــدْ يـصـلحْ الــرَّبْ شـانـهْ

هذه الأبيات هي النصيحة والموعظة الحسنة التي يرسلها سموه إلى حكومة قطر لتنتصح وتعود إلى الصف الخليجي العربي، وتترك الأغراب وتوحد القلوب، ولحماية شعوب الخليج العربي بغير حقد ولا أضغان، لأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية التي ترعى وحدها، وهو مصداق لما جاء في الحديث الشريف، وهذا أوان الجد لدفن الشر وإخماد نار الفرقة بين شعوبنا من السعودية حتى الكويت، ومن تقدير سموه لآل ثاني الكرام حكام قطر خصهم بالاسم دون باقي الحكام، وفيه دلاله لإخلاصه بالنصيحة لهم، رعاه الله، ثم ختم هذه الأبيات بالدعاء والتضرع إلى الله لإصلاح ذات البين، لأن فسادها مضيعة للأوطان والتاريخ المشترك.

وقــالـوا عَـرَبـنـا مـــنْ قـديـمْ الـزِّمـانِ

                             قــبــلْ الــرِّمـايـهْ يــتـرسـون الـكـنـانهْ

وتــأبَـىَ الــرِّمـاحْ الـعـالـياتْ الــلِّـدانِ

                               أنْ تـنـكـسرْ مـتـجـمِّعهْ بــذاتْ خـانـهْ

وإذا إتِّــفَـرَّقْ تـنـكـسرْ فـــي ثـوانـي

                             ولا يــنـفَـعْ الــرِّمـحْ الـمِـكَـسَّرْ سـنـانـهْ

لـــــوُ تــتــركـونْ الـمـرجـفـينْ بــمـكـانِ

                              ونـحـنْ لـكٌمْ أقـرَبْ مـنْ أهـلْ الـرِّطانهْ

يتابع سموه النصح لحكومة قطر وشعبها الكريم، ويضرب لهم الأمثال، وأشار إلى البيت المشهور القديم:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً

                               وإذا افترقن تكسرت آحدا

وقد أضاف سموه معنى جديداً للمثل، فقال: إن الرمح المكسور لا يفيده سنانه، فهو ليس تفرقاً وضعفاً فقط، بل فيه ذهاب للخير كله، ولن يكون ذلك إذا بقي المرجفون وأبواقهم وإعلامهم الكاذب يهاجمون دول الخليج العربي من قطر، لأننا أقرب لكم، وأصدق من أهل الرطانة من غير العرب، الذين هرعوا إلى مساعدة قطر، ليس من أجلها، بل لإحداق الفرقة والتشرذم في الصف الخليجي.

ومــا فـي الـمزايَدْ خـيرْ يـرجيهْ عـاني

                              وكــلْ وقــت تـدري لـهْ صـلاتهْ وأذانِـهْ

ومــاهــيــهْ بــالــقــوَّهْ ولا بــالأمــانـي

                                  ومـهـما إخـتـلفنا جـارنـا فــي أمـانـهْ

نــاخـذْ ونـعـطـي وبـالـتِّـحاورْ يـبـاني

                                  الــحــقْ ظــاهـرْ مـايـبـا لـــهْ فـطـانـه

والـــدَّربْ واضـــحْ مـنـهجهْ بـالـعياني

                                 والــبــابْ مــفـتـوحٍ ومــحــدَّدْ مـكـانـهْ

ودربٍ إلــىَ الـرحـمنْ خـيـرْ وجـنـاني

                                    وأحسَنْ منْ الشِّيطانْ وأهلْ الشِّطانِهْ

يزيد سموه من نصائحه المهمة فيقول: ليس في المزايدة والتكبر على الحق من خير يرجى للطالب المحتاج، وهناك أوقات يجب أن تراعى، ولم يتبق وقت كما تراعى أوقات الصلاة وأذانها، ولهذا عليهم انتهاز الفرصة وعدم تضييعها للعودة إلى الصواب والألفة، وأضاف أننا لا نتقوى على جارنا ولو كان ضعيفاً، بل هو في أمان منا، لن يلحقه سوء ولا ضرر منا، لأننا نعرف حق الجار، بل الأمر كله حوار وأخذ وعطاء، حتى يظهر الحق، وهو ظاهر لا يحتاج إلى زيادة تبيين وذكاء خارق، لأن الدرب واضح، لكن من يرى، وباب التصالح والتعون مفتوح لأهل قطر، ومكانه معروف ودرب الألفة والوحدة هو طريق الجنة الذي أمر به الله في كتابه العزيز في قوله «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، وقوله: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، وهذا الطريق الصحيح، وليس طريق الفرقة والشيطان.

وإنْ مـابـغـيـتـوا دربــنــا بـإمـتـنـاني

                             فــكــلْ واحـــدْ لـــهْ طـريـجـهْ وشــانـهْ

وفي نهاية القصيدة كما بدأها ببراعة استهلال ختمها بخاتمة قوية، فبعد كل النصائح التي قدمت والحكم العظيمة التي أرسلت لكم يا أهل قطر، إذا لم تقتنعوا بها، وتريدون الاستمرار في غيكم وابتعادكم عن اللحمة الخليجية، وتتركون طريقنا الممهد السهل، فهذا اختياركم، وستكون هناك الفرقة، وكل منا يأخذ طريقاً، ولا تلوموا إلا أنفسكم، وكما قال المُثقِّب العَبدِي:

فإما أن تكون أخي بحقٍّ

                فأعرف منك غثي من سميني

وإلا فاطرحني واتخذني

                         عدوّاً أتقيك وتتقيني

Email