محمد يكسر صمته بعد 4 أعوام معاناة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كسرها الحزن مرتين، فتشبث بخيوط الأمل لعلاج طفلها، وعلى الرغم من مرور السنوات دون جدوى، إلا أن عزيمتها تجددت بعد ما وجدت في طريقها مؤسسة الجليلة، التي ساعدتها على تحقيق أمنية حياتها، حيث تكفلت المؤسسة بزراعة قوقعة لطفلها الذي نطق اسمها بعد صمت استمر 4 سنوات.

تقول والدة الطفل: «بعد صبر وانتظار طال أكثر من 12 عاماً، رزقنا بمولودنا الأول، ولكن الفرحة بقدومه لم تكتمل، حيث كانت الولادة في الأسبوع الـ 24 من الحمل، وعلى إثر الولادة المبكرة، احتاج الطفل المكوث في الخداج مدة 3 أشهر، لتلقي الرعاية والعلاج اللازم، وكانت هذه الفترة عصيبة جداً.

وكإجراءات روتينية، تم عمل فحص مقياس السمع لابني قبل تخريجه من المستشفى، وكانت الصدمة كبيرة حين أبلغنا الطبيب المشرف على حالة ابني، أنه لم يستجب لفحص السمع، وطلب تحويله لعيادة فحص السمع والمتابعة، وهنا لا أستطيع أن أصف مدى الحزن الذي أصابني أنا وزوجي، ففرحة قدوم الابن تحولت إلى حزن، وفرحة خروجه من المستشفى تحولت إلى قلق أيضاً».

بدأت المعاناة الفعلية من مراجعات للعيادات المختصة داخل وخارج الدولة، وبعد إجراء عدة فحوصات، تم التوصل لتركيب معينات سمعية خارجية لكلتا الأذنين، وبالفعل، قمنا بشراء السماعات، وللأسف لم نلحظ تحسناً في مستوى السمع لديه، أو أي استجابة فعليه للسماعات، وعلى أثره قمنا بزيارة أحد المراكز المختصة، وقمنا بتبديل نوع السماعات إلى أخرى أكثر كفاءة وتطوراً، ولكن أيضاً لم يظهر هناك أي تحسن على الحالة.

بعد عدة زيارات ومتابعة مع مراكز السمع، نصحنا الأطباء بضرورة إجراء عملية زراعة قوقعة لمحمد في أسرع وقت ممكن، ولكن بسبب تكاليف العملية الباهظة التي تفوق قدرة العائلة، لم نستطع القيام بعمل الزراعة آنذاك، لذلك بدأت أبحث عن جهات خيرية تقوم بمساعدتي لإجراء العملية، وأرسلت الأوراق والتقارير الطبية لأكثر من مؤسسة، ولكن للأسف، كانت مجرد وعود، وفي أحد الأيام، وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، قرأت عن حالة طفلة فاقدة للسمع تمت عملية الزراعة لها بمساعدة مؤسسة الجليلة، فتجدد الأمل لدي، وقررت التواصل مع المؤسسة، وبالفعل، قمت بتقديم طلب عن طريق برنامج «عاون»، وأرسلت كافة التقارير والأوراق المطلوبة، ولم تمضِ أيام حتى تلقيت اتصالاً من المؤسسة، يفيدني بالموافقة على عمل زراعة قوقعة لابني، وتحمل المؤسسة كافة التكاليف العلاجية، وفي نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي، تم إجراء العملية بنجاح، بفضل الله، ثم بمساعدة مؤسسة الجليلة، التي أعجز عن تقديم الشكر والامتنان لها، حيث إنها أنهت معاناة عائلة دامت 4 سنوات، ولا أستطيع أن أصف مدى سعادتي عندما سمعت ابني يقول كلمة ماما بعد 4 سنوات من الصمت.

نبذة

مؤسسة الجليلة هي مؤسسة عالمية غير ربحية، تكرس جهودها للارتقاء بحياة الأفراد، من خلال التعليم والأبحاث الطبية، ويعتبر برنامج «عاون»، أحد برامج المؤسسة، والتي تعنى بتقديم الدعم الطبي للمرضى المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، والعاجزين عن تحمل تكاليف علاجهم، والتي تتطلب علاجات تخصصية من شأنها إحداث تحول جذري في حياتهم، وتمكينهم من استعادة صحتهم، حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.

Email