حرمان الأمومة ينتهي باحتضان 5 أطفال

عبد العزيز الحمادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصة لزوجين شاء القدر أن يحرما من الإنجاب، يرويها لـ «البيان» الدكتور عبد العزيز الحمادي مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع بدبي، قائلاً: بقيت الأمومة عندها فكرة تعضّها من جوانب روحها، وتلسع خفايا نفسها المنقبضة شوقاً إلى إنجاب أبناء تحبهم وترعاهم، حتى أصبح لون السماء رمادياً باهتاً، يبعث في نفسها الكآبة واليأس، واختفت ورود وجهها وانكسرت عيناها، فلم تعد ترى شيئاً أعلى من مستوى قدميها، وظلت قابعة مع نفسها تقلب أمنياتها وأحلامها في أن تصبح أماً، بعد أن جابت المستشفيات والعيادات في محاولة لتحقيق هذه الأمنية الغالية، لتصطدم بحاجز العقم.

الصدمة الأولى

لم تكتفِ مشاعر الأمومة والأبوة المتأججة لدى الزوجين بطفل واحد، فقاما باحتضان أربعة أطفال على فترات متباعدة، مؤكدين أنهما منذ ذلك الحين، استطاعا أن يمضيا قدماً في حياتها التي تبدلت إلى الأفضل، فالأمومة والأبوة ليستا حكراً على من أنجب، بل العبرة بالاحتضان والاعتناء بالأطفال والتنشئة النفسية والاجتماعية السليمة، حتى يصلوا إلى مستويات متقدمة في العلم الصحيح والمعرفة النافعة.

وتجلت الأمومة في قلب هذه الزوجة، التي لم يقدر لها الإنجاب، في أبهى صورها وأسمى معانيها، وضربت أروع الأمثلة في العطاء، حين تطوعت في مركز الاحتضان التابع لهيئة تنمية المجتمع لعدة سنوات، ونجحت بإقامة علاقة يملأها الحب والمودة والرحمة مع أطفال المركز.

وقدمت دوراً إيجابياً من خلال تفاعلها وشخصيتها المحبة والعطوفة، التي بنت عن طريقها علاقة أمومة وثيقة بأحد أطفال المركز، الذي كان يعاني وقتها من بعض التحديات النفسية، نتيجة تعرضه للترك أكثر من مرة، فساهمت بحنانها في إعادة الثقة وتعزيزها في نفس هذا الطفل، وقدمت طلباً باحتضانه ضمن أسرتها.

تأكدت الهيئة من تطابق كافة المعايير والشروط اللازمة للاحتضان في الأسرة، وخاصة بعد تجربتهم الناجحة مع المحتضنين الأربعة السابقين، حيث لوحظ النقلة النوعية الكبيرة في الحالة النفسية لهذا الطفل إلى الأفضل، بالإضافة إلى تقدم مستواه الدراسي بشكل لافت، كما اندمج في العديد من الأنشطة الاجتماعية والرياضية والعائلية التي ساهمت في بناء شخصيته بشكل إيجابي.

Email